سامي عبدالعظيم (رأس الخيمة)

يعاني معظم لاعبي «الهواة» من عدم التفرغ، ويدفعون الثمن بالمجهود المضاعف بين «الدوام» والتمارين والمباريات، ما يؤدي إلى صعوبات عدة تؤثر في مردودهم أثناء الموسم، وربما تتطور الأمور إلى الإصابات، بسبب غياب الحلول التي يمكن أن تؤدي للواقع الذي يلبي التوقعات.
ويضطر بعض اللاعبين لعدم حضور التدريبات التي تقام منتصف الأسبوع لظروف ارتباطهم بالعمل في المؤسسات المختلفة في مدن عدة، بينما يلجأ البعض الآخر إلى التنقل بين 4 إمارات بين الدوام والمنزل والنادي، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى المنزل، استعداداً ليوم جديد من الجهد الشاق.
وأكد عبدالغني المهري، مدرب مصفوت السابق، أن عدم التفرغ يؤثر بشكل كبير في الرياضيين بشكل عام، وعلى مستوى الدرجة الأولى بشكل خاص، الأمر الذي يضعنا أمام حالة سلبية، من شأنها التأثير في مستوى اللاعب أثناء المباريات، لغياب التركيز الذهني المطلوب للاعبين يعملون في وظيفتين، مشيراً إلى أنه لاحظ أثناء المباريات تأثر معظم اللاعبين بهذا الأمر، جراء ما يحدث في الملعب.
ودعا المهري للبحث عن الحلول المناسبة لهذا الموضوع عبر إصدار قوانين جديدة، من شأنها الحد من التأثير السلبي لهذا الموضوع، وذلك للحد من الخسائر المرتبطة بهذا الأمر، خصوصاً أن الحديث مرتبط بالمصلحة العليا للرياضة الإماراتية على مستوى أندية الدرجة الأولى، أو بالحديث عن الرياضات الأخرى.
وقال يوسف المنصوري، مدرب حراس نادي دبا الحصن، إن اللاعبين في الأولى يعانون بشكل كبير، بسبب عدم التفرغ، إثر الإجهاد الذين يتعرضون له، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابات، رغم أن مباريات الدرجة الأولى في يومي الجمعة والسبت، مشيراً إلى أنهم يسعون لتخفيف الأحمال التدريبية أثناء التدريبات لضمان عدم تعريضهم لخطر الإصابات، لكن مع ضرورة البحث عن مخرج لهذه المشكلة التي تؤدي إلى سلبيات كثيرة لا حصر لها.
وأضاف: «الوظيفة مهمة للاعب، ويحرص عليها لأنه حالياً في وضع «الهاوي»، والعائد المالي الذي يحصل عليه لا يكفي طموحه، ولذلك يسعى للمحافظة على وظيفته، وفي الوقت نفسه يتمسك بالمشاركة في التدريبات والمباريات، لأنه يهوى كرة القدم ويجد صعوبة كبيرة في الابتعاد عن هذا المجال الرياضي المهم بالنسبة له، رغم أنه يبذل الكثير من الجهد في الحالتين».
وأشار خيري خلفان، إداري فريق الحمرية، إلى أن الحديث عن هذا الموضوع منذ سنوات طويلة قد تصل إلى 20 عاماً، على أقل تقدير، من دون أي حلول عملية يمكن أن تؤدي للواقع الذي يمثل الحل المناسب، في ظل المعاناة الكبيرة للاعبي الدرجة الأولى والتنقل مسافات طويلة بين الدوام والتدريبات والمباريات.
وأكمل: «نشعر بالمعاناة الواضحة للاعبين في كل الأندية بالدرجة الأولى، وهناك تضحية كبيرة من شأنها مساعدة اللاعب على الالتزام بدوامه الرسمي والمشاركة في البرنامج الخاص بالإعداد للاستحقاقات الرسمية أثناء الموسم، وسبق لنا مواجهة هذا الواقع، وكان بمثابة تحدٍ كبير، لأن كرة القدم تمثل حالة خاصة من العشق الرياضي الذي يستدعي التضحية، رغم المخاطر المرتبطة بهذا الأمر، نتيجة للإصابات المحتملة التي يمكن أن تطال اللاعبين».
ووصف عبدالرحمن لاميدو، مدرب حراس العربي، عدم التفرغ بأنه يمثل سبباً مهماً في الظروف المرتبطة بالإصابات وتضاؤل المستوى الفني في التدريبات والمباريات، لأن اللاعب يجد نفسه أمام واقع غير جيد، ولا يستطيع الالتزام بالحضور في الوقت المحدد للحصص التدريبية، لأنه يضطر إلى قطع مسافة طويلة من مقر عمله إلى النادي الذي ينتمي إليه، لكونه مرتبطاً بعقد يلزمه بالحضور والمشاركة في التدريبات.
وأشار إلى هذا الوضع يجسد مقولة «الهواة» بشكل كبير، ويكرس لغياب الاحتراف بدرجة 80 % ولا يحفز على تغيير الواقع؛ بسبب استمرار المشكلة.