يبدو أن التلويح بالملايين من الأعلام الأميركية التي تتألف من النجوم والأشرطة والخطوط الحمراء لم يكن كافياً للتعبير عن المشاعر الوطنية في الاحتفالات بيوم الاستقلال في الأسبوع الماضي حتى صدر قانون يؤكد على وجوب صناعة هذه الأعلام حصرياً داخل الولايات المتحدة الأميركية· ولقد تبنت ولاية مينيسوتا هذا الاتجاه الأكثر تشدداً مطالبة بضرورة أن تكون جميع الأعلام الأميركية التي تباع في الولاية صناعة اميركية، أما انتهاك القانون الذي سيصبح نافذاً بحلول نهاية العام فسوف يستوجب غرامة بمبلغ 1000 دولار (495 جنيها استرلينيا) أو السجن لمدة 90 يوماً· وابتداءً من الشهر الجاري فسوف يتعين على المدارس والجامعات في اريزونا تزويد كل فصل دراسي بأعلام النجوم والأشرطة الأميركية الصنع والتي تعرف في بعض الأحيان باسم ''المجد القديم''· وكما ورد في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً فإن قانون ولاية تينيسي ينص على عدم استيراد أي علم أميركي يتم شراؤه بالأموال العامة من دولة أخرى بينما يعكف المشرعون في نيوجيرسي وبنسلفانيا على دراسة قوانين مماثلة· وتأتي هذه الخطوة فيما يبدو منسجمة مع الشعور بالحمائية الذي تجتاح أميركا بعد أن أصبح الديموقراطيون على وجه الخصوص أكثر اهتماماً بشأن المحافظة على الوظائف الصناعية والتي يعتقدون بأن الدمار قد لحق بها بفضل التجارة الحرة والواردات الأجنبية الرخيصة· أما فيما يختص بالعلم الأميركي ''المجد القديم'' فقد برز مؤخراً على ما يبدو كرمز فعال ومقنع في هذه الأجواء بعد أن فشل الجمهوريين في العام الماضي وبفارق صوت واحد في الحصول على أغلبية الثلثين في مجلس النواب الأميركي للمصادقة على تعديل دستوري يحرم تعمد حرق العلم الأميركي· وذكر توم روكافينا عضو الكونجرس الديموقراطي والذي يقف خلف قانون ولاية مينيسوتا بأن أكثر ما ألهمه في ابتداع فكرة القانون ذلك المشهد الذي رأى فيه آلافا من الأعلام المصنعة في ما وراء البحار والتي كانت ترفرف أثناء احتفال بذكرى ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر ·2001 وفي الأسبوع الماضي قام العضو البرلماني بتقديم أكثر من 1000 علم صغير الحجم من الأعلام المصنعة أميركياً في يوم الاستقلال في الرابع من يوليو كهوية للمواطنين في دائرته الانتخابية· وهو يقول ''لا شيء يسبب لي الإحباط أكثر من علم بلاستيكي صنع في الصين إذ إن هذه الصورة الرمز للحرية ويجب أن تصنع في هذه الأرض· وأعتقد أن هذا القانون يتعلق فقط بالوظائف الأميركية''· وإلى ذلك فقد لقيت مقترحاته موافقة ودعماً قوياً من زميله في الكونجرس لاري هاوس أحد أحفاد بيتسي روسي أحد أشهر الخياطين في فترة الحرب الثورية والذي أمره الرئيس جورج واشنطن بخياطة النجوم والشرائط على قطعة من القماش وفقاً للميثالوجيا الأميركية· وهو يقول ''لقد حان الوقت لاستعادة العلم إلى داخل الدولة''· لذا ليس من قبيل المفاجأة أن هناك سلسلة من القوانين التي تدعمها جمعية مصنعي الأعلام في الدولة والتي ظلت تجأر بالشكوى بشأن تدفق الأعلام الأميركية بقيمة 5,3 مليون دولار يأتي معظمها من الصين في كل عام· ويبدو أن الصينيين الذين لديهم استجابة عالية السرعة لطلبات السوق العالمية جعلوا الصناعة الاميركية وكأنها بدأت تعاني من الارهاق والشيخوخة في السنوات الأخيرة وأخذوا يلاحظون وجود فجوة في السوق بعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر· ففي عام 2000 كانت الولايات المتحدة قد استوردت أعلاماً أميركية بما قيمته 748 ألف دولار معظمها من تايوان أما في عام 2001 فقد قفزت هذه القيمة إلى 51,7 مليون دولار معظمها تم استيراده من الصين·