(بيروت)- صرح رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي في مقابلة نشرت أمس أن حكومته لن تقوم بمراجعة المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري بدون إجماع اللبنانيين ودعم عربي لذلك، معربا عن “أمله الكبير” في التوصل إلى تشكيل الحكومة “بمشاركة فريق سعد الحريري”. وقال ميقاتي في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو الفرنسية إن “موقفي واضح: طالما لم يجمع اللبنانيون على مراجعتها بالإجماع وبدعم عربي، فإن الحكومة تبقى ملتزمة احترام الاتفاقية التي تربطها مع الأمم المتحدة في موضوع المحكمة”. وكان ميقاتي كلف في 25 يناير تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري إثر استقالة أحد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه. واستقالت الحكومة بعد تفاقم الأزمة التي بدأت في الصيف الماضي بسبب الخلاف على المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، التي يتوقع أن توجه الاتهام في الجريمة إلى حزب الله. وقد ربطت كتلة نواب الحريري مشاركتها في الحكومة بالتزام ميقاتي بعدد من المسائل أهمها المحكمة الخاصة بلبنان. وحول تشكيل الحكومة، قال رئيس الوزراء المكلف “لا استطيع الالتزام بموعد لكن لدي أمل كبير في تشكيل حكومتي بمشاركة فريق (رئيس حكومة تصريف الأعمال) سعد الحريري”. وأوضح ميقاتي أن “هذا الفريق لم يبد يوما تحفظات على قناعاتي أو مواقفي السياسية والانتقادات التي تم توجيهها تتناول الطريقة التي جرى من خلالها تكليفي”. وأضاف “خلافا للشائعات لم يحصل تفاهم دولي مسبق على تسميتي”. ونفى رئيس الوزراء المكلف مجددا أن يكون “مرشح حزب الله” ، مؤكدا “هاجس الوسطية” لديه. وقال “في جميع الأحوال لا أريد أن أكون رهينة لأي فريق”. من جانب آخر ، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أنه يؤيد مشاركة جميع الفرقاء السياسيين في الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من دون تحديد للحصص. وشدد بعد لقائه الأسبوعي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان امس “أن جميع أطياف المعارضة السابقة (قوى 8 مارس) يقدمون للرئيس المكلف نجيب ميقاتي كل الدعم والتعاون لتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وقال: “لا يجوز أن نتسرع ولكن يجب أن نسرع في تشكيل الحكومة، واعتقد أن الرئيس ميقاتي يقوم بدوره بكل جد ونشاط في سبيل الوصول لحكومة إنقاذ وطني، وهذا الامر يتطلب بعض الوقت ولكن ليس الوقت الكبير”. لافتاً في الوقت ذاته الى “اننا لا نزال ضمن الوقت الطبيعي لتشكيل الحكومات في لبنان”. وأضاف: “قيض الله للبنان بأن اقدم على ما اقدم عليه ضمن هذه المتغيرات القائمة في المنطقة، لانه لو كان الامر عكس ذلك، لكنا في ورطة كبيرة”. ولفـت الى أن ميقــاتي يتحـدث عـن مشاركة حقيقية وليـس عن حصص. متسائلاً: “لماذا لا يجري الحديث عن ملف شهود الزور بل فقط عن المحكمة الدولية والسلاح؟”. وسارع جعجع إلى الرد على بري فقال: “كل عمرو لبق”، وتمنى أن تكون له كلمة وازنة في الفريق الآخر. معتبراً أن العماد ميشال عون هو من يحمل كلمة السر لدى قوى 8 مارس وهو أكد بالأمس أن أي فريق سيشترك في الحكومة يجب أن يتبنى مبادئ وقناعات فريقه”