واصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة نجيب ميقاتي أمس اتصالاته ومشاوراته مع أقطاب قوى 14 و8 مارس، في محاولة أخيرة للتوصل إلى صيغة توافقية تجمع الطرفين في حكومة إنقاذ وطني. وكشفت مصادر الرئيس ميقاتي لـ«الاتحاد» بأن الأزمة ما زالت تراوح مكانها، حيث يتمسك كل طرف بمواقفه من الملفات الخلافية وهي المحكمة الدولية والسلاح، وقالت: «إن الرئيس المكلف لن ينتظر طويلاً حتى يقرر ما سيفعله». ورجحت أن تكون نهاية هذا الأسبوع موعداً محتملاً لحسم خياراته، وهو قد يعمد إلى تشكيل حكومة تكنوقراطية مطعّمة بسياسيين من خارج الندوة البرلمانية تسميها الاطراف المعنية. والتقى الرئيس ميقاتي في مكتبه في بيروت امس سفراء مصر والمانيا وايران. وأمل الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز أن تتشكل الحكومة الجديدة في لبنان قريبا، متمنيا الحظ لرئيس الحكومة المكلف في عملية التشكيل. وأوضح وليامز بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الحاجة أن تحقق الحكومة الجديدة طموحات كل اللبنانيين، وأن تلتزم بالتزامات لبنان الدولية. وأشار الى أنه ناقش مع بري استكمال تطبيق القرار 1701، لافتا إلى أنه أبلغ بري أن ميقاتي أخبره الأسبوع الماضي أنه يتطلع للالتزام باستكمال تطبيق القرار الدولي. وكان الرئيس ميقاتي قد تابع أمس مع زواره البحث في صيغة الحكومة المقترحة، وبعد لقائه الرئيس أمين الجميل، عقد اجتماعاً مطولاً مع رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع انتهى في ساعة متأخرة من ليل أمس. وعقد جعجع امس مؤتمراً صحفياً في مقره في معراب إلى الشمال من بيروت، أكد فيه «أن الأكثرية الجديدة هي سوريا و»حزب الله». وقال: «أبلغنا الرئيس ميقاتي مخاوفنا من هذه الأكثرية ونحن في انتظار تصوره، وجزم بأن المشاركة في حكومة ميقاتي ستكون بكل قوى 14 مارس أو لا أحد». وفي هذا السياق، استبعد عضو كتلة «الكتائب» ايلي ماروني مشاركة «الكتائب» منفردة في الحكومة، وقال: «إن موقف 14 مارس سيظهر قريباً أي بعد استنفاذ المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلف حيال المطالب والشروط، وابرزها التزامه بالمحكمة وبسحب السلاح غير الشرعي من الشارع». وايده عضو تكتل «لبنان اولاً» النائب عاطف مجدلاني الذي كرر القول: «ان موقف 14 مارس لجهة المشاركة في حكومة ميقاتي او عدمها هو رهن اجوبة الرئيس المكلف على الورقة التي تقدمت بها خلال الاستشارات النيابية الملزمة». وقال قطب بارز في قوى 8 مارس رداً على سؤال لـ«الاتحاد» حول تمسك فريق 14 مارس بمواقفه: «إن فريق 8 مارس ينتظر إرساء الحكومة على عدد معين حتى يبدأ النقاش مع ميقاتي على الحقائب، وهو (أي 8 مارس) حريص على تمثيل كل الأقليات في الحكومة الجديدة».