المشاركة في حكومة البشير «قفزة في الظلام»
وصف حاتم السر القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) بزعامة مرشد الطائفة الختمية، محمد عثمان الميرغني، مشاركة الحزب في التشكيل الحكومي الجديد بأنها “خطوة متسرعة بمثابة قفزة في الظلام”، مؤكدا أن نجاح الشراكة بين حزبه وحزب “المؤتمر الوطني” الحاكم بزعامة رئيس البلاد عمر البشر، “يبقى مرهونا بقبول (الوطني) شروط التحول الديمقراطي، والذي يتطلب إجراء انتخابات مبكرة نزيهة وقبول مبادرة الوفاق الوطني التي طرحها الحزب الاتحادي ودعمها إشراك الأحزاب الوطنية في السلطة”.
وكشف حاتم السر في حديث خاص لـ”الاتحاد” أن الحكومة الجديدة ستعمل على تنفيذ برنامج جديد يختلف تماما عن البرنامج الانتخابي للحزب الحاكم.
وقال إن الحزب الاتحادي يدعو إلى مدنية الدولة وعدم المتاجرة باسم الدين، والتحول الديمقراطي التام، وكفالة الحريات، ولديه رؤية اقتصادية خاصة، أدخلها في البرنامج العام الجديد.
وأضاف أن البرنامج الجديد لن يؤيد سياسات الإسلام السياسي التي استغلت الشريعة الإسلاميّة ثم أساءت إليها بالتجارب الخاطئة وشدد على أن اتفاق الحزبين تم على قضايا تنفيذية، وليس إيديولوجيا بحال من الأحوال.
وأشار إلى أن تفاصيل برنامج العمل المشترك للحزبين سيتم الإعلان عنه رسميا بعد أن يتم اختصاره من قبل لجنة مختصة.
وأقر القيادي الاتحادي، بأن مشاركة الحزب في حكومة البشير الجديدة “شكلت صدمة لأحزاب المعارضة وجماهير الحزب الرافضة لمبدأ المشاركة الثنائية”، وقال “يبقى التحدي والمحك هو إلى أي درجة يستطيع الحزب من خلال مشاركته تحقيق تطلعات جماهير الشعب السوداني التواقة للتغيير وتحقيق الوفاق الوطني الشامل”.
لكنه في الوقت ذاته نفى وقوع حالات انشقاق في أوساط الحزب، ووصف ما يدور في أروقته بأنه “خلاف في وجهات النظر”.
واعلن حاتم السر الذي ترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الأخيرة بالسودان عبر صحيفة “الاتحاد” رفضه تولي أي منصب في التشكيل الجديد، لكنه في الوقت ذاته أكد التزامه بقرار الحزب الذي اختار المشاركة.
وأكد أن الحزب لم يتوصل بعد إلى اتفاق مع حزب المؤتمر الوطني حول تمثيله في مجلس الوزراء الاتحادي وحكومات الولايات، وأنه سبق أن رفض عروضا غير مناسبة في هذا الشأن واشترط تحسينها لقبول المشاركة.
وقال إن الحزب لا يكترث لعدد المقاعد المخصصة له في الحكومة المقبلة أو حتى تغييبه عنها، لكنه يتطلع لتنفيذ برنامجه الوطني عبر المشاركة أو التزام الحزب الحاكم بتنفيذه لوحده فالمهم هو كيف يحكم السودان وليس من يحكمه.
وأكد أن الحزب الاتحادي متمسك بقناعته بشأن تزوير المؤتمر الوطني للانتخابات الأخيرة في السودان، وقال: هناك اعتراف ضمني من الحزب الحاكم بذلك والرئيس البشير اعترف بـ (تفويزهم) لوالي النيل الأزرق السابق مالك عقار لكنه سكت عن التزوير في جنوب السودان.
وعن أولويات حزبه في الحكومة المقبلة قال حاتم السر إنه يتجه لحل قضايا المواطن وإيقاف الحرب، وتحقيق التحول الديمقراطي، ودعم الاقتصاد بسياسات إنتاجية وترميم العلاقات الخارجية ومؤسسات الدولة والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن ديمقراطية ثانية في السودان باعتباره أمرا يتوقف على استجابة الوطني لشروط تحقيقه.
وتوقع حاتم السر أن يمرر الحزب الحاكم ملف الأزمة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى ممثلي حزبه في الحكومة بعد أن فشل في إدارته، مشيرا إلى أن مبادرة يقودها رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني في هذا الشأن ستجد طريقها للجهاز التنفيذي.
وحث النظام في الخرطوم على البحث عن طرق قانونية للتعامل مع المحكمة الجنائية بعيدا عما وصفه بـ” العنتريات والتشنجات” لمنع تفاقم الأزمة، وذلك بإجراء تحقيقات عادلة ومقنعة للمجتمع الدولي.
المصدر: الخرطوم