أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

كشفت وزارة التربية والتعليم عن تطوير مناهج خاصة بهدف تنمية مهارات البرمجة واستخدام الحاسوب وتصميم برامج الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس الحكومية على مستوى الدولة، بحيث تتنوع المناهج لتخدم مختلف التخصصات العلمية والتطبيقية والزراعية والتكنولوجية، وذلك لتتماشى مع استراتيجية الدولة التي تهدف إلى إعداد أجيال قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي.
وقال محمد مبارك، عضو فريق الدعم الأكاديمي بإدارة المناهج بالوزارة، خلال المشاركة في تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت، الذي اختتم فعالياته أمس الأول: «إن الوزارة بصدد تطوير هذه المناهج ضمن استراتيجية الدولة ورؤيتها في تطوير الابتكار، حيث تم إضافة مناهج جديدة للمسارين العام والمتقدم اللذين تم استحداثهما خلال الأربع سنوات الماضية، من خلال مسار «النخبة»، بناء على احتياجات الطلاب، وكذلك المسار «التطبيقي» للطلاب الذين يفضلون التعلم عن طريق الممارسة، حيث تشمل هذه المناهج 30% نظري، و70% عملي، علاوة على وجود أكاديميات في المدارس، مثل الرياضة والعلوم الزراعية والأمن الغذائي وصيانة الطائرات، وتستقبل الطلاب في مراحل مبكرة من الصف التاسع في هذه التخصصات المطلوبة للدولة».
وأضاف: إن المسارات المتخصصة تسمح للطالب بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة بأن يتخصص في مجال مثل الزراعة، حيث إنه لديه ساعات دراسية تتيح له إكمال الدراسة في هذه التخصصات من دون سنوات تأهيلية، مشيراً إلى أن توجيه الطالب إلى هذه الأكاديميات في المدارس يتم بناء على تقييم مهاراته واهتماماته وقدراته ورغبات الطلاب وأوليات الأمور أيضاً، علاوة على الانخراط في بعض المسارات.
وأشار إلى أن «مادة علوم الحاسوب تطورت، بعد أن كانت تقدم معلومات بسيطة عن الكمبيوتر، لافتاً إلى أنه الآن وبعد التطور التكنولوجي الهائل لم تعد الأمية: من لا يستطيع القراءة والكتابة، ولكن عدم معرفة علوم البرمجة، وعدم التوافق مع العصر، ولذا أدخلنا الذكاء الاصطناعي والبرمجة والروبوت».
ولفت إلى أن المناهج الجديدة يتم إدخالها للمرحلة الأولى من الروضة إلى الصف السادس، حيث يتعلم الطلاب البرمجة البسيطة وتصميم روبوتات بسيطة باسم «لبيب» و«فطين» يتم من خلالها تعلم كيفية برمجتها. وفي الفصل الثاني والثالث يتعلمون الحروف والألوان والأشكال عن طريق البرمجة، حيث يدخلون كروتاً إلى الروبوت التي تضم معلومات محددة، وذلك لتنمية مهارات الطلاب في مرحلة مبكرة، مثل برمجة الروبوت والتفكير وإدارة المشروعات، مثل بدايتها ومرحلة البرمجة البسيطة ثم الحصول على نتائج وكيف يتحرك الروبوت، موضحاً أن المرحلة الثانية من الصف السابع إلى العاشر يتعلم الطالب فيها البرمجة من خلال لغات البرمجة (C++) و(باثيون)، وبذلك تعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي قدمت لغة «باثيون» في نظامها التعليمي بالمدارس الحكومية، والتي يتعلمها الطلاب، إضافة إلى الإلكترونيات وكيفية استخدامها مع البرمجة.
وأضاف: إن المرحلة الثالثة تشمل الصفين الحادي عشر والثاني عشر، ويرتبطان مباشرة بأجندة الدولة الوطنية، فمثلاً اكتشاف المريخ، حيث إن أحد المشروعات التي يقدمها الطلاب في هذه المراحل عن «المركبة الفضائية»، وعرضنا أمثلة حية لنماذج روبوت مصغر لمركبة فضائية صممها ونفذها طلاب مدارس بشكل كامل، حيث الفكرة والبحث العلمي، وكذلك التعرف على أشكال الروبوت الموجودة والتفكير في إضافة ابتكارات جديدة ثم التصميم ثلاثي الأبعاد وطباعته والتركيب مع الإلكترونيات وبرمجتها وكل هذه المهارات التي تعلمها الطالب، من الروضة إلى الصفوف الحادي عشر والثاني عشر.
وأشار إلى أن مواد التصميم والتكنولوجيا يتم تدريسها في مراحل الروضة إلى الصف الثامن ومن الصف التاسع والعاشر علوم الحاسوب، ومن الصف الحادي عشر والثاني عشر مادة التصميم الإبداعي والابتكار.
وأكد أن تطوير هذه النوعية من المناهج يعزز قدرات الطلاب، حيث إن السنوات الماضية شهدت إقبالهم على المشروعات المبتكرة والدليل على ذلك المشاركة في مسابقات عدة، محلياً وعالمياً، ونجحوا في تحقيق مراكز متقدمة.
ومن جانبها، قالت فايزة عبدالله مديرة نادي الابتكار في مدرسة العاصمة بالشامخة: «حرصنا على وجود 21 طالباً من الصفين الأول والثالث بالمدرسة في تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت بهدف تعريف الأطفال، وإطلاعهم على الروبوتات المبسطة التي تم عرضها بالمعرض المصاحب لمسابقات التحدي».