أحمد السعداوي (أبوظبي)
شهد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، الحفل الذي نظمته جريدة «الاتحاد» أمس، يوماً للوفاء، حيث استقبلت عدداً من رؤساء تحريرها السابقين، إضافة إلى مجموعة من أبرز القيادات الإعلامية في الدولة، حيث قامت الصحيفة بتكريمهم والقيادات الإعلامية التي عبرت عن سعادتها بالانطلاقة الجديدة لـ«الاتحاد» التي أحدثت نقلة نوعية في الصحافة المحلية والعربية، تتواءم مع أحدث صور التغيير والتطوير في دنيا الإعلام الورقي والرقمي. وقد بدأت الاحتفالية بكلمة حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، ورحب فيها بالحضور الكريم الذين أسهموا بشكل لافت في مسيرة «الاتحاد» خلال 50 عاماً وخطوا بها إلى آفاق بعيدة من النجاح، مقدماً الشكر لهم على ما قدموه إلى «الاتحاد» خلال الفترة الماضية، وحبهم لـ«الاتحاد»، ورغبتهم في تحقيق مزيد من النجاح والتميز خلال الفترة المقبلة.
وتم عرض تقرير مصور عن رؤساء تحرير «الاتحاد» منذ انطلاقها مروراً بكبار القيادات الإعلامية التي تولت مسؤولية الصحيفة، وحرصهم على إضافة كل ما هو جديد ومبتكر في الإعلام إلى «الاتحاد» حتى صارت مدرسة صحفية متفردة وواحدة من القلاع الإعلامية التي يشار إليها بالبنان في المنطقة والعالم.
عقب ذلك شهد الحضور عرض نبذة عن البرامج المبتكرة التي تُقدم من خلال المنصات الرقمية لجريدة «الاتحاد»، وهي برنامج «بعيون شبابنا» الذي يستعرض أهم الأخبار المحلية برؤية مبتكرة مستلهمة من انطلاقة «الاتحاد» الجديدة ويقدمه كل من منى الحمودي وناصر الجابري اللذين قدما أولى حلقات البرنامج مباشرة خلال الاحتفالية.
أما هزاع أبو الريش، فقدم فقرة عن برنامجه «معرفة» والذي يعتبر نافذة على قضايا الثقافة والفلسفة والفن المستلهمة من ثقافة «الاتحاد» بصفحاتها اليومية والملحق الأسبوعي. كما جرى تكريم الحضور والتقاط صور تذكارية توثق هذه اللحظات الجميلة في عمر صحيفة «الاتحاد».
نقلة نوعية
وأشاد الأديب علي أبوالريش، بهذه النقلة النوعية في محتوى ومظهر جريدة «الاتحاد»، مؤكداً أنه دائماً مع التغيير، لأنه مع التغيير لابد وأن نزف البشارة، وأملنا كبير في الشباب كونهم قادرين على تقديم الأفضل، والآن الصحافة بشكل عام تمر بمنافسة شديدة للغاية مع وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الشباب أن يضعوا في أذهانهم أنهم أمام منافسة ليست سهلة، وإلى جانب التطوير في الشكل لا بد أيضاً من التغيير في المحتوى والمضمون، حيث أتابع الآن وأشعر بأنهم بدأوا في هذه الانفتاحة نحو المضمون وهو ما يبشر بالخير.
وفيما يتعلق بتكريم الحضور ولمسة الوفاء التي قدمتها «الاتحاد» لرؤساء تحريرها والقيادات الإعلامية في الدولة، أكد أبوالريش أنه بلاشك أن التواصل بين الأجيال عملية استمرار في البناء وإتاحة الفرصة للتلاقح والتواصل وتحقق التكامل والتراكم المهني في مشروعها الإعلامي، ويجب ألا نبتر المراحل بل يكون ثمة تراكم زمني متواصل إلى الجيل الجديد، ملتفتاً إلى الوراء كما يلتفت إلى الأمام، فلا يمكن للإنسان أن يستمر في حالة دوامة عشوائية، فهناك منطق وجودي يقول إن الأفكار المسبقة مفسدة للعقل، ونحن بحاجة إلى أفكار تقدمية في مجالات الإعلام والصحافة والتواصل مع القارئ لأن هدفنا الأساسي كإعلاميين هو وجود السلاسة الناصعة في علاقتنا مع الآخرين.
