نتنياهو: مكالمة أميركية مفاجئة أوقفت تمديد تجميد الاستيطان
زعم رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس رغبته في السلام، مدعياً مسؤولية الجانبين الفلسطيني والأميركي عن توقف المسار الفلسطيني بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، ومستنكراً مطالبة سوريا بجميع أراضي هضبة الجولان السورية المحتلة في مفاوضات المسار السوري المجمدة.
في المقابل، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده لمواصلة مفاوضات السلام، بشرط وقف الاستيطان. وقال بعدما التقى نظيره التونسي زين العابدين بن علي في تونس “إننا دائما وأبداً مستعدون للسير في المفاوضات. إننا نقوم بدبلوماسية واسعة من أجل أن تعود المفاوضات مع وقف الاستيطان، ولكن الولايات المتحدة لم تتمكن من حل هذه المسألة”.
وقال نتنياهو أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” في القدس المحتلة إن الحكومة الإسرائيلية اتخذت خطوات عديدة لدفع مسيرة السلام إلى الأمام، في حين لم يتقدم الفلسطينيون في طريق السلام!.
كما أن الفلسطينيين قدموا إلى المفاوضات قبيل انتهاء تلك الفترة والموضوع الوحيد الذي طرحوه هو مواصلة تجميد البناء في المستوطنات”.
وأضاف: “المشكلة ليست المستوطنات وإنما عدم استعدادهم للاعتراف بإسرائيل بصفتها دولة يهودية”.
وأضاف: «كانت إسرائيل مستعدة لتمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة أشهر أخرى، ولكن الإدارة الأميركية قررت في نهاية المطاف عدم السير في هذا الاتجاه».
وقال “أخبرت (الرئيس الأميركي باراك) أوباما بأنني مستعد للجوء إلى مجلس الوزراء والضغط من أجل الموافقة، لكنني تلقيت مكالمة هاتفية مفاجئة من الأميركيين تفيد بتوقفهم عن المطالبة بتمديد التجميد وهذا قرار صحيح في رأيي”
وتابع “قالت الولايات المتحدة إن التجميد لمدة ثلاثة أشهر لن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، بل سيؤدي إلى طريق لانهاية له من التجميد تلو التجميد، وأنني وافقت على هذا الرأي”.
وذكر نتنياهو أنه يبحث إقامة سياج أمني إسرائيلي على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة. وقال “ربما يتعين علينا أن نمدد السياج الحدودي الذي نقوم ببنائه على طول الحدود المصرية لتفادي التسلل من الدول الأخرى. الخطة تقضي ببناء السياج في منطقة وادي عربة على طول الحدود الأردنية”. وأضاف “نواجه خطر توغل نفوذ إيران في مناطق الضفة الغربية عبر الأردن، مما يستلزم وجوداً إسرائيلياً لسنوات طويلة في غور الأردن”.
وقال نتنياهو: “إن إسرائيل معنية بمفاوضات مع سوريا، ومستعدة لبدئها، ولكن سوريا تطالب بجميع الأراضي السورية المحتلة قبل بدء التفاوض”.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لأعضاء “حزب الليكود” الإسرائيلي بزعامته في القدس المحتلة “هدفنا واحد هو تعزيز الأمن والوصول إلى السلام”. وذكر أن مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط ومسؤولين أميركيين آخرين سيصلون هذا الأسبوع إلى فلسطين المحتلة ليبحثوا مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين سبل إحياء مفاوضات السلام.
وتكذيباً لنتنياهو، ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين تسلموا مؤخراً وثائق رسمية قدمها لهم مسؤولون فلسطينيون تتضمن المواقف الفلسطينية بشأن جميع القضايا الجوهرية العالقة، ولكنهم امتنعوا عن دراستها أوالرد عليها. وأوضحت أن ذلك يتناقض تماماً مع تصريحات نتنياهو بأن حكومته مستعدة لمناقشة جميع تلك القضايا.
في غضون، هدد كبار وزراء “حزب العمل” الإسرائيلي بالانسحاب قريباً من الحكومة الائتلافية الإسرائيلية بسبب جمود عملية السلام، مؤكدين صراحة أنهم فقدوا الثقة في نتنياهو.
