مبيعات لجني الأرباح تخفض أسعار النفط
نزل سعر النفط الخام أمس مدفوعا بمبيعات لجني الأرباح وضعف في أسعار البنزين في الولايات المتحدة ليهبط مزيج برنت الخام من أعلى مستوى في 11 شهرا في الجلسة السابقة· وتراجع سعر مزيج برنت الخام 0,31 دولار إلى 75,98 دولار للبرميل، وفقد الخام الاميركي 0,17 دولار إلى 73,98 دولار، ونزل السولار 10,50 دولار إلى 647 دولارا للطن·
واقترب برنت أمس الأول بفارق 25 سنتا من المستوى القياسي الذي سجله في الثامن من أغسطس آب في العام الماضي عند 78,65 دولار للبرميل، كما ارتفع الخام الاميركي خلال تداولات أمس الأول بواقع 22 سنتا إلى 74,15 دولار للبرميل في بورصة نيويورك للسلع· وتوقع التجار ان يشهد السوق مزيدا من المبيعات لجني الأرباح· وقال تاجر ''هدأت المعنويات بفضل تقارير عن استئناف الإنتاج في مصاف أميركية كبرى·· قد تتراجع أهمية أنباء أساسية تسهم في الصعود وقد نشهد هبوطا نتيجة جني الأرباح''·
على صعيد متصل، قالت تقارير إعلامية إن عدداً من دول الغرب استنجدت بمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' وأجرت معها اتصالات للإسراع في رفع مستوى الإنتاج بعد أن وردت تحذيرات من مصرف جولدمان ساكس تفيد بأن سعر برميل النفط يمكن أن يصل إلى مستوى 95 دولاراً خلال العام الجاري·
وبعد أن رفعت المضاربات خام برنت ليلامس مستواه القياسي الذي حققه في الصيف الماضي بسعر 78,65 دولار للبرميل، ذكر جولدمان ساكس أن النقص في الإمدادات، الذي يقف خلف الارتفاع المستمر·
وكما ورد في صحيفة الجارديان البريطانية، فإن أي ارتفاع آخر في أسعار النفط بات من شأنه أن يضيف الضغوط التضخمية في الدول المتقدمة بعد أن أعرب بعض المحللين في بريطانيا عن مخاوفهم من أن تؤدي أية زيادة في أسعار النفط إلى مخاطر بزيادة ربع نقطة على الأقل في أسعار الفائدة من قبل بنك انجلترا·
وعلى الرغم من حدوث تراجعات مؤخرا في أسعار إنتاج بحر الشمال فقد ظلت بريطانيا كمنتج للنفط تلعب دوراً مساهماً في الارتفاع المتسارع في قيمة الإسترليني مقابل الدولار التي تخطت حاجز 2,04 دولار لأول مرة منذ ربع قرن·
وعبر التحقق من أرقام التضخم الخاصة بشهر يونيو، فإن المحللين في لندن باتوا بانتظار تقييم إمكانية أن يعمد بنك انجلترا إلى رفع أسعار الفائدة بسادس مرة منذ أغسطس الماضي·
وذكر كل من جوناثان لوينيز وبول ديلز، المحللان في مكتب كابيتال ايكونوميكس، أن الصعود الذي شهدته أسعار النفط مؤخراً والندرة في الأغذية جددت التساؤلات حول تنبؤات البنك القائلة بأن معدل التضخم سوف يشهد انخفاضاً حاداً·
وجاء في التقرير ''أن الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط مؤخراً بالإضافة إلى احتمال ارتفاع أسعار الأغذية يشير إلى أن التوقعات السابقة بانخفاض حاد في تضخيم أسعار المستهلك البريطاني ربما تصبح محبطة وهو الأمر الذي ربما يضيف مخاطر تصاعــــدية لأسعار الفائدة·
وإلى ذلك فقد تجاوز الاسترليني حاجز 2,4 دولار في الأسابيع الأخيرة وسط توقعات بأن أسعار الفائدة في بريطانيا أصبحت في طريقها للارتفاع بينما وصلت تكاليف الإقراض الأميركي إلى ذروتها عند مستوى 5,25 في المئة·
أما سوق الطاقة فقد شهد موجة من النشاط في المضاربات أدت إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى 78,40 دولار للبرميل قبل أن يتراجع بفعل عمليات جني الارباح، وذكر مصرف جولدمان ساكس أن إنتاج أوبك أصبح أقل بمقدار مليون برميل يومياً من مستواه في العام الماضي في نفس الوقت الذي استمر فيه ارتفاع الطلب·
وجاء في التقرير: ''نعتقد بأن أي زيادة تأتي من كبار منتجي النفط بحلول نهاية الصيف سوف تشكل أمراً حاسماً وشديد الأهمية من أجل تجنب أي ارتفاع للأسعار فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل في الخريف المقبل''، ومضى المصرف الاستثماري يقول: ''إن تقديراتنا تشير إلى أن الحفاظ على مستويات إنتاج أوبك الحالية وعلى افتراض موسم عادي لفصل الشتاء فإن مخزون البترول الاجمالي سوف يتراجع بمقدار يزيد على 150 مليون برميل أي بمعدل 6,5 في المئة بحلول نهاية العام، وهو الأمر الذي سيدفع الأسعار إلى مستوى 95 دولاراً للبرميل''·
من جانبها، اتجهت منظمة أوبك إلى تهدئة المخاوف في أسواق الطاقة العالمية بعد أن تنبأت بأن الطلب العالمي على النفط سوف ينمو بقدر متواضع فقط في عام ،2008 كما قللت من الحاجة لزيادة الإنتاج، مؤكدة حدوث ترشيد ومحافظة قوية في استخدامات الطاقة بالإضافة إلى ارتفاع الضرائب·