ابن الجريدة
أما عصام سالم، مدير التحرير السابق لـ«الاتحاد»، فقال: «باعتباري ابناً من أبناء هذه الجريدة على مدار 30 عاماً، فإن الانطلاقة الجديدة للاتحاد نقلة نوعية كبيرة في تاريخ الصحيفة وتواكب عصر الإعلام الرقمي وتحولات المجتمع، فكان من الطبيعي أن المؤسسة بكل عناصرها وتفاصيلها تتحول إلى هذا العالم الجديد الذي لا يؤمن إلا بالتطور، ويرفع شعار لا للتقليدية والروتينية التي عشنا عليها سنوات طويلة»، معبراً عن تفاؤله التام بأن «أبوظبي للإعلام» ستنطلق إلى أبعد نقطة ممكنة مواكبة لكل أدوات العصر الحديث.
وأشاد سالم بهذه المبادرة الكريمة من «أبوظبي للإعلام» واحتفائها بأجيال متعاقبة من الإعلاميين أسهموا في مسيرة «الاتحاد»، منوهاً إلى أن الوفاء أصبح عملة نادرة، ولكن حين يأتي من «أبوظبي للإعلام» فهو شيء طبيعي ويعكس قيم المجتمع الإماراتي بشكل عام كونه يتميز دوماً بهذه اللمسة الإنسانية الجميلة، وعندما تبادر «أبوظبي للإعلام» وتحديداً«الاتحاد» باستعادة ذاكرتها الجميلة من خلال هؤلاء المسؤولين الكبار، فهذا عنوان للوفاء الذي يستحقونه بكل تأكيد، فهم من زرعوا البذرة وسهروا على أن تنمو وتزدهر ولولا هؤلاء ما وصلت «الاتحاد» إلى هذه المكانة التي نراها الآن.
محتوى دسم
الإعلامي ظاعن شاهين، رئيس التحرير السابق لجريدة «البيان»، أكد أن الإصدار الجديد لجريدة «الاتحاد»، يتميز بمحتوى دسم وإطلالة جميلة، مبيناً أن المسار الإلكتروني والإعلام الرقمي يكتسيان أهمية كبرى في العصر الحديث، ولا بد من الأخذ بهما حتى نحافظ على تطور أي مؤسسة إعلامية، والانتقال من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية يضمن لها الاستمرارية في عصر زادت فيه متطلبات المتلقين، وتغيرت ذائقتهم عن ذي قبل.
وتابع إن على الصحافة الورقية الوصول إلى صيغة معينة في كيفية الوصول إلى المتلقي في ظل هذا التهافت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر الحاجة الماسة لتطوير الوعاء الورقي وهو ما نجحت فيه «الاتحاد» عبر تبني أفكار مختلفة، خاصة أن الأجيال الحديثة تتعامل مع الابتكار والتطورات التكنولوجية المتلاحقة، وهذا ما جعل أغلب صحف العالم تتغير أمام متطلبات القارئ، وهو ما يفرض علينا نحن العاملين في الصحافة الورقية أن نعي أبعاد هذا التغير.
وثمّن شاهين، ما قامت به «الاتحاد» من تكريم للقيادات الإعلامية في الإمارات، باعتبارها من اللفتات الجميلة، فالعالم غالباً ما يتذكر من يتوفاه الله، ولكن قلة من المؤسسات العريقة فقط هي التي تكرم المبدعين وأصحاب العطاء وهم ما زالوا على قيد الحياة، وهي سُنّة حسنة قامت بها جريدة «الاتحاد»، باعتبارنا جميعاً نعمل في الإطار الإعلامي وكل منا يستفيد من تجارب الآخر، فهو ليست فقط تكريماً، بل انتقال للتجارب، وهو ما يجعلنا نأمل في تكرار مثل هذه التجارب مستقبلاً.
تجديد وتطوير
الإعلامي راشد العريمي، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «الاتحاد»، قال، إن «الاتحاد» دائماً مبادرة في الانطلاقات، في تقييم الذات، والتجديد، والتطوير، متمنياً التوفيق لهذه النقلة النوعية للصحيفة، باعتبار ذلك إحدى المراحل التي تمر بها «الاتحاد» التي كانت ولا تزال دوماً حريصة على التواصل مع الجمهور وتلمس احتياجاته وتقديم نفسها للجمهور بأفضل شكل ممكن جيلاً بعد جيل.
