سوء الحظ يلازم المسلسل الرمضاني ''رجل غني فقير جداً'' منذ بداية تصويره وادى الى توقفه مرتين الأولى عندما تعرض عدد من الفنانين والفنيين المشاركين لحادث على الطريق الصحراوي نتج عنه وفاة وإصابة، ثم وفاة خالة الفنان محمد صبحي، التي تولت تربيته وكانت في مقام أمه ورغم ذلك استطاع صبحي كمخرج أن يحقق معدلات تصوير عاليه في المسلسل حيث صور حتى الآن 50 في المئة من أحداث المسلسل الذي كتبه بنفسه ويخرجه ويقوم ببطولته أيضا ويشاركه البطولة عزت أبوعوف ووفاء صادق ولقاء سويدان والسعودية أمل حسين وهناء الشوربجي ومها أبوعوف ويوسف داود ومحمد أبوداود ونسرينا والمسلسل يتم تصويره في ستديوهات مدينة سنبل للفنون بطريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي· ويقول محمد صبحي: مسلسل ''رجل غني فقير جدا'' يناقش بصورة غير مباشرة الهيمنة الأميركية على العالم الثالث وفكرته تتلخص في كون الرجل في عصرنا ليس هو من يملك المال وإنما هو الغني بأخلاقه وأفكاره وعلمه وإيمانه، من خلال تسليط الضوء على رجل يصبح مليارديراً، فيعتقد أنه امتلك العالم بما فيه، ثم يكتشف أنه فقير جداً لأنه يفتقد راحة البال والطمأنينة، بسبب التهديدات الأميركية المستمرة لحياة الأسرة العربية الكبيرة واستقرارها·واضاف صبحي أن المسلسل يتطرق الى بعض القضايا والمشكلات الاجتماعية المتشابكة مثل البطالة وغلاء الأسعار وتردي الأخلاق وحلم الكثير من الشباب بالهجرة الى أي مكان لتحقيق أحلامهم في العمل والزواج، فـي إطار لا يخلو مـن الكوميديا، إضافة الى مناقشة القضايا السياسية، وللمرة الأولى في الدراما المصرية، تتم مناقشة مشكلة اندثار الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية وذوبانها في الطبقة الفقيرة·وتدور أحداث المسلسل حول شخصية ''محروس محفوظ'' ويجسدها محمد صبحي الذي يمتلك ثروة هائلة اعتمد في تكوينها على ذكائه وفطنته مما جعله يعتقد أن تلك الثروة لن تزول أبدا ويقرر إقامة مدينة سياحية على أرضه التي يمتلكها على النيل ويشتري أرض الوادي البراني تلك المنطقة العشوائية التي تقع خلف أرضه ويحاول إخلاء سكانها ولكنه يواجه بطبقة متدنية من المجتمع منهم ''زيزو أذية'' تاجر المخدرات وفتوة المنطقة و''الطيب'' بائع لحمة الرأس و''بدرية'' صبية العالمة و''روعة'' الفتاة الذميمة التي تلقي بنفسها أمام سيارة ''محروس'' وتخبره بأنها ترغب في وظيفة بإحدى شركاته· وفي الوقت ذاته يواصل ''محروس'' صراعه مع ''لبيب السحلاوي'' رجل الأعمال المعروف، الذي كان يعمل محروس موظفاً صغيراً لديه وسلب منه لبيب ''زهرة'' أول حب لمحروس وتزوجها· لذا نجد محروس يكن له حقداً شديداً ويقف له نداً في جميع صفقاته· ويشتري محروس صفقة أسلحة يضع فيها كل ما يملك وتغرق الباخرة التي تحمل البضاعة بتدبير من لبيب ليجد محروس نفسه لا يمتلك شيئاً سوى أرض الوادي البراني· ويقيم بغرفة فوق سطح أحد المنازل ولا يجد بجانبه سوى ''بركات'' مدير أعماله و''روعة'' ويبدأ التردد على الوادي البراني ويشعر بالتعاطف مع الأهالي ويقوم بخطبة ''روعة'' التي تطلب منه التعاون مع ''حمدي'' رجل الأعمال، والدخول معه كشريك في أرض الوادي البراني، ولكن حمدي يكتشف بعد عمل مجسات وتحليل تربة الأرض أنها لا تصلح للبناء· ويستسلم محروس للأمر الواقع·وعن حكاية التأليف والإخراج يقول صبحي: فكرة أي عمل تنبع من داخلي ويصعب على اي شخص أن يضع أفكاري على الورق أما حكاية الإخراج فهذا هو مجال تخصصي الذي درسته في معهد التمثيل· الفنان عزت أبوعوف يقول: أقدم في المسلسل شخصية ''لبيب السحلاوي'' وهو نموذج لرجال الأعمال الذين يستخدمون كل الطرق من أجل تحقيق المكاسب ويدخل صفقات مشبوهة، الى أن يخوض صراعاً مع رجل الأعمال ''محروس محفوظ'' الذي يرى انه افضل منه ويدبر له مؤامرة يفقد بها ثروته·الفنانة وفاء صادق قالت: اقدم في المسلسل شخصية ''روعة'' وهي فتاة بسيطة تسكن منطقة عشوائية يطلق عليها الوادي البراني وهي ملاصقة لارض يمتلكها رجل الاعمال ''محروس محفوظ'' على النيل مباشرة وهي فتاة ذميمة تحاول الحصول على وظيفه في شركات محروس دون جدوى، وفجأة تنقلب حياة محروس بعد أن فقد ثروته ويصبح فقيراً وتتقرب منه ''روعة'' وتحدث بينهما العديد من المواقف الكوميدية حتى تنجح في الزواج منه وبعد الزواج تقف بجواره وتسانده في أزماته ويكتشف أنها التجربة الوحيدة الناجحة في حياته· أما الفنانة هناء الشوربجي فتقول: اقدم شخصية ''دليلة'' وهي فنانة مشهورة يتزوجها ''محروس'' وينجب منها ولداً وبنتاً ويستمر الزواج عامين ثم ينفصلان وتسافر للخارج بعد زواجها من آخر وتعود بعد عشرين عاما· اما الفنانة السعودية أمل حسين فقالت: أقدم شخصية ''دعجة'' الزوجة الأولى لمحروس - محمد صبحي - وهي سيدة خليجية تم طلاقهم منذ عشرين عاما، وعندما تعلم انه أصبح غنيا تحاول العودة إليه فتحضر الى مصر وتحاول أن تنصب شباكها حوله من جديد لكنها تكتشف انه يحب زوجته المصرية فتقرر العودة مرة أخرى لبلدها·