برهن فريق الشباب على صدق وصحة ما ذكرناه عقب الجولة الماضية، بأن “الجوارح” هو “الرقم الصعب” أو العلامة المتميزة في دوري هذا الموسم، وأنه أصبح منافساً شرساً، يمكنه اللعب بقوة على اللقب، أو الإسهام في تحديد البطل بنتائجه مع المنافسين، من خلال المستوى الثابت الذي يقدمه والأداء القوي في كل مباراة، وهو ما تأكد في مواجهة الشباب مع الجزيرة حامل اللقب، التي استطاع من خلالها تضييق الفارق بين المتصدر، وكل من ينافسه ليخدم قوة سباق الصدارة، ويزيده إثارة في مباراة، يمكن اعتبارها نقطة التحول الأهم في الدوري. لعب الشباب من البداية بطريقته المعروفة 4-2-3-1، ولعب الفريق كعادته وحدة واحدة، مع عدم منح لاعبي الجزيرة المساحات الكافية، لتشكيل خطورة على مرمى سالم عبد الله، أو تناقل الكرة، وتبادل المراكز بشكل جيد، مع قيام لاعبي الوسط في الشباب دائماً بالدورين الدفاعي والهجومي بشكل جيد، بأداء جماعي متوازن، مع نجاح الثنائي سياو وسيزار، ومن خلفهما فيلانويفا في تشكيل ضغط هجومي مستمر باتجاه المرمى “الجزراوي”، خاصة في ظل ظهور بعض الارتباك في خطوط حامل اللقب. ودائماً ما ترهق طريقة الشباب لاعبي الفريق المنافس، وهو ما حدث أمام الجزيرة من خلال التحول من الهجوم إلى الدفاع والعكس، مع وجود حالة من الالتزام الكبير من اللاعبين لتنفيذ فكر بوناميجو بتضييق المساحات على لاعبي الجزيرة، الذي لعب بطريقته الخاصة المشتقة من 4-4-2 وهي 4-2-2-2، ذلك من أجل منع تقدم دياكيه وسبيت خاطر، وإيقاف خطورة باري وأوليفييرا بشكل جيد، وذلك من خلال لاعبي الوسط، الذين كانوا بمثابة خط الدفاع الأول لإيقاف التتابع الهجومي المعروف عن الجزيرة من الدفاع إلى الوسط إلى الخط الأمامي. ولم يكن دفاع الجزيرة في الحالة التي تسمح له بمواجهة هجمات الشباب في الشوط الأول، الذي شهد تسجيل “الجوارح” لهدفين دون أي رد من جانب الجزيرة، وقد يكون ذلك هو ما جعل مهمة أصحاب الأرض أسهل نسبياً في الشوط الثاني، رغم قدرة الجزيرة على التعديل والوصول بالنتيجة إلى 2 - 2، ولكن ذلك حدث بعد أن فقد الفريق “المبادرة” التي كان يتفوق بها في مبارياته السابقة، وتربك حسابات المنافس، وهو ما تعرض له هو بطريقة عكسية أمام الشباب. ومثلما أكد فريق الشباب جدارته في لقاء الجزيرة أكد مدربه بوناميجو أيضاً كفاءته وقدرته على التعامل مع كل الظروف، من خلال التفاعل مع أحداث اللقاء، وعدم ترك فرصة للمنافسه للسيطرة على مجريات الأمور، وهو دائماً يجيد التعامل مع تقلبات المباراة وعمل التغييرات المطلوبة، وذلك في مواجهة فريق كبير ومدرب قدير هو البلجيكي فرانكي، الذي قاد المباراة بكفاءة أيضاً، ولولا طرد خالد سبيل في الدقيقة 68، لكان من الممكن الخروج بالتعادل على الأقل، ومنع الهدف الثالث الذي جاء قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة، في ظل تأثر دفاع الجزيرة بالنقص العددي في الجوانب الدفاعية. لعب الجزيرة في الشوط الثاني بصورة أفضل كثيراً من الأول، وكان هدفا دياكيه وباري أفضل تعبير عن ذلك، رغم استمرار الندية الهجومية من الشباب، من خلال الفرص التي أتيحت للأوزبكي المتميز حيدروف وجوليو سيزار، قبل أن يحرز سياو هدف الفوز، وهي المرة الأولى التي نشعر فيها بمعاناة الجزيرة فعلياً في دوري هذا الموسم، وذلك بعد أن وصل لاعبو الشباب إلى المرحلة التي يمكنهم معها الوقوف في مواجهة أي فريق بعد التميز المحلي والحصول على بطولة الخليج للأندية، التي نقلت الفريق من مجرد فريق يشاغب في منطقة الوسط إلى منافس شرس على القمة وأحد أقطاب سباق اللقب.