وأكد العريمي أن الانطلاقة الجديدة لـ«الاتحاد»، فيها ثقة بالنفس وإدراك لاحتياجات القارئ الحقيقية ولمسة جمالية لا تخطئها العين، متمنياً لفريق عمل الصحيفة كل السداد في تحقيق رسالة «الاتحاد» الصحفية.
فخر الإعلام الإماراتي
إبراهيم العابد، مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام، قال إن «الاتحاد» بالنسبة لنا رمز وفخر للإعلام الإماراتي، ومنذ بدايتها كانت في قمة الصحافة العربية والعالمية وهذه الحقائق نذكرها بكل ثقة لأن «الاتحاد» استطاعت فعلاً أن تحقق لنفسها موقعاً مهماً على مساحة الإعلام الإماراتي، واستقطاب عدد من شباب الإمارات ليكونوا صحفيين ورؤساء تحرير، وهذا هدف بالغ الأهمية، كما استقطبت عدداً كبيراً من الكُتّاب العرب، وهذا مهم للهوية العربية وليس فقط للاتحاد، حيث نرى صفحات «وجهات نظر» ونرى عدداً كبيراً من الكُتاب يكتبون بحرية ومن دون قيود يعالجون قضايا حيوية على المستويين العربي والعالمي.
ولفت العابد إلى أن تغطيات «الاتحاد» وموضوعاتها الصحفية المتنوعة كالعادة، فائقة المستوى، وما نراه الآن من انطلاقة يمثل خطوة إلى الأمام نتمنى لها التوفيق، وخاصة أن التغيير كان عميقاً في محتواه وليس فقط في المظهر العام للجريدة، وهي ملاحظة للجميع منذ الانطلاقة عبر الجذب الذي حققته «الاتحاد» لعدد من الشخصيات التي تتناول القضايا الوطنية بشكل جريء وجديد.
حرفية ومصداقية
قدم محمد الحمادي، رئيس تحرير جريدة «الرؤية» ورئيس التحرير السابق لجريدة «الاتحاد»، التهنئة إلى جميع زملائه في الجريدة لمرور 50 عاماً على الجريدة التي صدرت لتبقى دوماً متميزة بحرفيتها ومصداقيتها، متمنياً التوفيق لكل الزملاء المتميزين في الصحيفة.
عمل متميز
سامي الريامي، رئيس تحرير «الإمارات اليوم»، قدم الشكر للجريدة على هذه الدعوة المميزة والجريدة، مبيناً أن جميع الإعلاميين في الإمارات فخورون بما قدمته الجريدة من تطوير وتحديث وتقديم عمل إعلامي متميز وجميل، متمنياً التوفيق للجميع.
البيت الكبير
قال الدكتور عبدالرحمن الشميري، رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، إنه سعيد بوجوده في «الاتحاد» التي يعتبرها بيته الكبير، فهي بيت الإعلام وبيت الصحافة الإماراتية وتشرف بلقاء زملائه رؤساء التحرير والاطلاع على هذا النموذج الرائع والإطلالة المتطورة لجريدة «الاتحاد» التي مثلت إضافة قيمة وكبيرة للإعلام الإماراتي.
أبجديات الصحافة
منى أبوسمرة، رئيس تحرير جريدة «البيان»، قالت: في البداية أحب أن أبارك لكل القائمين على صحيفة «الاتحاد»، وسعيدة بوجودي في هذا الاحتفال بمناسبة الإطلالة الجديدة للصحيفة، معتبرة أن «الاتحاد» هي بيتها، الذي تعلمت منه أبجديات الصحافة وهي فخورة بقول هذا الكلام ورؤية الزملاء والإخوة رواد الصحافة.
فقرة كوميدية
قدم الفنانان علي التميمي وسعيد سالم فقرة كوميدية سلطا الضوء من خلالها على المراحل الزمنية التي مرت بها جريدة «الاتحاد» وما تمثله من قيمة إعلامية وثقافية في المجتمع.