1,5 مليار دولار حجم سوق التأمين ضد مخاطر الصناعات الفضائية
رجح خبراء دوليون في مجال التأمين عودة سوق التأمين ضد مخاطر الصناعات الفضائية للانتعاش مجدداً مع بداية العام 2010 وحتى العام 2015 الذي سيشهد مضاعفة حجم السوق عالمياً من 1.5 مليار دولار سنويا إلى 2.5 مليار دولار.
وتوقع الخبراء حدوث تحولات كبيرة في هذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط وزيادة أقساط التأمين الخاصة بالمنتجات الفضائية مثل الأقمار الاصطناعية والاتصالات الفضائية والأعمال المرتبطة بها،لافتين إلى أن الأرباح التي حققتها شركات التأمين ضد مخاطر الفضاء بلغت 500 مليون دولار خلال العام 2008 الذي وصلت خلاله الأقساط المكتتبة في هذا النشاط 900 مليون دولار في وقت اقتربت فيه التعويضات من 400 مليار دولار.
وأكد خبراء مشاركون في المنتدى العالمي الأول لمخاطر الفضاء الذي استضافه “مركز دبي المالي العالمي أن دبي مؤهلة من خلال البنية التحتية التي يتمتع بها مركز دبي المالي من لعب دوره مهم في جذب شركات التأمين المتخصصة في تزويد هذه المنتجات للعمل تحت مظلته، خاصة أن المؤشرات التي أعلنتها شركة “إنترناشيونال سبيس بروكرز” التابعة لمؤسسة (آيون) العالمية تتوقع أن تصل أرباح القطاع في العام الحالي إلى نحو 400 مليون دولار.
وأشار الخبراء إلى أن حجم سوق تأمين مخاطر الفضاء ما زال محدوداً على الرغم من التطور الكبير الذي طرأ في أسلوب واستراتيجيات مزودي التأمين على المخاطر، لافتين إلى أن تجربة الفترة من 1989 وحتى 2003 والتي شهدت تقلبات حادة عند نشأة هذه الصناعة، تختلف جذرياً مع الفترة ما بعد 2003 وحتى 2009، التي شهدت نضجاً في التعامل مع مخاطر الفضاء وفقاً لتقرير صادر عن جامعة الفضاء الدولية في ستراسبرج.
وقال معالي أحمد حميد الطاير، محافظ مركز دبي المالي العالمي في كلمته بمناسبة استضافة المركز للمؤتمر إن التغييرات الهيكلية التي تشهدها المنطقة وتطور أسلوب التعامل مع المخاطر سيسهمان في نمو قطاع خدمات التأمين على المدى البعيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح أن وجود برامج كبيرة في المنطقة تهدف إلى الإنفاق على تطوير البنية التحتية في مجالات مثل مصادر الطاقة والمياه، وصناعة البتروكيماويات، وخدمات المواصلات، أدى إلى إطلاق مشاريع عملاقة تحتاج إلى خدمات التأمين وإعادة التأمين.
ولفت محافظ المركز المالي إلى أن تخصيص الأصول الحكومية ساهم في وجود كمية كبيرة من الأصول التي لم تكن مؤمّنة في السابق، والتي أصبحت بحاجة إلى غطاء تأميني، مشيراً إلى أن حكومات المنطقة قد بدأت بفرض برامج محددة للتأمين الإلزامي للمخاطر – عدا عن تلك المرتبطة بالتأمين على الحياة، كما أنها تشجع الأفراد على الادخار من أجل التقاعد، وساهمت هذه العوامل أيضاً في دعم نمو قطاع التأمين.
وينعقد المنتدى العالمي الأول لمخاطر الفضاء في دبي بالتعاون مع “مركز دبي المالي العالمي”، خلال المدة من 1 إلى 3 مارس 2010، ويشارك فيه أبرز خبراء القطاع بهدف تبادل الأفكار حول إدارة مخاطر الفضاء والتأمين. ويضم حضور الحدث ما يزيد على 280 موفداً بمن فيهم الرؤساء التنفيذيون والرؤساء الماليون لأبرز شركات تصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية ومزودي خدمات إطلاقها إلى الفضاء، إضافة إلى أبرز شركات الوساطة والتأمين العالمية.
