طلاب من الإمارات يتعرفون إلى الثقافة الألمانية
يعد «آفاق» برنامجاً للتبادل الثقافي يأتي في إطار خطط وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لنشر الإبداع الإماراتي وتطويره، كما يعتبر ترجمة لأستراتيجية الوزارة، 2011 - 2013، ومنها تعزيز التكامل والتنسيق مع القطاعين العام والخاص وبناء شراكات فعالة، وفي إطار ذلك، نظمت هذه الرحلة التي شملت زيارة فرع مستشفى «شون كلينك»، وهو أحد أكبر المراكز الصحية المتخصصة والمنتشرة في ألمانيا من خلال 14 مركزاً طبياً.
وسبقت زيارة ميونيخ جولتان، إحداهما في مدينة فرانكفورت، «المدينة المالية»، مقر دويتشه بنك الرئيسي، ومتحف فرانكفورت ومعرض رحلة الخلود الذي يضم آثاراً من الحضارات القديمة، لا سيما من منطقة الشرق الأوسط، وكانت الجولة الثانية في العاصمة السياسية برلين.
ضم وفد«آفاق» طلاباً منهم الأطباء حديثو التخرج من كلية الطب جامعة الإمارات، إضافة لطلاب معهد الشارقة للموسيقى ومعهد البيانو بأبوظبي، تحت إشراف خليفة بوعميم مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.
وافتتح الطلاب جدول زياراتهم إلى ألمانيا بزيارة إلى المركز الرئيسي لمصرف دويتشه بنك بمدينة فرانكفورت، واطلع الطلاب من خلال محاضرتين وافيتين على وضع البنك المالي وعدد أفرعه على مستوى العالم كونه المصرف الرئيسي في ألمانيا، وفي المحاضرة الثانية أطلَعَ البنك وفد الطلاب على المسؤولية الاجتماعية لهذه المؤسسة المالية الضخمة.
وجال الطلاب في طوابق دويتشه بنك الأربعة، حيث خصص البنك الدورين الأخيرين كمعرض للأعمال الفنية التشكيلية التي تبناها البنك للأفكار المبدعة والجديدة، ومن بين الأعمال المعروضة والتي لاقت اهتماماً من الطلاب، عمل للفنانة الإماراتية ابتسام عبدالعزيز، وظفت فيه الرموز الحاسوبية في لوحة فنية.
واستهل طلاب «آفاق» جدول زيارتهم لبرلين بزيارة متحف بيرغامون أو متحف الشرق الأدنى، واستعرض أحد الأساتذة المتخصصين في التاريخ الأوروبي الحديث تأسيس المتحف في عام 1899، وتناول مقتنياته التي كانت تعرض ضمن مجموعات أخرى في متاحف أخرى حتى عام 1939، حيث إن المتحف مقسم إلى 3 أجنحة تشكل المجموعة الأثرية الشهيرة من بابل وسوريا والمجتمعات الأرية والأشورية. وبعد لقاء الطلاب بمحمد أحمد المحمود سفير دولة الإمارات المعتمد لدى ألمانيا، زار الطلاب متحف تشيكبوينت تشارلي، الذي يقع في نقطة تشارلي الشهيرة الفاصلة بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية سابقاً، وهو من أكثر المعالم السياحية أهمية، ويعرض معدات وأسلحة كانت قد استعملت من قبل أشخاص كانوا قد حاولوا الهرب عبر جدار برلين.
واستمع الوفد إلى محاضرة قدمها صحفي ألماني عاصر تلك الحقبة، وتحدث عن حائط برلين الشهير.
كما زار الطلاب مبنى بلدية برلين التاريخي الذي يقع في الجزء الشرقي من المدينة، واستمعوا إلى شرح تفصيلي من بروفيسور متخصص عن الأهمية التاريخية للمبنى، وزاروا برلينر دوم، وهي واحدة من المؤسسات الدينية القديمة التي تحوي سرداباً كبيراً يضم بعض البقايا القديمة من إحدى العائلات الملكية البروسية التي حكمت برلين إبان حكم الإمبراطور.
بدوره، ثمّن خليفة بوعميم مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والمشرف على الرحلة، المردودين الفني والثقافي لجولات الطلبة في ألمانيا، مشيراً إلى أنها نفذت حسبما خطط لها، حيث جمعت بين الفائدة الفنية التاريخية والحضارية والعلمية، من خلال زيارة العديد من المتاحف الثقافية والفنية والمتاحف العالمية في فرانكفورت وبرلين وميونيخ.
وأضاف أن الزيارة ساهمت في إعطاء الطلاب مبتغاهم من الرحلة في التعرف إلى ثقافات وتقنيات حديثة تتعلق بما تميزوا فيه، خاصة زيارتهم مركزاً صحياً شهيراً، وهو ما أعطى فكرة عن المراكز الطبية المتخصصة، وكيفية عملها ووفر لهم فرصة اللقاء بعدد من المواطنين وأسرهم الذين يتلقون العلاج في المركز ومعايدتهم والاطمئنان على صحتهم.
وشكر محمد أحمد المحمود وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع اختيارها الموفق، بزيارة وفد طلاب برنامج آفاق الجمهورية الألمانية، موضحاً أن الإمارات هي الدولة الأولى عربياً، من حيث حجم التبادل الاقتصادي والعلاقات المالية والإستراتيجية مع ألمانيا، فضلاً عن كون الألمان شعب عملي لا يعرف اليأس على حد قوله، وأن من دلائل ذلك بناء بلدهم على هذا النحو المشهود، بعدما دمرت بشكل كامل في أعقاب الحرب العالمية. ووجه طلاب الوفد إلى الاقتراب أكثر من المجتمع الألماني من خلال المركز الثقافي الألماني الموجود بالدولة، مشيراً إلى أن الألمان بالمقابل عندما يزورون الدولة يشيدون بالبساطة والضيافة والتراث والفن الشرقي العربي وهو ما يجدونه في رحلات السفاري والصحراء. وقال هنري عزام، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دويتشه بنك للشرق الأوسط والرئيس التنفيذي للبنك في المنطقة: قمنا بدعم عدد كبير من المشاريع في مجالات الفنون والثقافة والتعليم والاستدامة، لأن المسؤولية الاجتماعية جزء من إستراتيجيتنا.
مبادرة ثقافية
برنامج «آفاق» من المبادرات الثقافية الفنية التي تسعى الوزارة من خلالها إلى تعزيز الشراكة مع المبدعين والمتخصصين في المجالات الثقافية والفنية. ويهدف إلى نشر وإبراز القدرات والإمكانات وتوثيق الصلات الثقافية بين الدولة والعالم عبر تشجيع التبادل الثقافي، من خلال تنظيم برامج الزيارات المتخصصة إلى أكبر المتاحف العالمية ومراكز الثقافة والفنون في مختلف دول العالم.
المصدر: دبي