هالة الخياط (أبوظبي)

تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي مشروعا لتحسين دقة وكفاءة مراقبة تلوث التربة وإدارتها، باستخدام الطائرات بدون طيار وتقنيات الاستشعار عن بعد المتقدمة، والذكاء الاصطناعي بما يجعل منه المشروع الأول من نوعه على المستويين الإقليمي والعالمي.
وقالت المهندسة شيخة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في الهيئة لـ «الاتحاد» إن المشروع يأتي إطلاقه تزامنا مع شهر الابتكار، وحرصا من الهيئة على استخدام أحدث ما توصل إليه العلم في مجال تقنيات الاستشعار عن بعد وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفي إطار أولوياتها الاستراتيجية المتعلقة بضمان منهجية مستدامة ومتكاملة لحماية الأرض والتربة في إمارة أبوظبي.
وأوضحت الحوسني أنه باستخدام الطائرات بدون طيار، سيتم جمع البيانات وتحليل النتائج ومقارنتها بتلك التي يتم الحصول عليها من الزيارات الميدانية من قبل فرق الهيئة، وفي حال ثبت دقتها، سيقلل الحاجة إلى الزيارات الميدانية من قبل المختصين، ويساعد الهيئة في تركيز جهودها في عمليات إعادة تأهيل الأراضي.
وأكدت الحوسني أن دور الهيئة يتمثل في تحقيق استراتيجية دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي في القطاع البيئي، وبما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.
وبدورها تسعى هيئة البيئة لاستخدام أحدث ما توصل اليه العلم من تقنيات الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي وباستخدام الطائرات بدون طيار للحفاظ على البيئة وعمل البحوث المتقدمة بما يتوافق مع أفضل المعايير العالمية.
وأشارت إلى أنه يمكن استخدام هذه التقنيات لتحقيق نهج سهل، موفر للوقت، مجد اقتصادياً وقابل للقياس في مجال مسح جودة التربة، لا سيما وأن طريقة المسح التقليدية تحتاج لعدد كبير من الموارد البشرية والخدمات اللوجستية، وتستهلك الكثير من الوقت، ومن الصعب للغاية توسيع نطاقها.
ولفتت الحوسني إلى أن المشروع سيعزز إمكانات الهيئة ليس فقط على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي، حيث يمكن استخدام وتطبيق نتائج هذا المشروع الريادي في العديد من المواقع، كما سيمهد الطريق لثورة من البحوث المتخصصة لتعزيز منهجيات مراقبة جودة التربة وحلول تنظيفها، كما سيوفر قاعدة لبحوث إضافية يمكنها استغلال بيانات الاستشعار عن بعد وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما سيساهم في ظهور وسائل بحثية مختلفة.
من جهتها، أوضحت المهندسة بيان عثامنة، مدير قسم جودة التربة بالهيئة أن المشروع تم إطلاقه لتعزيز دقة وكفاءة مراقبة وإدارة تلوث التربة، وأن المشروع في مرحلته التجريبية حيث بدأ تنفيذه نهاية العام الماضي بجمع عينات من التربة في منطقة المصفح الصناعية.وأفادت عثامنة أن النتائج ستظهر في الربع الثالث من العام الجاري، وبناءً عليها سيتم تحليل النتائج والتأكد من جدوى التجربة وفاعليتها. مشيرة إلى أن هذا المشروع بما يحمله من أفكار مبتكرة سيعزز من معرفة الهيئة بملوثات التربة، ويركز على الملوثات الصناعية، مما يساعد بشكل كبير على استهداف عمليات المراقبة وإعادة التأهيل. كما أنه من المتوقع أيضًا أن يخدم المجال الزراعي، من خلال تمكين إدارة أفضل لموارد الأراضي في سياق التغير المناخي، وتوفير الموارد المائية، ونشر مبيدات الآفات وتنظيف النفايات.