أبوظبي (الاتحاد)

تنطلق غدا «الثلاثاء» فعاليات «مهرجان هاي أبوظبي» الذي تنظمه وزارة التسامح بالتعاون مع مهرجان الهاي للآداب والفنون، في منارة السعديات بأبوظبي، ويستمر المهرجان على مدى أربعة أيام من خلال أكثر من 112 فعالية ثقافية وفكرية وحوارية وموسيقية وسينمائية مختلفة، يشارك بها أكثر من 99 كاتباً وفناناً من مختلف بلاد العالم، ممن حازوا الجوائز العالمية في مجالاتهم، ليقدم كل منهم إبداعه الخاص، من خلال حوارات حرة تعتمد التعددية وتقبل الآخر.
وقالت عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح: إن احتضان أبوظبي لهذا المهرجان هو تعبير صادق عن مكانتها كحاضنة لكافة الأفكار الخلاقة والمبدعة في كافة المجالات، جنباً إلى جنب احتضانها لقيم ومبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، والتي تمثل المنطلق الحقيقي لأي أنشطة أو برامج أو أحداث، مشيرة إلى أن «مهرجان هاي أبوظبي» ينطلق من منارة السعديات، وفق قاعدة عامة هي احترام الآخر والالتزام بقيم ومبادئ الأخوة الإنسانية التي أقرها العالم انطلاقاً من أبوظبي خلال العام الماضي.

فرصة للتبادل الفكري
ولفتت الصابري إلى أن كافة المشاركين في المهرجان يجمعهم الإبداع والأفكار المبتكرة، وإن اختلفت أديانهم وألوانهم وجنسياتهم، مؤكدة أن المهرجان فرصة لتبادل الأفكار والانفتاح على الجميع، وأن تتاح الفرصة للجميع للتعرف عن كثب على الإمارات وقيمها وحضارتها وتقاليدها، وإبداعاتها ونهضتها ودورها في احتواء أكثر من 200 جنسية مختلفة.
وأضافت الصابري أن الرسالة الرئيسية للمهرجان تكمن في الاحتفاء بالأفكار الخلاقة والمبدعة في مجالات الفنون والموسيقى والأدب والعلوم والسينما، وتسليط الضوء على أهم القضايا العالمية، والتعرف على إبداعات 99 كاتباً وفناناً عالمياً، ترسم كتاباتهم وفنونهم رؤية شاملة لعالم يحتضن الجميع بلا تفرقة ويستوعب كافة الاختلافات، ولذا اخترنا للمهرجان شعار «تخيل العالم»، كما أن المهرجان لا يغفل طلاب المدارس والجامعات حيث يقدم برنامجاً تعليمياً حيوياً يرحب بمشاركة أكثر من 70 مدرسة محلية، بما يضمن إلهام آلاف الطلاب ممن تتراوح أعمارهم بين الـ 7 و16 عاماً من الناطقين باللغات العربية والإنجليزية والهندية والفلبينية، من خلال برنامج يشارك فيه عدد كبير من مبدعي ومفكري وأدباء العالم، إضافة إلى برنامج الجامعات الذي تشارك به سبع جامعات إماراتية ويركز على اكتشاف مواهب الطلبة.
وتابعت الصابري، أن «مهرجان هاي أبوظبي» يضم مبدعين من أكثر من 30 دولة، ومن الأسماء المشاركة بفاعلية الكاتب والمسرحي الكبير وول سوينيكا، المبدع الأفريقي الأهم، والفائز بجائزة نوبل للآداب، والشاعر العربي أدونيس، ومعالي محمد المر، والروائية هدى بركات، والأديب محمد حسن علوان الفائزان بالبوكر العالمية، وغيرهم من الأسماء العالمية البارزة، الذين يضيؤون أيام المهرجان الأربعة من خلال أكثر من 112 فعالية كبرى في أربعة مسارح رئيسية.
وأكدت الصابري، أن «مهرجان هاي أبوظبي» يعد نافذة مهمة على المستقبل، تتيح للناشئة والشباب اللقاء بالمبدعين والمفكرين العالميين لاستلهام تجاربهم وصقل الطاقات الإبداعية لديهم، ورسم صورة للمستقبل الخاص بهم.
حفل الافتتاح
وعن فعاليات اليوم الأول «الافتتاح»، أكدت الصابري أن الافتتاح الرسمي سيكون في الواحدة بعد الظهر، في مجلس التسامح بمنارة السعديات بعرض فيلم تسجيلي عن مهرجان الهاي، ثم يلقي معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، كلمته التي تحدد معالم وآليات عمل وأهداف «هاي أبوظبي»، تتبعها كلمة كريستينا فوينتس المدير الدولي لمهرجان الهاي، ثم كلمة بيتر فلورنس الرئيس التنفيذي لمهرجان الهاي، يتبعه عرض موسيقي تقدمه فرقة موسيقية من ويلز. وأضافت: بعدها يلتقي رواد المهرجان بالجلسة المهمة للمبدع والكاتب الإماراتي الكبير معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب في حوار حول الحياة والكتابة والإبداع، ويحاوره رشيد الخيون تحت عنوان «حياة مع الأدب»، ويحدثنا محمد المر في هذه الجلسة عن حياته التي كرّسها في القراءة والمغامرة في الثقافات والمكتبات الأدبية في العالم.
وأشارت إلى أن الكاتبة بيتاني هيوز تتحدث من خلال «أطلقوا العنان للفن لا للحرب» عن تجربة فريدة واستثنائية عن كيفية إعادة بناء ما دمرته الحرب والصراعات في سوريا الشقيقة، قبل أن يلتقي الجمهور وولي سوينكا، في حوار مع الشاعر وكاتب المسرحيات والروائي، النيجيري المرموق الحائز على جائزة نوبل، والذي يتحدث فيه عن إعادة كتابة التاريخ، وصياغة اللغة، والحروب الثقافية، والهويات المتعددة، ومهمة الروائي في سرد الأحداث، ويدير الحوار: بيتر فلورنس.

الحرية أغنية
وقالت الصابري إن برنامج اليوم الأول يضم أيضاً اللقاء بالفنانة سعاد ماسي في حفل فني تشدو فيه بأغنيات تتناول الحياة والحرية والمجتمع الجزائري برؤية فنية ومبدعة، ثم فاعليات سينمائية مميزة تحت عنوان مهرجان بي بي سي عربي للأفلام «مخرجات سينمائيات من العالم العربي اليوم».
واختتمت الصابري بالتأكيد على أن احتضان أبوظبي لهذا المهرجان العالمي بمثابة رسالة سلام وتسامح إلى العالم أجمع، فعلى أرض الإمارات أزهرت واحدة من أهم التجارب العالمية للتسامح والتعايش.