يشارك 36 مدرباً عراقياً في مجال كرة القدم بدورة تدريبية تطويرية يتبناها الاتحاد الألماني لكرة القدم في إطار رغبته بمساعدة هؤلاء المدربين لمواكبة التطور التدريبي لفنون اللعبة في العالم والتخفيف من حالة العزلة التي يواجهونها. وقال الخبير الألماني لكرة القدم بيتر فولمان المشرف على الدورة بتكليف من الاتحاد الألماني: “نأمل أن نقدم شيئاً مفيداً للمدربين العراقين ونمدهم بالمعلومات الحديثة في عالم التدريب خصوصاً وأنهم يمتلكون المواهب لكنهم يفتقدون لفرص التطوير”. وأضاف فولمان الذي يشرف أيضاً على مدرسة كولن الكروية في ألمانيا: “المدربون العراقيون يتسابقون للتعلم والاستفادة من العلوم التدريبية الحديثة ونأمل أن نخفف من العزلة التي يعانيها هؤلاء المدربون وتعويض غيابهم عن الدورات الخارجية، ما يهمنا هو رفع مستويات الجانب النفسي لهؤلاء المدربين الشباب”. ويمنح المشاركون في الدورة ومعظمهم من مدربي الفرق العراقية المشاركة في بطولة الدوري إلى جانب عدد من مدربي المنتخبات الوطنية شهادات تدريبية موثقة من قبل الاتحاد الألماني. وتابع الخبير فولمان: “قدمنا للمدربين العراقيين محاضرات نظرية وعملية عن أهمية التغذية في كرة القدم وعن أساليب التكتيك الحديث والخطط التي يتعاطى معها المدربون وفق إمكانات اللاعبين وأمور فنية أخرى يفتقر اليها هؤلاء المدربون الشباب”. يشار إلى أن خبير كرة القدم بيتر فولمان والمعتمد لدى الاتحاد الألماني للعبة والمشرف على مدرسة كولن الألمانية الشهيرة نفذ خلال الأعوام الأربعة الماضية برامج تدريبية لتطوير مهارات المدربين في غانا وتنزانيا وساهم في تعديل مسار اللعبة هناك. ويرى فولمان أن إقامة مثل هذه الدورات تسهم في رفع الروح المعنوية للمدربين وتزرع الثقة في نفوسهم لكي يأخذوا على عاتقهم مهمة تدريب الشباب والفئات العمرية الأخرى وترفع من مستوياتهم الفنية أيضاً”. ويغيب المدربون العراقيون منذ 2003 عن الدورات التطويرية التي يقيمها عادة الاتحاد الآسيوي في بعض البلدان في اطار برنامج رعاية مدربيها الشباب وكان العراق أحد هذه الدول، واستضاف آخر دورة 2003 قبل نشوب الحرب على العراق. مدرب منتخب شباب العراق المتأهل إلى نهائيات آسيا، حسن أحمد قال: “كنا نأمل أن تستمر هذه الدورة الحيوية لمدة أطول لأن المدربين العراقيين يحتاجون لوقت للاطلاع والاستفادة من المعلومات التدريبية الحديثة في عالم كرة القدم”. وأضاف أحمد وهو أحد المشاركين في الدورة: “اكتسبنا أشياء جديدة وهامة في هذه الدورة التطويرية وبالتأكيد ستنعكس ايجاباً على مهمتنا التدريبية خصوصاً أننا نبتعد عن أجواء الدورات منذ أكثر من سبع سنوات وهذا شيء يؤثر في مسيرة المدربين الشباب”. وذكر مدرب حراس مرمى منتخب الشباب الدولي السابق جليل زيدان: “من بين المحاضرات التدريبية التي قدمت خصصت لمهام تدريب حراس المرمى وهذا شيء مفيد جداً لأننا بحاجة الى أن نعرف ما يجري من تطور في عالم التدريب في كرة القدم ونأمل أن تتكرر مثل هذه الدورات لتكون فائدتها أكبر في المستقبل”. أما المدرب موفق حسين قال: “المعلومات التي قدمت في الدورة والتمارين الفنية والتكتيكية التي ركز عليها الخبير فولمان اثبتت فعلاً حاجة المدربين الشباب لها فضلاً عن أهمية اكتساب المزيد من المعلومات التدريبية وخصوصاً ما يتصل بمهمة تدريب الفئات العمرية”. وأضاف حسين الذي نجح في قيادة منتخب بلاده للناشئين إلى نهائيات آسيا العام الجاري”، نعتقد أن إقامة هذه الدورة التطويرية ستسهم في التخفيف من العامل المعنوي الذي تسببت به العزلة التي يواجهها المدربون العراقيون في الوقت الحاضر حيث تغيب البنى والملاعب ونفتقد إلى الرعاية والاهتمام المطلوبين”.