وأشار الطاير إلى أن التأمين على مخاطر الفضاء يعد أحد المجالات القليلة في قطاع الخدمات المالية التي تمكنت من مقاومة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، بل إنه استمر في تعزيز قوته ومكانته”، موضحاً أن “الآفاق المستقبلية لصناعة الفضاء تبشر بالخير، فالطلب على الاتصالات بواسطة الأقمار الاصطناعية في نمو مستمر، وذلك مع استمرار إطلاق خدمات جديدة في مجالات التلفزيون والراديو والإنترنت والهاتف المتحرك، وكذلك الأمر بالنسبة لتطبيق مشاريع جديدة تهدف إلى مسح ودراسة سطح الأرض بحثاً عن الموارد وحالات التلوث ومتابعة الكوارث”.
وأشار معاليه إلى أن قطاع التأمين على مخاطر الفضاء يلعب دوراً محورياً في نجاح مشاريع الفضاء وفي دعم الابتكارات الجديدة والتطورات التقنية، لافتاً إلى أنه من خلال مشاركة المخاطر وإدارتها بفاعلية أكبر، يساهم التأمين في ضمان الاستقرار المالي للشركات. وللسبب عينه، يلعب قطاع التأمين دوراً حيوياً في النمو الاقتصادي. ومن هنا، كان التأمين أحد أبرز القطاعات التي يهتم مركز دبي المالي العالمي بتطويرها”.
وأوضح أن مركز دبي المالي العالمي يساهم في دعم نمو قطاع التأمين من خلال توفير منصة مثالية لشركات القطاع. وتشتمل المزايا التي يوفرها المركز على وجود إطار تشريعي راسخ، ومنطقة اختصاص قانوني داخلي (أونشور)، ونسبة ضرائب قدرها صفر بالمائة، وخدمات مساندة رفيعة المستوى، مما يوفر منصة آمنة ومثمرة لتأسيس شركات التأمين وإعادة التأمين والتأمين الذاتي.
وأضاف: “نحن نسعى إلى بناء مجتمع نابض بالحيوية لمزودي الخدمات المالية بما يعزز تضافر القدرات وتبادل المعرفة في القطاع. ولدينا حالياً ما يزيد على 850 شركة مسجلة لدى المركز، بينها العديد من كبار اللاعبين في قطاع التأمين، بما فيها “زيورخ” و”إيه آي جي” و”أليانس ري” و”مارش” و”آر إف آي بي”.
وقال عبد الله محمد العور، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي إن دعم مركز دبي المالي العالمي للمنتدى العالمي لمخاطر الفضاء يأتي في إطار جهوده الرامية إلى تطوير شرائح متميزة ضمن قطاع التأمين، مثل إدارة مخاطر الفضاء، مشيراً إلى قيام المركز بإرساء إطار تنظيمي يواكب أرقى المعايير العالمية، كما يوفر بنية تحتية داعمة للأعمال مما يساهم في حفز نمو سوق التأمين في المنطقة.
وأوضح أن أبرز شركات التأمين العالمية اختارت مركز دبي المالي العالمي ليكون مقراً إقليمياً لها من أجل تسهيل وصولها إلى الفرص الكبيرة التي تزخر بها منطقة الشرق الأوسط. ومن المؤكد أن سوق التأمين في المنطقة مؤهلة لتحقيق نمو كبير مدفوعة بعوامل عدة أهمها وفرة الأسواق غير المطروقة في المنطقة، وارتفاع مستويات الوعي في السوق، ونمو حجم الأصول التي تحتاج إلى تأمين.
بدوره أكد جيف كاسيدي من “جلوبال أيروسبايس” ورئيس مجلس إدارة اللجنة الإدارية للمنتدى العالمي لمخاطر الفضاء 2010، أهمية هذا الحدث الافتتاحي الذي ينعقد لأول مرة في دبي، والذي يهدف إلى تأسيس صناعات فضائية وتقنيات متطورة واتصالات حديثة لتكون جميعها قطاعات استراتيجية تلعب دوراً ريادياً في النجاح الاقتصادي للإمارة مستقبلاً.
وقال كاسيدي: “لا شك في أن الفرصة التي يوفرها قطاع صناعة الفضاء، الذي تبلغ قيمته 150 مليار دولار أميركي سنوياً، هي مهمة جداً لكل من دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نجد أن الشركات المحلية مثل “إلسيكو” و”الثريا” و”ياه سات” و”دبي سات” قد باشرت بتكريس الجهود الضرورية لتحقيق هذه الإمكانات والتواصل مع أبرز الخبراء والاختصاصيين في مجال إدارة الفضاء المجتمعين هنا خلال هذا المنتدى الذي يتيح فرصة لتعزيز دور دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط في صناعة الفضاء العالمية”.
المصدر: دبي