مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

المثل الشعبي الشهير «اللّي سبق أكل النَّبَق»، خلد مكانة ثمار أشجار السدر، بوصفها جائزة للمجتهد لمن يصل أولاً فينعم بقطفها ويستمتع بمذاقها، والنَّبَق أو ثمرة «الكنار»، عرفها الأجداد غذاء ودواء، وشجرتها «السدر» تعتبر من الأشجار المعمرة في الدولة، ولها فوائد صحية وعلاجية، وتستخدم أوراقها كمواد تجميلية، وفي تطهير الجروح وعلاج الأمراض الجلدية وكمضادات الالتهابات، لاحتوائها على معادن وفيتامينات ومواد مغذية متعددة.

تزين ثمار «النبق» الأسواق بدءاً من شهر يناير، حتى نهاية مارس ويكون الإقبال عليها كبيراً منذ الشهر الأول، وهي مختلفة المذاق والشكل، وأكثر الأنواع طلباً هو المحلي ذات الحبة الصغيرة واللب الذي يسمى بالعامية «العنقاشة» المعروف بمذاقه الحامض قليلًا، والمفضل لدى المستهلكين، وهناك النوع الثاني القادم من باكستان ويعرف بحبته الكبيرة، وهناك نوع ثالث من الهند يعرف أيضاً بحبته الأكبر، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الأخرى، التي لا يتجاوز سعر الكيلو جرام منها الـ 15 درهماً.
والنَّبَق ينتظرها المواطنون كل موسم، ويقول علي محمد السويدي عن شجرتها السدر، أنها مرتبطة بالتراث خصوصاً، أنها تنمو في المناطق الصحراوية، وتتحمل صعوبة المناخ، مشيراً إلى أن الدولة اهتمت بها بشكل واضح، بغرسها في مختلف المناطق، باعتبارها من الأشجار التي تضمن استدامة الحفاظ على البيئة.
ويوضح السويدي، أن الأهالي يحرصون على زراعة شجرة السدر في منازلهم واستراحاتهم، لما لها من فوائد مهمة، حيث يتغذى عليها النحل لإنتاج «عسل السدر» والذي يعرف بأنه من أكثر الأنواع فائدة وبسعره المرتفع لما فيه من قيمة غذائية عالية.
الدكتور سيف الغيص مدير عام هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، أشار إلى أن شجرة السدر والتي تسمى علميا بـ»Zizyphus spina-christi» تنتمي إلى الفصيلة النبقية وهي أشجار دائمة الخضرة كثيفة ومتساقطة الأوراق ومنتشرة ذات جذع متفرع لأفرع متعرجة لونها بني فاتح يصل ارتفاعها من 3 إلى 9 أمتار، مشيرًا إلى أنها من الأشجار ذات جذور متعمقة تتحمل ظروف البيئة القاسية، إلا أنها تحتاج لشتاء دافئ، حيث لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة.
وأوضح الغيص أن خشب شجرة السدر يستخدم في صناعة السفن، وأن الأجداد كانوا يستعينون بها في العلاجات مثل علاج الحصبة والحويصلات الصفراوية وملين للمعدة.

1000 شجرة
شيخة الصريدي المهتمة بالبيئة، أوضحت أن الدولة والمؤسسات التي تعني بالحفاظ على الطبيعة قامت خلال عام 2018 بزراعة ما يقارب 1000 شجرة سدر في مختلف المناطق، وتلتها حملات زراعية أطلقتها إحدى المؤسسات مؤخراً لزراعة 1747 شجرة من أشجار السدرة والغاف.

الأراضي الرملية
تنمو أشجار السدر في المناطق الحارة والمعتدلة، وتنتشر في المنطقة الممتدة من ساحل المحيط الأطلسي عبر الصحراء الكبرى في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط إلى شبه الجزيرة العربية وغرب إيران، حيث ينمو السدر في جميع أنواع الأراضي بشرط عدم ارتفاع منسوب الماء الأرضي، وتجد زراعته في الأراضي الرملية مما يشير إلى تحمل السدر للجفاف، نسبة لقلة احتياجه للماء.