أبوظبي (الاتحاد)

تؤكد الدراسات أن الطحالب تساهم في إعادة توليد كميات كبيرة من الأوكسجين على وجه الأرض، وعلى الرغم من أن تلك الطحالب تُعتبر عناصر إنتاجٍ حيوية أساسية في كوكب الأرض، ويمكن استخدامها في تطبيقات التكنولوجيا الحيوية، فقد تم الحصول على تسلسلات الجينوم الكاملة لنحو 40 نوعاً من الطحالب حول العالم فقط. وفي حين تأتي معظم هذه الجينومات من الطحالب الدقيقة الموجودة في المناطق المعتدلة، ثمة معلومات ضئيلة حول الاستراتيجيات التكيفية التي تتبعها الطحالب للتأقلم مع الظروف المناخيّة غير المعتدلة مثل تلك الموجودة في دولة الإمارات والمناطق شبه الاستوائية الأخرى.
وبعد حوالي خمس سنوات من الاستكشافات البيولوجيّة والتجارب المختبرية المتقدّمة، قام فريق الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي مؤخراً بنشر تسلسل الجينوم لمجموعة كبيرة معزولة من الطحالب في دولة الإمارات، وذلك في المجلة العلميّة «iScience».
واختار الباحثان في جامعة نيويورك أبوظبي ديفيد نيلسون وكوروش صالحي أشتياني، بالإضافة إلى باحثين آخرين، 22 جينوماً لطحالب دقيقة حصلوا عليها من بيئات القُرم والبحار والصحاري والمسطحات الملحية والمناطق الحضرية في دولة الإمارات، وذلك من أجل تحديد تسلسلات الجينوم الكاملة، وإجراء التحليلات والأبحاث اللاحقة. وتفيد الدراسة بأن جينومات الطحالب المجهرية الدقيقة والمُستخلصة من المناطق شبه الاستوائية تزيد من عدد جينومات الطحالب الدقيقة المتوافرة طبيعياً، وذلك بنسبة 50% تقريباً.
وتعليقاً على ذلك، قال كوروش صالحي أشتياني، باحث ومؤلف رئيس للدراسة: «تساعد نتائج دراستنا على تطوير استراتيجيات الهندسة الحيوية للمحاصيل الغذائية، والتي تسهم في تعزيز القدرة على النمو بشكل أفضل في دولة الإمارات أو البيئات المماثلة. في حين يهدد الحرمان من الغذاء وتغير المناخ، المناطق الساحلية الحساسة والمهمة بيئياً، مثل تلك الموجودة في دولة الإمارات، وتقدّم هذه الدراسة نظرةً متعمّقة على التركيب الجينومي لعناصر الإنتاج الميكروبيّة الأوليّة في تلك البيئات، وآلياتها للاستمرار والبقاء».