وذكرت صحيفة “معاريف” أن وزير الأقليات أفيشائي برافرمان ووزير الشؤون الاجتماعية إسحق هرتسوغ ووزير الصناعة والتجارة والأيدي العاملة بنيامين بن أليعازر انتقدوا بشدة أمس الأول رئيس الحزب، وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك قائلين إن مشاركة الحزب في الحكومة التي يعززها هو قد وصلت إلى نهايتها.
وقال بن أليعازر “إن هذه الحكومة بتركيبتها الحالية لن تكون موجودة في شهر أبريل المقبل.
وذكر برافرمان وهرتسوغ أنهما نجحا في تجمع التواقيع الكافية لإلزام باراك بعقد اجتماع للجنة قيادة الحزب من أجل اتخاذ قرار الانسحاب من الحكومة وهما يطالبان الآن بعقدها في غضون شهر واحد.
الاحتلال يهدم منزلاً في القدس ويعتقل فتَيين فلسطينيين
رام الله، غزة (الاتحاد، وكالات) - هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس منزل عائلة فلسطينية في القدس المحتلة وشردت قاطنيه. وذكر شهود أنه تم هدم منزل عائلة صيام المكونة من 6 أفراد في منطقة التلة الفرنسية بضاحية العيسوية المقدسية، بالكامل وترك أصحابه في العراء.
في الوقت نفسه، سلمت سلطات الاحتلال 15 من أهالي منطقة عرب الزايد البدوية شمال أريحا جنوبي الضفة الغربية المحتلة إخطارات بإزالة بيوتهم ومسجدهم وعمود إنارة هناك. وقال محافظ محافظة أريحا والأغوار ماجد الفتياني “إن هذه الإخطارات استمرار لنهج إسرائيلي همجي ومحاولات لاقتلاع وتهجير سكان الأغوار الفلسطينية وتهويد المنطقة”.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال فتى فلسطينياً على حاجزها العسكري قرب مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين وسط القدس المحتلة واقتادته إلى مركز التوقيف والتحقيق في المسكوبية غرب القدس المحتلة. كما قدمت نيابة الاحتلال لائحة اتهام ضد طفل آخر خلال جلسة لمحكمة الصلح في المركز ذاته تتهمه فيها برشق جنود الاحتلال على حاجز مخيم شعفاط بالحجارة.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتى مجد طه علي التميمي (16 عامًا) من أمام منزله وسط قرية النبي صالح قُرب رام الله. وأوضح شهود عيان أن جنود الاحتلال داهموا القرية وباشروا تجريف الأرض حول مدخلها لتوسيع الثكنة العسكرية الإسرائيلية هناك وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان الذين اشتبكوا معهم ورشقوهم بالحجارة لصدهم.
وحذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس من كارثة بيئية ستنجم عن إقامة سلطات الاحتلال مكباً لنفيات المستوطنات في منطقة غرب نابلس، وذكر أن جرافات ترافقها قوات كبيرة من جنود الجيش الإسرائيلي بدأت تجريف الأراضي التابعة لقرى قوصين ودير شرف وبيت وزن غربي لإقامة مكب لنفايات المستوطنات المحيطة بها. وحذر من خطورة المكب على القرى و البلدات الواقعة بين نابلس و طولكرم وتأثيره الضار على المياه الجوفية هناك، كونها منطقة كانت تكثر فيها الكسارات والصخور المتشققة.
وذكرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية خلال تقرير سنوي أصدرته أمس أن الاعتداءات الإسرائيلية خلال العام الماضي أسفرت عن مقتل قتل 107 فلسطينيين، بينهم 10 أطفال و4 نساء وأسيران وصحفي، وإصابة نحو 1000 آخرين بجروح وهدم 63 منزلاً في القدس وضواحيها. وقالت 125 ألف فلسطيني في القدس باتوا مهددين بفقدان حق إقامتهم في المدينة بفعل جدار الضم والتوسع العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية حيث، يقطنون الآن في أحياء خارج الجدار بلا حقوق مدنية أو خدمات.
المصدر: رام الله