«كريستيان ديور» تجدد طرح كلاسيكياتها عبر استلهام عن روح جاليانو
توجهت أنظار العالم مؤخراً نحو أسبوع باريس لموضة فن الهوت كوتور لموسمي ربيع وصيف 2012، لترى ماذا ستقدم الدار الفرنسية العريقة “كريستيان ديور” في عرضها الثاني لخط الأزياء الراقية بقيادة المصمم بيل جايتن، بعد تخليها الدراماتيكي عن مصممها المشاغب جون جاليانو إثر اتهامه بتصريحات معادية للسامية، أدت إلى تحويله لمتهم في عيون الآخرين، بعد أن كان ولعقود الفتى المدلل في عالم الموضة والأزياء.
(الشارقة) - من على منصات باريس مدينة النور والجمال، ظهرت التشكيلة الجديدة بتوقيع فريق “كريستيان ديور” المدرب جيداً، تحت إمرة المصمم بيل جايتن، الذي عمل سابقاً لعدة سنوات تحت إشراف جون جاليانو، ليتحقق حلمه المستحيل، ويتحول بين ليلة وضحاها من مجرد مساعد ضمن فريق كبير إلى قمة الهرم، فيقود دار الأزياء الفرنسية الأشهر في العالم.
أناقة متكلفة
من وحي أناقة “مس ديور” عام 1947، جاءت المجموعة الجديدة لفن الخياطة الراقية “الهوت كوتور لموسمي الربيع والصيف القادمين، ليهديها المصمم الواعد جايتن تكريماً لمسيرة هذه الدار العريقة، مستلهماً عناصر جمالية من طراز الأزياء آنذاك، حيث التكلف الشديد في مظهر المرأة كان هو السمة الغالبة، خاصة مع تلك الموديلات التي تغلف قوام المرأة وحنايا جسدها بهالة من الرقيّ والترف.
وظهرت في التشكيلة الأخيرة وجود سمات جلية للأسلوب الكلاسيكي في التصميم، مع هيكلة لطبقات القماش وتركيبها البنائي والهندسي البديع، لتظهر على المنصة مجموعة من العارضات وهن متشحات بقطع وموديلات استعراضية ولافتة إلى حد بعيد، في بعضها لمسات معبرة عن روح “جاليانو” الثائرة وفنه المثير، مع إيحاءات متعددة من زمن الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، لتظهر الباقة بأنماط متعددة منها من تميزت بالتنورة الواسعة المنتفخة بالجيبون، ومنها ما جاءت ضيقة ومستقيمة تلتصق بالقوام وتقولبه، وتراوحت أطوالها ما بين “المدي” و”الماكسي”، مع باقة من القمصان الرومانسية الشفافة من الأورجنزا، وشيء من السترات الصيفية المخصرة والمزينة بحزام يؤطر الوسط، بالإضافة إلى مجموعة من الجوبات الناعمة والمكسرة بتقنية “البليسيه”.
كلاسيكية راقية
جاءت تشكيلة الهوت كوتور الصيفية “لكريستيان ديور” بمسطرة كلاسيكية من الألوان والتدرجات، تركزت في معظمها على الأسود والأبيض والأحمر والرمادي، مع بعض الشطحات اللونية من البيج والبنفسجي والخزامى، كما ظهرت الكثير من القطع التي لعب فيها اللون الأسود مع الأبيض دوراً البطولة، حيث التقيا وافترقا أما على شكل تطريز يدوي بلون مضاد أو من خلال طبقات الأتوال المتراكمة فوف بعضها بعضاً أو امتزجا فقط بخطوط ومربعات مع خلال نسيج القماش، فيما ظهر الأحمر بشكل جذاب ومثير، ولا ننسى حضور الفستان الأسود بهيئته الملكية الوقورة، وعلى الرغم من أناقة هذه الألوان وحضورها القوي، إلا أن المصمم “جايتن” فضل أن لا تظهر كل موديلاته بهيئتها السادة المجردة، بل اعتمد على أسلوب الدمج والتمويه والتطعيم في بعض القطع، فظهرت ألوانها متعددة وغنية إلى حد بعيد، بعضها مقلم أو كروهات كما في تايورات التويد، وبعضها الآخر مرقط ببقع لونية ومطرزات حريرية على الجوب والأطراف، لتنفذ كامل التشكيلة بخامات وأقمشة مترفة ذات قوام متفاوت أحياناً يكون هشاً وخفيفاً متطايراً، وأحياناً يأتي وثيراً ومطواعاً بثقل وغنى، بدءاً من نعومة الحرير، ورفاهية التفتا، وشفافية التّول، وخفة الأورجنزا، ورقة الشيفون، وحبكة الدانتيل مع مرونة الجلد، وشيء من بريق الترتر والباييت ولمسات هفهافة من الريش هنا وهناك.
مكملات الأناقة
اعتمد المصمم بيل جايتن على تشكيلة مقننة ومدروسة من الإكسسوارات المصاحبة لكل قطعة وموديل، حيث خرجت راقية ومحدودة بنماذج منتقاة من الأحزمة المتوسطة العرض والمزينة بأبزيم معدني يحمل علامة “ديور” في الوسط، مع قفازات جلدية وأخرى حريرية طويلة تظهر رشاقة اليد ورقتها، وبعض القبعات الأنيقة للمصمم ستيفن جونز، بالإضافة إلى مجموعة رائعة من الأحذية الراقية ذات الكعوب العالية والرفيعة والمصنعة من جلود مطفية ولامعة تحتضن الأقدام بكلاسيكية وجمال.