عادت بتروتشاينا (شركة النفط التي تملك الحكومة الصينية معظمها) لتسبق من جديد اسكون موبل الأميركية وتعتلي مركز أكبر مجموعة طاقة مسجلة في العالم من حيث قيمتها السوقية. ولم يستغرق الأمر سوى أقل من عام لتعود المجموعة وتنتزع الحصة الكبرى التي كانت قد فقدتها خلال الأزمة المالية عام 2008 حين انهارت أسعار النفط وفر المستثمرون إلى الأمان المنشود في شركات النفط الدولية مثل اكسون موبل وشيفرون تكساكو الأميركيتين ورويال دتش شل وبي بي المتمركزتين في أوروبا. وهُناك شركات نفط وطنية أخرى استطاعت أن تعود إلى مراكزها السابقة التي كانت قد خسرتها لصالح شركات دولية منافسة. يذكر أن بتروبراز البرازيلية تشغل مركز رابع أكبر شركة نفط في العالم وروزنفت في الترتيب الثالث عشر. إذ شهدت كلا الشركتين زيادة قيمتها السوقية بأكثر من الضعف عام 2009 بحسب بيانات أعدها مكتب بي اف سي اينرجي للاستشارات الصناعية المتمركز في واشنطن. وتكشف الدراسة أن شركات النفط الوطنية زادت قيمتها السوقية بنسبة متوسطها 66 في المئة عام 2009. هذا في الوقت الذي لم تزد فيه القيمة السوقية لأكبر ست شركات نفط دولية سوى أقل من واحد في المئة فقط. وارتفع إجمالي القيمة السوقية لأكبر 50 مجموعة طاقة 35 في المئة إلى 3900 مليار دولار حيث انتعشت أسعار النفط بشكل كبير وعادت إلى الصعود مجدداً من مستوياتها الدنيا حول 30 دولارا للبرميل التي بلغتها في مطلع عام 2009 إلى 80 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام ذاته. وتلفت نتائج الدراسة إلى بداية تحول قوة الدفع من شركات نفط دولية غربية طالما هيمنت على القطاع إلى شركات حكومية في كل من الصين والبرازيل وروسيا، وكانت بتروتشاينا قد حصلت على المركز الأول من حيث القيمة السوقية عام 2007 ولكنها خسرته عام 2008. في ذلك قال روبين ويست رئيس بي اف سي اينرجي أن النتائج تشهد تحولاً أساسياً تجاه أسواق الطاقة الصاعدة مثل الصين والمناطق التي يمكن أن تمد تلك الأسواق مثل روسيا والبرازيل. وأضاف روبين أن التحول يقاس بتريليونات الدولارات وهو ما يعتبر أمراً لافتاً للنظر. وأن تلك الشركات الجديدة أصبحت شركات ناجحة عالمياً. غير أن روبين حذر من أن بعض شركات النفط الحكومية لا تلتزم بذات المعايير التي تراعيها كبرى الشركات الغربية وأنها (الشركة الحكومية) لا تزال تعتبر مرهونة بمخاطر، وبالتالي تعلو قيمتها السوقية وتهبط مع أسعار النفط. وكثيراً ما ينجذب المستثمرون لشركات نفط حكومية بسبب أن لها عدداً من المزايا لا تتوفر عادة لشركات النفط الدولية، فهي إما تمتلك أو تهيمن على احتياطيات نفط وغاز أعلى بكثير مثلما هو حال بتروبراز وروزنفت أو ترتبط بأسواق استهلاكية ضخمة وتستفيد من سخاء حكوماتها وطموحاتها العريضة مثلما هو حال بتروتشاينا. وعلى العكس من ذلك تشق شركات مثل اكسون موبل وشل وتوتال طريقها بصعوبة نحو زيادة مستويات الإنتاج والعثور على احتياطيات جديدة. وحتى لو كان ترتيب المراكز يشمل استحواز اكسون على شركة اكس تي أو في صفقة حجمها 31 مليار دولار أعلنت بالفعل، ولكنها لم تتم بعد خلص مكتب بي اف سي الاستشاري إلى أن بتروتشاينا ستتجاوز أيضاً المجموعة الأميركية من حيث القيمة السوقية. ويقول بعض المحللين إن القدرة على اختراق الأسواق أهم عموماً من الخبرة الفنية والإدارية الأفضل التي تكفلها شركات النفط الدولية. عن “فايننشيال تايمز”