محمد نجيم (الرباط)

بوصولها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر، تصبح أي رواية في عين الضوء، وفي سعي منا للإضاءة على الروايات الست التي وصلت إلى قائمة هذا العام، وكعادتنا في كل عام، نسلط في هذه المساحة الضوء على الروايات، وعوالمها، وما تثيره من قضايا مهمة، بعضهم من خلال حوار مباشر وبعضهم من خلال قراءة الرواية.. اليوم تبدأ «الاتحاد» في نشر سلسلة من الحوارات والقراءات في الروايات المرشحة للجائزة:

كشف الروائي السوري خليل الرز عقب الإعلان عن وصول روايته الى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في حديث خاص لـ «الاتحاد» عن سروره، وقال عن توقعاته بعد دخوله معمعة المرحلة الأخيرة من المنافسة على الجائزة: أعتقد أن المنافسة بين نصوص القائمة الطويلة لم تكن سهلة، أما الآن، وقد وصلت «الحي الروسي» إلى القائمة القصيرة، فسوف تكون المنافسة أشدّ لأن النصوص المشاركة تتمتع، هي الأخرى، بمستويات فنية جيدة، لا شكّ أن وصول الروايات المتنافسة إلى قائمة البوكر القصيرة، سوف يسلط المزيد من الضوء عليها، ومن ثم سوف يحفّز الناس على الإقبال على قراءتها، الأمر الذي تهدف إليه الجائزة منذ إنشائها، كما سوف يساعد على ترجمة هذه الرويات إلى اللغات الأخرى، بعيداً عن العلاقات الشخصية مع هذه الجهة أو تلك، وهذا شيء مهم أيضاً، إن ذلك سوف ينعكس إيجاباً، بالنسبة لي، ليس فقط على رواية «الحي الروسي»، بل على تجربتي الروائية بشكل عام. وفي معرض الإجابة عن مدى تأثره بالأدباء الروس، خاصة وأنه نقل أعمالاً أدبية روسية إلى اللغة العربية، كما كتب عن شخصيات روسية في روايته «الحي الروسي»، يوضح: تأثرت فعلاً بغير قليل من معلمي الأدب الروسي الكبار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، مثل تورغينيف ودوستويفسكي وغونتشاروف وغارشن وتشيخوف ونابوكوف، كما تأثرت بغيرهم من الكتاب في الآداب العالمية الأخرى، في أوروبا وأمريكا في تلك الفترة وما بعدها، ثم في أميركا اللاتينية واليابان في النصف الثاني من القرن العشرين، طبيعي جداً، بالنسبة لي ككاتب، أن أتأثر بما راكمته الخبرة العالمية في كتابة الرواية، فأنا لا أخترع فن الرواية، في كل مرة، عندما أجلس إلى طاولتي لأكتب، هناك تراكم عظيم يجب أن آخذه بعين الاعتبار، ومن هنا فإن القراءة بالنسبة لي ليست للمتعة فقط، بل لتطوير مهاراتي الإبداعية أولاً، ولهذا السبب تراني انتقائياً جداً حين أختار ما أقرؤه.
أما عن وجود شخصيات روسية في روايتي، فذلك لا يعود إلى تأثري بالأدب الروسي، بقدر ما يعود إلى أن في جعبتي الواقعية الكثير من هذه الشخصيات، لقد عشت مع الروس وعملت معهم في روسيا ما يقرب من عشر سنوات، بالإضافة إلى علاقاتي المتواصلة مع بعض الروس الذين عاشوا ويعيشون، لأسباب مختلفة، في دمشق على وجه الخصوص.
وحول الرواية المكتوبة في الإمارات قال خليل الرز، إن الجزيرة العربية عموماً شهدت تطوراً لافتاً في فن الرواية بشكل خاص، وقدمت أسماء هامة، من العربية السعودية والكويت واليمن وعُمان، وتحتل الآن مكانتها المرموقة لدى القارئ العربي، وأشار إلى أن فنون القول في الإمارات العربية المتحدة تطورت في الفترة الأخيرة، ولعل اللافت هو الحضور النسوي المميز بين الأسماء الأدبية المتداولة.

الحضور النسوي بارز في الأدب الإماراتي
طبيعي جداً، بالنسبة لي ككاتب، أن أتأثر بما راكمته الخبرة العالمية في كتابة الرواية، فأنا لا أخترع فن الرواية، في كل مرة، عندما أجلس إلى طاولتي لأكتب، هناك تراكم عظيم يجب أن آخذه بعين الاعتبار.