فرغت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة «أتيك» التابعة لمبادلة للتنمية، من الأعمال الإنشائية لمصنع «جلوبال فاوندريز» في نيويورك، لتبدأ إنتاج أشباه الموصلات منتصف العام المقبل. وقالت رائدة الصرايرة مدير العلاقات الإعلامية - وحدة الشؤون الخارجية في الشركة على هامش مؤتمر صحفي بأبوظبي أمس إن الشركة تقوم حالياً بأعمال تركيب الأجهزة داخل المصنع. واستثمرت «آتيك» 17 مليار درهم (4,6 مليار دولار) في المصنع. بموازاة ذلك، أنجزت الشركة عملية التوسعة في مصنع «جلوبال فاوندريز» في دريسدن بألمانيا، باستثمارات تبلغ 7,7 مليار درهم (2,1 مليار دولار)، وتقوم حالياً بتزويده بالأجهزة والمعدات اللازمة لبدء إنتاج الرقائق الإلكترونية خلال عام 2012، وفقاً للصرايرة. واستثمرت «آتيك» 20 مليار درهم العام الحالي لتطوير صناعة أشباه الموصلات عبر مصانع شركة «جلوبال فاوندريز» التابعة لها بحصة تبلغ 90%. وكانت «آتيك» استحوذت على «جلوبال فاوندريز» العالمية العام الماضي. وقالت الصرايرة إن الشركة أنفقت نحو 45 مليون درهم العام الحالي على عمليات البحث والتطوير لتكون ثاني أكبر جهة في أبوظبي في حجم الإنفاق على الأبحاث. وأضافت أن حجم إنفاق الشركة على البحث التطوير يأتي بالشراكة مع معهد مصدر ومع شركة أبحاث لأشباه الموصلات وجامعات محلية. وفيما يتعلق بمصنع أشباه الموصلات الذي كان من المقرر أن تبدأ الشركة إنشائه بأبوظبي العام المقبل، أشارت الصرايرة إلى أن تراجع الطلب عالمياً على قطاع أشباه الموصلات بسبب الوضع الاقتصادي العالمي غيّر من خطط الشركة الحالية، وقررت تأجيل بناء المصنع إلى موعد غير محدد. وعقدت «آتيك» مؤتمراً صحفياً أمس للإعلان عن أول دراسة من نوعها في المنطقة حول عمليات البحث والتطوير. وأظهرت الدراسة التي أطلقتها «أتيك» بالتعاون مع وحدة المعلومات في إيكونوميست التي تعد أحد أبرز المراكز البحثية الرائدة في العالم، أن الإمارات تعد واحدة من أكثر الدول إنفاقاً على البحث والتطوير في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لمؤشر الابتكار الصادر عن وحدة المعلومات في إيكونومست للعام 2009، فإن بلدان الشرق الأوسط غابت جميعها عن الربع الأول من القائمة، بينما احتلت الكويت المرتبة الأعلى في المنطقة، إذ احتلت الموقع 36 من بين 82 دولة تلتها السعودية في المرتبة 37 ودولة الإمارات بالمرتبة 44. وأوضحت الدراسة أن الإمارات والسعودية وقطر تعكف على وضع رؤية طموحة لنظام اقتصادي مستقبلي قائم على المعرفة حيث تخصص هذه الدول استثمارات ضخمة في سبيل تحقيق تلك الرؤية. وشملت الدراسة التي رعتها «آتيك» نشر تقريرين بعنوان إرساء الأسس: حقبة جديدة من البحث والتطوير في منطقة الشرق الأوسط، وتأسيس مراكز بحثية مبتكرة، حيث بُنيت نتيجة التقريرين على استطلاع آراء 214 مسؤولاً تنفيذياً وشركة من مختلف أنحاء العالم سبق لهم الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال إبراهيم عجمي، الرئيس التنفيذي لشركة استثمار التكنولوجيا المتطوّرة «آتيك»: يأتي تعاوننا مع مركز أبحاث عالمي مثل وحدة المعلومات في إيكونوميست، ورعايتنا للدراسة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط حول عمليات البحث والتطوير، كجزء من التزامنا الكبير والمستمر لدعم ثقافة الإبداع وعمليات البحث والتطوير في إمارة أبوظبي. وأضاف «أصبحت عمليات البحث والتطوير أحد العوامل الرئيسية لنمو وازدهار قطاع التكنولوجيا في العالم. وبفضل تميّز عمل القطاع وعقد شراكات تعاون جديدة واستمرار الإبداع، فإن شركة قيادية مثل غلوبل فاوندريز التي تمتلك آتيك معظم أسهمها، باتت اليوم في موقع تنافسي عالمي». وأكد أن «الاستثمار في هذا القطاع سيدعم ظهور اقتصادات محلية مبنية على المعرفة، وسيستقطب خبرات وكفاءات متميّزة للمنطقة». وبينت الدراسة أن أكثر من نصف الذين استطلعت آراءهم سيعملون على رفع معدلات استثماراتهم في المنطقة في قطاعي البحث والتطوير في غضون الأعوام الثلاثة القادمة. وتناولت أبرز نتائج التقرير، عكف الشركات على ترسيخ وتوسيع حضورهم العالمي في مجالي البحث والتطوير، وتمتع المنطقة بالكثير من العناصر الرئيسية اللازمة لتصبح مركزاً فعّالاً ومستقلاً للأبحاث والتطوير. وشملت أبرز نتائج التقرير بيان أهمية الدور الذي تقوم به الحكومات وأسواق المنطقة في عملية تأسيس مراكز الأبحاث المبتكرة. وأوضحت نتائج التقرير أن وجود أسواق محلية قوية يساعد في جذب استثمارات مشاريع البحث والتطوير. وأكدت الدراسة على ضرورة التنويع الاقتصادي حيث إن قطاع النفط والغاز يقف وراء نحو 80% من عائدات الصادرات في دول مجلس التعاون الخليجي. وبينت الدراسة أن معدل الإنفاق على البحث والتطوير في دول مجلس التعاون الخليجي لا يتجاوز الـ 0,3% من إجمالي ناتجها المحلي. وبحسب الدراسة ، فإن 97% من الاستثمار في قطاع البحث والتطوير يأتي من الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يظهر أهمية مشاركة القطاع الخاص في دعم قطاع البحث والتطوير. وبين التقرير أن دول المنطقة تستثمر بشكل كبير في القطاع التعليمي، إذ استطاعت الإمارات تأسيس 100 جامعة خلال عقدين. وقامت «آتيك» بعقد شراكات تعاون في مجالات البحث والتطوير مع مجموعة من أبرز المؤسسات التعليمية داخل وخارج الدولة، كما أطلقت كرسي الأستاذية لأبحاث أشباه الموصلات في كل من جامعة خليفة وجامعة الإمارات. ونتج عن تعاون «آتيك» مع مؤسسة أبحاث أشباه الموصلات «إس آر سي»، التي تعد من أبرز المؤسسات البحثية في العالم والتي تسعى لدعم الاحتياجات البحثية للقطاع الأكاديمي وفق متطلبات قطاع التكنولوجيا العالمي، تقديم منحة لسبعة فرق بحثية من أربعة جامعات إماراتية. وتمتلك «آتيك» عدة برامج تطويرية متميّزة مثل برنامج النخبة، تهدف لبناء القدرات وتأهيل الكوادر الإماراتية المبدعة لتشغيل وإدارة قطاع أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة مستقبلاً في إمارة أبوظبي.