تواصلت مساء أمس الأول على خشبة المسرح الرئيسي بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل بعرض مسرحية “رحلة المعرفة” لجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح من تأليف منصور عمايرة وإعداد وإخراج سمير خوالدة وتمثيل عبد الله راشد وعبد الله مسعود وثلاثة عشر ممثلا وراقصا طفلا ويافعا ظهروا على خشبة المسرح. يمكن القول، اتكاء على المشهد السينوغرافي بشكل عام، أن “رحلة المعرفة” كانت مغامرة بالفعل من قبل المخرج الذي استخدم في عرضه بنية مشهدية لعبت فيها الإضاءة والعناصر المرافقة لها إضافة إلى استخدام تقنية البروجكتور بهدف الإيحاء بتبدل الفصول ومرور الزمن دورا رئيسيا. وذلك ما جعل من “رحلة المعرفة” عرضا تجريبيا سعى المخرج إلى أن يبقيه في إطار مسرح الطفل ويجعل من جمهور الأطفال منجذبا إلى ما يحدث على الخشبة طيلة الساعة واكثر قليلا وهي المدة التي استغرقها العرض. في سياق هذه المشهدية كان الممثل يتحرك دون ان يخلق المخرج، بوصفه معدا للعمل أيضا، خيطا دراميا متطورا يجذب انتباه الطفل إليه، ربما هذا ما دفعه إلى أن يستعيض لجمهور الأطفال عن ذلك بما هو أقرب إلى عرض الأوبريت الذي يلعب فيه الغناء والرقص الدور الأبرز، بهذا المعنى سعى المخرج إلى توظيف الغناء والرقص إلى ان يكونا جزءا من البنية للعمل، أو انه أدخل فن الأوبريت إلى مسرح الطفل بوصف ذلك جانبا من جوانب خط التجريب الذي اختاره المخرج ضمن رؤية خاصة به تقوم على أن هذا النوع من المزج بين فنين على الخشبة أقرب إلى الطفل وإلى عالمه الذي يحبه زاهيا بألوان وافرة ومبتهجة مثلما كانت على الإضاءة في “رحلة المعرفة” تقريبا. من جهة موازية، فقد نجح المخرج سمير الخوالدة، الذي حاز جائزة أفضل إخراج للدورة السابقة عن “الفلاح الطيب” لجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، في إدارة خمسة عشر ممثلا على الخشبة وهو أمر ليس سهلا في أية حال خاصة بالنسبة لدخول الممثل وخروجه في اللحظة الدرامية الصحّ او ما يعرف بعلم المسرح بـ “الميزانسيه”، على الرغم من وجود بعض الهنّات البسيطة التي تجعل المتفرج يعتقد أن العمل ربما كان يحتاج إلى تدريبات أكثر تكثيفا وعمقا، خاصة مع الممثلين الراقصين. وربما، لا مبالغة في القول إن الفنانين الإماراتيين عبد الله مسعود، الحائز جائزة أفضل إضاءة عن تصميمه إضاءة “الفلاح الطيب للدورة الماضية أيضا، وعبد الله راشد قدما دورين أسهما في رفع السوية الفنية للعمل، خاصة ان المتفرج لا يشعر أنهما كانا بعيدين عن الأطفال واليافعين الممثلين من حولهما، وربما لقربهما هذا وادائهما الذي لا يخلو من إحساس صادق في التعامل مع الحالة المسرحية قفد كانا من أكثر ممثلي العروض السابقة قربا إلى جمهور الأطفال. يُضاف إلى ذلك تلك السلاسة التي استخدما بها العربية الفصحى من دون أخطاء، فلم تكن عائقا بينهما وبين الجمهور بل جعلا منها ما هو أقرب إلى فهم جمهور الأطفال ما زاد من تفاعله معهما وفي الأصل مع الممثلين على الخشبة معهما، كما لم يكن لهما حضور طاغ على حساب الآخرين بل تركا لهم مساحة واسعة ليعبروا من خلالها عن ذواتهم كممثلين. يشار إلى أنه في السابعة والنصف من مساء اليوم تختتم على خشبة المسرح الرئيسي بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات المهرجان بتوزيع الجوائز على الفائزين. والمهرجان تقيمه جمعية المسرحيين بالتعاون مع وزارة الثقافة والتنمية المجتمعية ودائرة الثقافة والفنون بالشارقة وتنافست فيه خمس فرق مسرحية محلية على جوائز المسابقة البالغة أربع عشرة جائزة بالإضافة إلى عرض سادس مستضاف قدمته فرقة المسرح العربي، كما جرى فيه تكريم الفنانين: الكويتي داوود حسين “الشخصية المسرحية العربية المكرمة” ومحمد سعيد السلطي “الشخصية المسرحية المحلية المكرمة.