شرق أفريقيا تحتوي على كميات واعدة من الغاز
أكدت منطقة ساحل أفريقيا الشرقي مكانتها كإحدى أهم بقاع العالم الجديدة الواعدة بموارد طاقة هائلة بعد أن زادت شركة، اناداركو بتروليم كورب من توقعات كميات الغاز الطبيعي الكامن في حقل كبير اكتشفته مؤخراً قبالة ساحل موزمبيق.
وقال جيمس هاكيت الرئيس التنفيذي لشركة اناداركو إن التوقعات المعدلة زادت من ثقة الشركة في أن ذلك الحقل يمكن أن يكون من أهم حقول الغاز الطبيعي المكتشفة في السنوات العشر الماضية، حيث أعلنت اناداركو أنها زادت توقعات الاحتياطيات القابلة للاستخراج من الاكتشافات الأربعة الواقعة في منطقتها البحرية رقم (1) إلى ما يتراوح بين 15 و30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وكانت الشركة قد توقعت في بادئ الأمر احتواء الحقول على 6 تريليونات قدم مكعبة ثم زادت توقعاتها في شهر أكتوبر الماضي إلى 10 تريليونات قدم مكعبة. يذكر أن استهلاك الولايات المتحدة حالياً يبلغ 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز في السنة.
وتتولى اناداركو أعمال تشغيل الحقول وتبلغ حصتها 36,5% ولديها شركاء في هذا المشروع منهم شركة كوف اينزجي المتمركزة في دبلن وشركة ميتسوي اند كو اليابانية.
جاء التصريح بعد شهر واحد فقط من إعلان شركة ايني عملاقة الطاقة العالمية اكتشافها 22,5 تريليون قدم مكعبة من الغاز قبالة ساحل موزمبيق، وهو أكبر اكتشاف في تاريخ الشركة، وتعتبر هذه الحقول كبيرة بدرجة تكفي لبناء محطة غاز طبيعي مسال ضخمة في موزمبيق على نحو يدفع بالمستعمرة البرتغالية السابقة الفقيرة إلى مصاف كبريات مصدري الغاز عالمياً.
تأتي هذه الاكتشافات في وقت تتنامى فيه أهمية الغاز الطبيعي في ميزان الطاقة العالمية، إذ إن مخاوف التغير المناخي ترغم شركات الكهرباء على التحول من استخدام الفحم والنفط إلى الغاز الأنظف احتراقاً في توليد الكهرباء، فضلاً عن أنه يجري حالياً دراسة إمكانية استخدام الغاز كوقود لوسائل النقل على نطاق واسع.
طالما انتجت كبريات الشركات العالمية النفط في غرب أفريقيا في دول مثل أنجولا ونيجيريا اللتين تنتجان معاً نحو 4,2 مليون برميل من خام النفط يوميا، غير أنها تتوجه حالياً شرقاً، خصوصاً إلى المياه العميقة قبالة سواحل أفريقيا الشرقية والجنوب شرقية.
وتعتبر شركة تالو اويل إحدى الشركات السباقة في هذا الجال منذ أن اكتشفت كميات هائلة من النفط في حوض بحيرة البيرت الضحل في أوغندا، وتشارك توتال الفرنسية وشركة الصين الوطنية للنفط البحري في مشاريع بإفريقيا حيث حصلت توتال مؤخراً على ترخيص استكشاف وإنتاج لأحد حقول النفط الثقيل في مدغشقر.
كذلك تجذب منطقة المياه العميقة الغنية بالغاز قبالة ساحل تنزانيا عدداً من كبريات الشركات العالمية تشمل اكسون موبل وستاتويل النرويجية وبي جي جروب التي تجري أعمال اكتشاف أيضاً قبالة ساحل كينيا.
وقال جون كرافن رئيس تنفيذي كوف اينزجي في إحدى المقابلات: “أعتقد أنه في غضون عشر سنوات ستشكل تنزانيا وموزمبيق وكينيا معاً مركزاً رئيسياً للغاز لكل من أسواق آسيا والشرق الأقصى”.
وبعد أن تضررت اناداركو بتروليم بصفتها شريكاً صغيراً لشركة بي بي في حقل نفط ماكوندو الذي وقعت به كارثة الانفجار العام الماضي قرر جيمس هاكيت رئيسها التنفيذي أن تعمل الشركة كمشغل لكافة مشاريع النفط والغاز التي تتولى تنفيذها.
وقال راؤول ليبلان مدير عام بي اف سي اينزجي الاستشارية إن هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها اناداركو كمشغل لمشروع غاز طبيعي مسال (في موزمبيق) رغم أنها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة، وأضاف أن أهم التحديات تكمن في التكلفة والتوقيت والبنية التحتية.
رغم أن اناداركو أثبتت قدراتها في مشاريع ضخمة أخرى في الجزائر وخليج المكسيك إلا أنها في هذا المشروع ليس لدى شركائها الذين يشملون ميتسوي إي اند بي، وبي ار بي ال فينتشيرز وفيديوكون وكوف اينزجي قدرات إدارة المشاريع الكبرى. وبالنظر إلى أن لدى اناداركو عدداً من المشاريع الكبرى اللازم تطويرها فقد أثار ذلك تساؤلات عما إن كانت اناداركو قد أصبحت هدفاً تسعى شركات كبرى أخرى للاستحواذ عليه.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»