«خدمات إنسانية الشارقة» ترفع شعار «معاً نحو عالم أفضل للجميع»
(الشارقة) - تحت شعار «معا نحو عالم أفضل للجميع» نظمت مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية برنامجا متنوعا وحافلا بالفعاليات والأنشطة، احتفاء بأسبوع المعاق ذهنيا، الذي يأتي تزامنا مع مناسبة اليوم العالمي للمعاق، الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، حيث يتوحد فيه كل العالم احتراما، ودعما ومساندة، ليسلطوا الضوء على فئة ذوي الإعاقات الذهنية بشكل خاص، للتذكير بوجودهم وحقوقهم، هادفين إلى تعزيز الوعي المجتمعي مع لفت الأنظار والتعريف بهذه الشريحة من الناس من خلال التعرف على احتياجاتهم ومطالبهم المشروعة التي تحقق لهم سبل العيش الكريم والتمتع بحياة طبيعية بعيدة عن التمييز الاجتماعي.
تذليل العقبات
يهدف أسبوع المعاق ذهنيا، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بشكل دوري نهاية كل عام، إلى رفع الوعي الثقافي لقضايا واهتمامات الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية، وتوعية المجتمع بالتحديات والمصاعب التي يواجهونها خلال ممارستهم لحياتهم اليومية، وذلك من خلال إيجاد الحلول المناسبة وتذليل العقبات أمامهم بالطرق الإيجابية والمعتمدة عالميا، بهدف تمكين المعاقين وأسرهم من ممارسة الحياة في إطار إنساني ومجتمعي عادل ومنصف، وقد توج هذه البرامج والفعاليات التي استمرت على مدار أسبوع زيارات محاضرات وأنشطة ثقافية، توعوية، وترفيهية لتفعيل مبدأ «المناصرة الذاتية» الذي اعتمدته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والقائم أساسا على منح الحق الكامل للمعاق ذهنيا في التعبير عن آرائه، ورغباته الشخصية، وفقا لقراراته وتلبية لاحتياجاته التي تحقق له رضا نفسيا وثقة بالنفس مع قدرة جيدة للاعتماد على الذات، ليكون إنسانا كاملا، واعيا وفاعلا بين أبناء بيئته ومجتمعه. إلى ذلك، تقول منى عبد الكريم، مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات في المدينة إن «احتفالية أسبوع المعاق ذهنيا تظاهرة توعوية وواجب نوليه أهمية خاصة، كونه يلفت الانتباه لفئة المعاقين ذهنيا، فيذكر المجتمع بضرورة رعايتهم اجتماعيا والعناية بهم صحيا، وتطويرهم ثقافيا، مع الاهتمام بترقية مواهبهم وتفعيل إمكانياتهم الذهنية ليثبتوا ذاتهم وينخرطوا في مجتمعاتهم».
وتكمل «هناك حقيقة ثابتة ومفهوم جلي يؤكد بأن الإعاقة الذهنية أيا كان نوعها أو درجتها، لا تعد مسوغا للاستسلام أمام حق ممارسة المعاق لحياته الطبيعية ومواجهة تحدياتها، كما أنها بلا شك ليست مبررا لظاهرة التهميش أو الإقصاء المجتمعي لفئة المعاقين، وإنما يجب أن تكون حافزا للتحدي، المثابرة، وإثبات الذات، لذا ومن خلال مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية فقد حولنا مناسبة اليوم العالمي للمعاق لأسبوع كامل نحتفل به في كل عام، ليكون حافلا بالبرامج والفعاليات المتنوعة التي تهدف في مجموعها إلى التعريف بمطالب وحقوق المعاق والتوجيه والإرشاد لكيفية التعامل الصحيح مع احتياجاته واحترام رغباته لخلق عالم أفضل للجميع».
إسماع الصوت
من جهته، قال عبد الناصر درويش، نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، «يأتي هذا اليوم المفتوح كنشاط ترفيهي ورياضي نحتفي من خلالها بأسبوع المعاق ذهنيا، وقد جاء بناء على رغبة خاصة من الطلبة المعاقين أنفسهم، فهم من حدد برامج الأسبوع ونظموا جدوله بعد انعقاد «مجلس الطلبة» المنتخب، و الذي أنشأ خصيصا ليكون منبرا حرا لهم، يستطيعوا من خلاله إبداء آرائهم وإسماع صوتهم للإدارة والأسرة على حدا سواء، في أمور تتعلق بفعاليتهم اليومية ونشاطهم المدرسي، ولكي يكون الشخص المعاق ذهنيا هو المسؤول والمعبّر الوحيد عن قراراته واختياراته ومطالبه، التي تجعله إنسانا كاملا غير ناقص الأهلية ولا منتزع الحقوق».
وأضاف «اختار الطلبة الجهات والأماكن التي يودون زيارتها، ومنها المنطقة التعليمية ومطار الشارقة، وتاكسي دبي المائي، ومترو دبي، ومدينة الدلافين، وحديقة الممزر، وبناء على رغبتهم قمنا بتنظيم فعالية « اليوم المفتوح» في الممزر لنجعله يوما حرا وممتعا للطلبة المعاقين من الصغار والكبار مع أولياء أمورهم، وضمناه العديد من الأنشطة الترفيهية والرياضية مع تنسيق الألعاب والمسابقات المختلفة، ومنها مسابقة الإنشاد، ولعبة الكراسي الموسيقية، وشد الحبل، ونقل الكرات الملونة، والكثير من الأنشطة التي تفرحهم وتحفزهم على التواصل مع المجتمع والتجاوب مع العالم الخارجي كأشخاص أسوياء».
وأوضح «بهذه المناسبة نوجه دعوة للمجتمع ككل وإلى الجهات الرسمية والخاصة، بالاهتمام بفئة المعاقين ومنحهم كافة احتياجاتهم ومطالبهم الإنسانية وفقا للقواعد والمعايير المعمول بها دوليا، كما نؤكد على أنها مسؤولية الجميع هو تطبيق ورعاية والتعريف بالحقوق الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والمدنية للأشخاص من ذوي الإعاقة، كونهم شريحة هامة و جزءا لا يتجزأ من المجتمع، تستحق كل الرعاية والدعم».