علاء مشهراوي، عبد الرحيم حسين (غزة، رام الله)

عاد الهدوء إلى قطاع غزة أمس مع دخول اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل حيز التنفيذ بشكل متبادل ومتزامن، والإعلان عن التوصل لوقف متبادل لإطلاق النار برعاية أممية ومصرية. وأكد مراسل الاتحاد في غزة تراجع وتيرة إطلاق الصواريخ من غزة والقصف الإسرائيلي. لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يخوض حملة الانتخابات التشريعية المقبلة، الثلاثاء، وعد ببناء 3500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وفي القطاع انتظمت الحياة كعادتها الثلاثاء، وعادت الحياة إلى طبيعتها أيضا في المناطق الإسرائيلية القريبة من القطاع.
وقال جيش إسرائيل في بيان إنه سمح بعودة مواطني هذه المناطق إلى إشغالهم ورفع القيود المفروضة. وأعيد فتح الطرقات وشبكة القطارات، لكن نحو خمسة وستين ألف تلميذ لم يتوجهوا لمدارسهم في هذا اليوم.
وقالت وزارة دفاع إسرائيل إن معبر بيت حانون (ايريز) الحدودي الرئيس بين القطاع وإسرائيل «أعيد فتحه أمام المرضى» الفلسطينيين، بعد إغلاقه الاثنين.
وأطلق مقاتلو (حركة الجهاد)، وهي ثاني أكبر فصيل مسلح في القطاع بعد حماس التي تسيطر بالقوة على القطاع، أكثر من 80 صاروخًا وقذيفة هاون باتجاه البلدات الإسرائيلية بعد أن قتل الجيش فجر الأحد أحد نشطائها قرب الحدود في خان يونس جنوب القطاع.
وبث ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو لجرافة إسرائيلية وهي تسحب جثة القتيل باتجاه المنطقة الإسرائيلية على الحدود، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين. وتسود تهدئة هشة في القطاع توصلت إليها حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، في أواخر عام 2018 وتم تجديدها عدة مرات بعد اندلاع مواجهات. ومنذ 2008 شهد القطاع ثلاث حروب كان آخرها في العام 2014.
وقال محلل سياسي فلسطيني إن (حركة الجهاد) استغلت الأجواء التي تسبق انتخابات إسرائيل (المقررة في 2 مارس) لتعزيز فكرة أنها «رقم مؤثر في أي معادلة سواء هدوء مقابل هدوء أو هدوء مقابل تفاهمات».
وتعهد نتنياهو أمس ببناء 3500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ما يقلل من فرص إقامة دولة فلسطينية.
وصرح نتنياهو في مؤتمر في القدس «أعطيت تعليمات فورية لإيداع تصاريح لبناء 3500 وحدة سكنية في منطقة «إي ون» الاسم الذي تطلقه إسرائيل على أراض واقعة عند مدخل القدس وتسكنها عائلات من البدو بالقرب من بلدة أبوديس في موقع حيوي في الضفة الغربية.
ويرى الفلسطينيون ومنظمات غير حكومية أنه إذا قامت إسرائيل بالبناء في هذه المنطقة بين مستوطنة معالي أدوميم والقدس، ستقسم الضفة الغربية إلى شطرين ما سيمنع إمكانية إقامة دولة فلسطينية أراضيها متصلة.
وقالت انجيلا غودفري غولدستين التي تشارك في إدارة منظمة «التضامن مع عرب الجهالين» التي تدافع عن عائلات البدو المقيمة في قطاع «إي ون»، إنه «إذا تحقق المشروع فسينهي فكرة دولة فلسطينية قابلة للحياة». وأضافت «إنه مثال آخر يكشف درجة يأس نتنياهو من كسب الأصوات مع اقتراب الانتخابات».