«آبل» تحجب التطبيقات المسيئة للأطفال على «آي فون»
أطلقت شركة “آبل” مؤخراً حملة واسعة حجبت من خلالها عشرات التطبيقات أو الوظائف التي يتميز بها جهاز الموبايل الذكي واسع الانتشار “آي فون” والتي تتضمن مشاهد ذات إيحاءات مثيرة للغرائز. وشمل الحظر كل التطبيقات التي تظهر فيها النساء والفتيات بمظهر غير محتشم كأن يرتدين لباس البحر المؤلف من قطعتين أو الملابس الداخلية.
وجاءت هذه التي تمّ تنفيذها بالفعل، لتشكل مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لمشغلي خدمات الموبايل وبعض الشركات التي تهتم بالاستثمار في بعض وظائف الموبايل.
وبالرغم من أن “آبل” عمدت إلى حجب تطبيق “الأصابع القذرة” Ditry Fingers عن الجهاز “آي فون”، وهو برنامج عامر بالإيحاءات والمشاهد والوظائف التي تخدش الحياء، إلا أنها أبقت على برامج أخرى لا تقل عنه انحرافاً وبما أثار استغراب الشركات التي تستفيد من تشغيل هذه البرامج. وبدا للمراقبين وكأن “آبل” أرادت أن تتبنّى سياسة رقابية ذاتية تتميز ببعض المرونة على برامجها التطبيقية الموظفة في خدمة الموبايل “آي فون”. وعندما سئل أصحاب القرار في شركة “آبل” عن مغزى هذا الإجراء ودوافعه، قالوا إنه يأتي في إطار استجابتها لشكاوى ونداءات وجّهت إليها من مستخدمي مخزن آبل للتطبيقات “آبل ستور”.
ويفسّر فيليب شيلير مدير قسم التسويق العالمي في شركة “آبل” ما حصل بالإشارة إلى أن الشركة لاحظت خلال الأسابيع الأخيرة تزايد عدد الشركات التي تستثمر في تطبيقات جديدة على “آي فون” تتضمن محتويات من النوع الذي يستثير المعارضة الشديدة في الأوساط التربوية والاجتماعية.
وأضاف شيلير قوله: “وبلغ الأمر الحدّ الذي جعلنا نتلقى الشكاوى من الآباء الذين عبروا عن استغرابهم من كثرة المشاهد غير الأخلاقية التي يمكن لأبنائهم الاطلاع عليها بسهولة”.
ومن بين التطبيقات التي عمدت “آبل” إلى حجبها، لعبة تدعى “سلايد هير” SlideHer يقوم من خلالها الطفل بإعادة إلباس فتاة عارية ملابسها قطعة قطعة بعد أن يختار القطع المختلطة بعضها ببعض من هامش مجاور ويسحبها بالسهم والفارة.
وفي لعبة أخرى تدعى “سيكسي سكراتش أوف” Sexy Scratch Off يقوم الطفل بخلع ملابس فتاة قطعة قطعة برأس إصبعه وباستخدام تقنية توجيه الأوامر بلمس الشاشة. ويصل الأمر في آخر مرحلة من مراحل اللعبة إلى أن تتحوّل إلى عرض إباحي مرفوض أخلاقياً.
ويقول محللون إن “آبل” ربما تحاول من وراء اتخاذ قرار بحجب مثل هذه التطبيقات، إلى ضمان عدم تخوّف شريحة واسعة من زبائنها من محتويات “مخزن آبل”، وخاصة بعد أن تزايد عددهم بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.
ولا يتعلق الأمر بالجهاز “آي فون” وحده، بل بكل الأجهزة التي يمكنها استخدام محتوى “آبل ستور” مثل “آي بود تاتش” الذي أصبح شائع الاستخدام في أوساط الأطفال والمراهقين. وتأمل شركة “آبل” أن ينطوي جهاز الكمبيوتر اللوحي المصغّر “آي باد” الذي ينتظر إطلاقه مطلع شهر مارس المقبل، على ثورة تربوية وتعليمية حقيقية؛ وأن يتحوّل إلى أداة تعليمية في المدارس. ولن تتمكن من تحقيق هذا الهدف ما لم تتخلّص أولاً من التطبيقات غير التربوية التي يحفل بها “مخزن آبل”.
ومن المعلوم أن “آي باد” سوف يشغّل التطبيقات ذاتها التي يتم تشغيلها على الجهازين “آي فون” و”آي بود تاتش”. ومعنى ذلك أنه يمثّل منصّة ألعاب وقارئاً للكتب الإلكترونية ونظام لتحديد الموقع والتوجّه على سطح الأرض. ولهذا السبب، فإن من الضروري إسقاط كافة الوظائف الأخرى المثيرة للغرائز وذات التداعيات الخطيرة على تربية الأطفال.
عن صحيفتي “إنترناشونال هيرالد تريبيون”
و”نيويورك تايمز”
المصدر: أبوظبي