تظاهرات في لبنان تضامناً مع الشعب السوري
خرجت العديد من المسيرات والتظاهرات في شمال لبنان وبقاعه بعد صلاة الجمعة أمس، تضامناً مع الشعب السوري وسط ارتفاع المطالبة بنشر الجيش اللبناني لضبط الحدود مع سوريا وحماية المدنيين اللبنانيين وعدم تكرار حادث مقتل الشبان الثلاثة في وادي خالد بعكار منذ أيام برصاص الجيش السوري.
وتظاهر مئات اللبنانيين والسوريين في طرابلس، أبرز مدن شمال لبنان، ومنطقة حدودية أخرى، مطلقين هتافات تطالب بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وتزامنت التظاهرات مع نصب خيم لتلقي التبرعات بالمال والدم للنازحين والجرحى السوريين في لبنان.
وسارت تظاهرة تضم حوالى 500 شخص في منطقة التبانة بطرابلس وصولاً إلى الملعب البلدي حيث أقيم اعتصام ونصبت خيمة للتبرع بالمال والدم بمبادرة من «الهيئة الطلابية لدعم الثورة السورية». كما أقيمت خيمة مماثلة في منطقة أبي سمراء.
وقال الناشط السوري أحمد موسى إن الهيئة المؤلفة من مجموعة طلبة لبنانيين وسوريين «ستقيم نقاطاً لها في طرابلس بعد الصلاة كل يوم جمعة لتستقبل التبرعات المالية وطلبات التبرع بالدم لمساعدة الجرحى السوريين، على أن توزع في المقابل أشرطة مدمجة توثق جرائم النظام في حق أهلنا في سوريا». وأوضح أن جمع التبرعات يتم «بالتنسيق مع تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان». وقال اللبناني محمد طه المشارك في عمل الهيئة «بدأنا هذه الحملة بعدما وجدنا تقصيراً من الدولة اللبنانية والمؤسسات المعنية، مشيراً إلى أن الأموال مخصصة فقط للنازحين في لبنان».
وفي منطقة القبة شرق طرابلس، تظاهر حوالى 150 شخصاً غالبيتهم من الإسلاميين، مطلقين هتافات ضد الرئيس السوري. وشارك في المسيرات عدد من الجرحى السوريين.
كما سار حوالى 500 شخص آخرين من اللبنانيين والنازحين السوريين في منطقة وادي خالد الحدودية، وصولاً إلى جسر قمير على مقربة من الحدود اللبنانية السورية الرسمية، وذلك وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني. وكان المتظاهرون يطلقون هتافات مناهضة للرئيس السوري.
كما خرجت تظاهرتان من مسجدي بلدتي سعد نايل وتعلبايا في البقاع بعد صلاة الجمعة جابت الشوارع الرئيسية للبلدتين، وألقيت خلالهما الكلمات المنددة بالنظام السوري ورفعت الرايات التي تطالب الدول العربية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري.
كما خرجت تظاهرة من مساجد منطقة القبة في شوارع طرابلس وتجمع المشاركون في ساحة ابن سينا حيث نفذ اعتصام حاشد ألقيت خلاله الكلمات لبعض أئمة المساجد وطالبت الجامعة العربية والأمم المتحدة للتدخل لإنهاء الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية. وقد ونقل الصليب الأحمر اللبناني جريحاً سورياً آتياً من حمص إلى أحد مستشفيات مدينة طرابلس.
من جهته، بحث الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان مع السفير السوري لدى دمشق علي عبد الكريم أمس، ضرورة التنسيق لضبط الوضع لجهة الخروق الحدودية والتعاون في التحقيق بمقتل 3 لبنانيين قرب الحدود مع سوريا منعاً لتكرار ذلك من جهة ولوقف الاختراق من جهة ثانية، من خلال تدابير لضبط الوضع على الحدود». واعتبر السفير بعد زيارته امس رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون «أن سوريا تتعافى بسرعة كبيرة وأن الإحباط ينتظر الذين راهنوا على سقوطها».
وبدوره، وشدد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على موقع «تويتر» على أن الذين ارتكبوا جريمة قتل الشبان الثلاثة في وادي خالد سيجلبون عاجلاً لا آجلاً إلى العدالة. واعتبر الحريري أنه من الأفضل للمراقبين العرب أن يفعلوا عملهم وإلا فلن يكون لهم مصداقية في ما يفعلون.
وفي سياق مشاركته في تظاهرة مناهضة للنظام السوري، كرر عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر انتقاده لوزير الدفاع فايز غصن على تصريحاته بخصوص وجود «القاعدة» في لبنان وطالب الجيش اللبناني لحماية المواطنين. في حين نفى وزير الداخلية اللبناني مروان شربل وجود لتنظيم «القاعدة» في لبنان، مشيراً إلى أن لبنان يمكن أن يكون ممراً للتنظيم الإرهابي وليس مقراً، كما هي الحال في العراق واليمن ودول أخرى.
واعتبر شربل أن كلام وزير الدفاع فايز غصن عن تسلل عناصر «القاعدة» من بلدة عرسال إلى سوريا جرى تفسيره بطريقة سياسية، داعياً إلى سحبه من التداول الإعلامي.
وشدد على ضرورة عدم التدخل في الشؤون السورية وضبط الحدود بين البلدين للحد من تهريب السلاح إلى سوريا ودخول الأشخاص من سوريا إلى لبنان موضحاً أن الصليب الأحمر أدخل إلى لبنان 120 مصاباً من الأراضي السورية تم توزيعهم على المستشفيات.
المصدر: بيروت