أعربت المفوضية الاوروبية، عن استعدادها لمساعدة الحكومة الاسرائيلية المقبلة، شرط أن توافق على مبدأ قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يرفضه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء المقبل· وأكد عدد من وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي للنسخة الألمانية لصحيفة ''فاينانشيال تايمز'' الصادرة امس، أن أوروبا ستضطر لتعليق المحادثات التي تم الاتفاق عليها العام الماضي، بشأن تعميق العلاقات مع إسرائيل، إذا لم تبذل حكومة نتنياهو جهودا واضحة في اتجاه حل إقامة الدولتين· ودعت تركيا، الائتلاف الإسرائيلي الجديد إلى التخلي عن الخطاب المتشدد، بينما قال نتنياهو امس الاول، انه لا يتوقع ضغوطاً أميركية بشأن استراتيجية حكومته للتعامل مع قضية السلام· وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو امس، في رسالة الى نتنياهو، ان ''المفوضية الاوروبية ترحب بفكرة العمل مع الحكومة الاسرائيلية المقبلة بهدف تطبيق اجندة مشتركة''· واضاف باروزو ان المفوضية ''مستعدة لمساعدتكم ودعمكم في سعيكم الى ارساء السلام والازدهار والامن لشعوب اسرائيل والمنطقة، على اساس دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب''· ويعارض نتنياهو قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويريد ''فقط'' ان يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي واسع، وهو امر يرفضه الفلسطينيون· ويدعو نتنياهو الى ''سلام اقتصادي'' ينص على تحسين ظروف عيش فلسطينيي الضفة الغربية على الصعيدين الامني والاقتصادي· كما يدعو من جهة اخرى الى مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة· وتوقعت مصادر في الاتحاد الأوروبي، أن تشهد علاقة الاتحاد بالحكومة الاسرائيلية المقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو، حالة من البرود إذا لم تعمل تلك الحكومة من أجل عملية السلام مع الفلسطينيين· وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن للصحيفة: ''الامر واضح تماما: إذا حدث هذا، فلن نحتاج للحديث عن تطوير العلاقات''· واتخذ وزير الخارجية البرتغالي لويس أمادو موقفا مشابها، حيث بعث برسالة إلى نظيره التشيكي كارل فون شوارزنبرج الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، قال فيها إنه يتعين على الاتحاد ''إعادة النظر'' في مسألة تعميق العلاقات مع تل ابيب، في حال لم توقف إسرائيل بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية، ولم تؤكد التزامها الواضح بعملية السلام· وأكد وزير خارجية فنلندا الكسندر شتوبو وجود ''ارتباط واضح بين تعميق العلاقات (مع إسرائيل) وعملية السلام''· وحذر شتوب من أن يخاطر الاتحاد بالاساءة إلى سمعته من خلال ''الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بشروط سبق ووضعناها''· وحذر الرئيس التركي عبدالله جول امس كل أعضاء حكومة إسرائيل المقبلة من استخدام اللغة المتشددة التي اعتادوا استخدامها، وقال للصحفيين في بروكسل : ''نتوقع أن نرى تغيراً في الخطاب الذي كانوا يستخدمونه في المعارضة··· أما إذا تكررت تلك البيانات وأصبحت سياسة الحكومة، فعلي أن أحذر من أن الامور سوف تأخذ منحنى باتجاه الأسوأ، وسوف تسهم بمزيد من المعاناة''· وقال جول بعد محادثات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في أول زيارة لرئيس تركي لمقر الاتحاد: ''أتوقع من قادة إسرائيل التصرف بمسؤولية'