نواف الجناحي يقدم قصة الحنين إلى الأمكنة الأولى
يعمل المخرج نواف الجناحي حالياً على المرحلة النهائية من إنجاز فيلمه “ظل البحر”، والمتمثلة في أعمال المونتاج، حيث يتوقع الانتهاء منها قريباً.
وكتب سيناريو وحوار الفيلم الكاتب محمد حسن أحمد، وإنتاج “إيمج نيشن أبوظبي”، التي تعمل على تطوير صناعة السينما في الإمارات من خلال إنتاج أفلام ذات محتوى إماراتي وبمواهب إماراتية.
وكان المخرج الإماراتي نواف الجناحي بدأ تصوير فيلمه “ظل البحر” في الدولة خلال شهر أكتوبر الماضي، وهو الفيلم الروائي الطويل الثاني للجناحي المولود في أبوظبي عام 1977، والحائز عدد من الجوائز وشهادات التقدير، بعد فيلمه “الدائرة” الذي كتب له السيناريو بنفسه، وتم عرضه لأول مرة في مهرجان الخليج السينمائي 2009، وطاف عدداً من المهرجانات العربية والعالمية. وقد جاء “الدائرة” بعد عدد من الأفلام القصيرة التي نفذها الجناحي خلال سنوات عمله القليلة الماضية مثل “الحجرة” و”مرايا الصمت” و”أرواح” و”على طريق” و”هاجس”.
وكان “الدائرة” تجربة متميزة من حيث المضمون والمعالجة، وصفه بعض النقاد بأنه “نقطة تحول أساسية في السينما الإماراتية والخليجية”، حيث قدم الجناحي في هذا الفيلم قصة كاتب صحفي مصاب بمرض سيؤدي إلى وفاته، يدخل في مواجهة مع شريكه الذي يقوم بعمليات وسرقات غير قانونية في الشركة التي أسساها معاً، ويصبح همّ (إبراهيم) الوحيد أخذ نصيبه ليؤمن به مستقبل زوجته بعد مماته. أما (شهاب)، فهو مجرم محترف أُجبر على دخول هذه المهنة لتسديد دين كبير، يخطط لترك عالم الإجرام ليعتني بأخته الصغيرة، يلتقي الاثنان صدفة ليبدأ كل منهما في التعرف إلى العالم من وجهة نظر مختلفة، وبذلك فهو فيلم محلي بامتياز، لكنه يعالج قضية إنسانية.
أما فيلمه الجديد “ظل البحر” الذي تدور أحداثه في دولة الإمارات، وشخصياته من مواطني الدولة، يتخطى في مضمونه، كما يقول الجناحي، الحدود الجغرافية، فالقصة هي قصة الحنين التي يشعر بها الإنسان تجاه الأمكنة الأولى وذكرياتها، والرسالة الأساسية له هي أن الآباء والأمهات لديهم الخيار في كيفية تنشئة أطفالهم، وأن أبسط التصرفات قد تؤدي إلى وقوع مشكلات ربما تؤثر في حياة أبنائهم، وهو ما يجعل الفيلم موجهاً إلى جمهور عريض، إماراتي وأجنبي.
يروي فيلم “ظلّ البحر”، قصة وجدانية تدور أحداثها حول الحب الأول والعلاقات العائلية والقيم المتجذّرة، وتدور حوادثه في “فريج” إماراتي، حيث تولّد التقاليد والثقافة المحلية تحدياً دون التعبير عن العواطف بشكل صريح.
ويرصد الفيلم قصة منصور وكلثم (16 عاماً)، اللذين يبدآن رحلة لاكتشاف الذات من مدينة رأس الخيمة وصولاً إلى أبوظبي، بعد أن تنقلب حياتهما نتيجة لحوادث عدة تقود إلى سوء الفهم بينهما، واتخاذ بعض القرارات الخاطئة.
وبحسب ما يعتقد الجناحي فإن فيلم “ظل البحر” سيسهم بدعم هدف مهم يتمثل في لفت أنظار صنّاع السينما العالمية لما يجري في دولة الإمارات من جهود وتجارب سينمائية، حيث تعد هذه الوسيلة المثلى لاستعراض المواهب المحلية في مجال التمثيل وصناعة الأفلام، وتقديم الرؤى الثقافية الأصيلة التي ينبغي أن تكون جزءاً أساسياً من أي فيلم جيد.
المصدر: دبي