إيزيس عبدالله: النظام الصحي في الإمارات يمنع صرف الأدوية دون وصفة
أبوظبي (الاتحاد) - علاقة وثيقة تربط بين الطب والصيدلة، لكن الصيدلي، هو الذي يدرس الآثار الجانبية وتفاعلات الأدوية مع بعضها، وحجم الجرعة التي يأخذها المريض، حسب عمره ووزنه.
وتوضح الدكتورة إيزيس عبد الله أن بعض الأطفال عندهم أوزان كبيرة، في هذه الحالة تكون الجرعة التي يجب أن توصف للطفل أكبر من الطفل العادي، طبعا هذا يعود إلى تشخيص الطبيب وعلى الصيدلي أن يصرف الوصفة وأن يشرح للمريض طريقة استعمال الدواء.
عمل إنساني
عن العلاقة بين مهنة الصيدلة والطب، تقول إن كلا من المهنتين عمل إنساني في المقام الأول، لأن المريض في بعض الأوقات لا يكون عنده مرض جسدي، لكنه نفسيا يحتاج إلى بسمة وكلمة طيبة، وحتى عند صرف وصفة الدواء أرى أن البعض خائف ومضطرب، لكن المعاملة الحسنة تريح كل إنسان. وتضيف “نحن نتعامل مع ناس حساسين يجب علينا أن يكون وجهنا بشوشا وأن نشرح لهم كيفية استعمال الدواء، لأن البعض ليس لديهم المعرفة الكافية بذلك”.
وعن إمكانية إعطاء دواء بدون وصفة طبية تؤكد الصيدلانية “في الإمارات لا يمكن لأن النظام الطبي منظم وفيه ضمان صحي جيد وبإمكان أي شخص في أبسط الحالات الصحية والإسعافية أن يذهب إلى المستشفى ويأتي بوصفة نظامية. لكن هناك حالات بسيطة ومسموح بها نعطي بعض الأدوية مثل الأدوية المسكنة والمحاليل الملحية”. وحول بعض الاستشارات التي يطلبها مرضى حول حالات إسعافية خفيفة مثل صدمات أو جروح، تقول عبد الله “أولا أطلب من الشخص أن يذهب إلى أقرب مستشفى خوفا من وجود مضاعفات غير مرئية”.
وحول اختلاف الأمراض من بيئة إلى بيئة أخرى، والأدوية التي توصف في كل بلد، وكذلك بالتعامل مع الناس، تشرح عبدالله قائلة “أعمل في الإمارات منذ عشر سنوات، وعملت في مصر 15 سنة، الناس كلها نوع واحد. في مصر يمكن التساهل في البيع. أما هنا فلا يمكن أبدا، خاصة بعد قانون الضمان الصحي، التعامل مع المريض في أي بلد يجب أن تكون جيدة، أما على مستوى الأدوية فهي تختلف حسب نظام الشركات، لكن التركيبة تكون قريبة من بعضها. مثال على ذلك، هنا في أبوظبي، لو جاءتني خادمة تطلب دواء لصاحبة البيت الذي تعمل به، أولا أتصل مع صاحبة البيت وأسألها عما تريد قبل أن أعطي الدواء للخادمة. دائما يتوجب الحذر في العمل لأن الأدوية لا يجب أن توضع إلا بأيدي من يحسن استخدامها”.
سلامة الوصفة
عن تدخل الصيدلي في بعض الحالات وتأكده من سلامة الوصفة، تقول عبدالله “لو لاحظت أن جرعة الدواء كبيرة على المريض من خلال قراءة الوصفة، وقتها أتصل بالطبيب وأقول له رأيي، لأنه يمكن في بعض الأحيان أن يكون الطبيب مرهقا من كثرة المراجعات، فأعرض له وجهة نظري وله حق القبول أو الرفض”.
وعن إتلاف الأدوية في قرب انتهاء مدة صلاحيتها، تقول عبد الله “قبل انتهاء مدة الصلاحية بستة شهور نضع عليها إشارة، ثم نتصل مع شركات الأدوية، منها ما يتلف ومنها ما يسترجع من قبل الشركة المنتجة”.
وحول العلاقة بين صاحب الصيدلية والمتدربين الجدد، تقول “الخريج الجديد تفرض عليه فترة من التدريب، أهم شيء أن يكون عنده الاستعداد للعمل وحب المهنة والالتزام في الدوام وقبول النصيحة، نحن نقبلهم طبعا بعد أخذ موافقة وزارة الصحة، يعملون حسب المدة المخصصة لهم”.
وعن التواصل بين الصيدلي والأطباء وشركات الأدوية، تقول”يجب أن يكون تعاونا كاملا بين الطبيب والصيدلي، لأن أحيانا يكتب دواء غير موجود، فاتصل مع الطبيب وبمنتهى الذوق وأعرفه أن هذا الدواء الذي وصفه غير موجود، في هذه الحالة البعض يكون عنده استجابة ويغير نوع الدواء والبعض لا يرضى، ويكون الحل بيده لكن الطبيب والصيدلي يعملان معا لخدمة المريض. أما عن التواصل مع شركات الأدوية، فهي تتم عن طريق المسؤول عن المبيعات حيث يقوم كل شهر بزيارة الصيدلية ويطلعنا على الأدوية منها ما يكون سيتوقف، ومنها ما هو مستمر أو جديد”.