حسونة الطيب (أبوظبي)
بعد سنة للنسيان، يتطلع قطاع صناعة الرقاقات العالمي للانتعاش خلال العام المقبل، في الوقت الذي يساعد فيه إطلاق تقنية الجيل الخامس التي تدعم الهواتف النقالة الذكية ومراكز البيانات، على رفع معدلات الطلب. وأسهم هذا التفاؤل، في الدفع بعجلة النمو في سوق الرقاقات، حيث زاد سعر شراء سهم «سامسونج إلكترونيكس»، أكبر شركة في العالم لصناعة الرقاقات، بنحو 9% منذ بداية نوفمبر، وفقاً لصحيفة فايننشيال تايمز.
كما ارتفعت في الوقت نفسه، أسهم كل من «إس كي هينكس» الكورية الجنوبية أيضاً، بنحو 13%، بينما حققت ميكرون الأميركية، ارتفاعاً وصل إلى نحو 14% في سعر أسهمها. ويتوقع المستثمرون والمحللون والجهات الفاعلة في القطاع، نهاية دورة النمو هذه في بعض الوقت، خاصة أن الحرب التجارية الدائرة بين أميركا والصين، جعلت من الصعوبة التنبؤ بطلب الرقاقات، بجانب عرقلتها لطرح تقنية الجيل الخامس، الجيل المقبل للإنترنت المحمول.
لكن تأكدت إشارات النمو لعام 2020، عبر شركة «ميكرون تكنولوجي» التي أعلنت عن نهاية أسوأ فترة للركود. وتراجعت أسعار الرقاقات خلال الـ 12 شهراً الماضية، نتيجة لفائض العرض في الأسواق وانخفاض الطلب، في وقت تقلصت فيه مبيعات الهواتف الذكية. وتتوقع الشركة، مبيعات قوية خلال الربع الأخير من هذا العام بمبيعات، ربما تناهز 4.8 مليار دولار. ويرى المحللون، أن سوق مراكز بيانات الحوسبة السحابية الجديدة، ربما تستمر في النمو، رغم احتفاظ العديد من شركات تصنيع الرقاقات، بمستويات كبيرة من المخزون، واحتمال جلب الحملة الانتخابية الأميركية للعام 2020، للمزيد من التوترات التجارية.
وقال جي جي بارك، مدير قسم البحوث في «جي بي مورجان» في سيؤول: «نحن متفائلون بشأن مستقبل سوق الرقاقات، حيث من المرجح انتعاش أسعار ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية خلال الربع الأول من العام 2020، أي قبل ربع من الوقت المتوقع. وبلغت مستويات تخزين الرقاقات الحد العادي بالفعل، مع تعافي الأسعار خلال الربع الأخير من العام الجاري».
وانخفضت مبيعات الرقاقات على الصعيد العالمي، بنسبة قدرها 13% في أكتوبر الماضي، إلى 36.6 مليار دولار، بالمقارنة مع السنة الماضية، لكنها ارتفعت بما يقارب 3% عن الشهر الذي سبق، بحسب رابطة صناعة الرقاقات. وتتوقع الإحصاءات الدولية لتجارة الرقاقات، تسجيل سوق الرقاقات، لنمو بنحو 6% خلال العام المقبل.
وأكد تقرير نشرته مؤخراً مجموعة «سي إل إس إيه» لأسواق المال والاستثمارات، أن طرح تقنية الجيل الخامس والدورة القوية لاستثمارات مراكز البيانات، يشير لتوفر ظروف أفضل لطلب الرقاقات في 2021.
وتضيف آخر التقارير الواردة من كوريا الجنوبية والمتعلقة بالصادرات، لبوادر تدل على بطء نمو القطاع. وتشكل أشباه الموصلات، النسبة الأكبر في الصادرات الكورية، حيث تستحوذ على 20% من صادرات البلاد. وانخفضت قيمة الصادرات من كوريا، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، بنحو 2% خلال ديسمبر، بالمقارنة مع السنة الماضية، حيث تراجعت صادراتها من أشباه الموصلات بنسبة قدرها 16.7، في إشارة مبكرة للظروف التي يمر بها قطاع سلاسل توزيع الإلكترونيات في المنطقة.
لكن وفي مصانع الإلكترونيات في كوريا الجنوبية، التي تمثل قلب سلاسل توزيع الإلكترونيات، لم يقتنع المديرون بعد بانتهاء المعاناة. وأشارت «سيوكوانج تكنولوجي»، الشركة العاملة في تصنيع أجزاء معدات أشباه الموصلات، لبدء ارتفاع الطلب في منتصف أكتوبر، رغم أنه منخفض بنسبة 10%، مقارنة مع الفترة نفسها السنة الماضية. وتخطط الشركة لإرجاء استثماراتها، لحين انقشاع سحابة بطء النمو، خاصة أنها غير مطمئنة لقوة التعافي ومدى استدامته.