رشا العزاوي ،وكالات (أبوظبي ، عواصم)

أكدت وسائل إعلام إيرانية أن النظام الإيراني قدم طلب استدانة 5 مليارات دولار من روسيا لدعم موازنة البلاد التي تعاني عجزاً وصل إلى نحو 10 مليارات دولار بحسب تقرير صادر عن البنك المركزي الإيراني، وذلك في أعقاب تراجع الصادرات الإيرانية النفطية بعد تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية، جاء ذلك فيما يشهد النظام الإيراني مزيداً من الانقسامات حول التصويت على استجواب الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد توجيه مرشد إيران علي خامنئي اتهاماً له بأنه يحاول دفع إيران للتوقيع على الآلية الأوروبية التي كانت قد عدتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا للالتفاف على العقوبات الأميركية والتي يراها خامنئي مهدداً أساسياً لمصلحة نظامه.
ونقلت صحف إيرانية أن البرلمان وافق على تقديم طلب الحصول على القرض لدعم الموازنة من روسيا بقيمة 5 مليارات دولار، على ضوء ارتفاع معدلات أسعار السلع الأساسية إلى نحو 33 في المئة (أعلى من المعدل الذي توقعه البنك الدولي بنسبة 9 في المئة)، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وارتفاع معدل الجريمة بسبب الفقر والإدمان والبطالة في وقت تشهد فيه البلاد مزيداً من الاحتجاجات والإضرابات العمالية.
وأشارت صحيفة «جهان صنعت» الإيرانية إلى دخول البلاد مرحلة الخطر، موضحة أن الأزمة الاقتصادية تتنامى، ويتزامن معها تضخمٌ متزايد وانخفاض في فرص العمل. وقالت «أما دبلوماسيتنا فهي لا تفضي إلى نتيجة، الفضاء السياسي في إيران يفتقر إلى أي برنامج واضح وذي مغزى، فالتياران السياسيان في إيران، لا يملكان عملياً أي فكرة للخروج من هذه الأوضاع».
وفي الإطار نفسه عنونت صحيفة «مردم سالاري» «مقتل ثلاثة إيرانيين على يد شاب مدمن بعد خلاف على 20 كجم من الأرز»، وقالت في افتتاحيتها «لا ضرورة لتوضيح مزيد حول هذا الخبر، يمكن أن يختصر هذا الخبر القصير كلّ ما تعيشه إيران من أوضاع في هذه الأيام من بطالة وإدمان وغلاء، وفي النهاية انعدام قيمة أرواح الناس، مثل هذا الخبر في إيران اليوم لم يعد يجذب الانتباه، وأصبح يضيع بين كثير من نظائره التي كانت ستبدو بدورها أخباراً غريبة وعجيبة لو كانت الأوضاع عادية، لكن الناس الآن تَعوَّدوا هذه الأخبار. وأضافت «على الرغم من هذا كلّه، وعلى الرغم مما لدينا من مشكلات ومصائب، يجب القول إن اعتياد المصيبة أكبر مصيبة يعانيها المجتمع الإيراني اليوم».
وتشهد مدن إيرانية مجموعة احتجاجات للعاطلين عن العمل، حيث تظاهر أفراد عاطلون جنوب غرب إيران أمام مكتب رئيس البلدية احتجاجاً على تعاقد السلطات مع غير المحليين فيما تعاني البلاد البطالة، كما تظاهر خريجو جامعة (التربة الحيدرية) للطب شمال شرق إيران بسبب البطالة.
ونشر ناشطون إيرانيون مقاطع فيديو لموظفي محطة كاشان للطاقة الكهربائية الذين بدأوا إضرباً عن العمل صباح أمس بسبب عدم تلقيهم رواتب منذ نحو 6 أشهر، كما تظاهر عدد من عملاء شركة «كاسبيان» المالية التابعة للحرس الثوري مطالبين بتعويضهم عن مدخراتهم المسروقة بعد أن أعلنت الشركة إفلاسها.
ورغم هذه الأزمة يواصل النظام الإيراني، لهجته التصعيدية، متمسكاً بسياسة التهديد والوعيد، حيث هاجم نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي في تصريح له أمس الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول المنطقة قائلا «إن العقوبات الاقتصادية لن تغير مسار ودور الحرس الثوري مشيداً بدور ميليشيا حزب الله والحوثيين وحاثاً إياهم على مواصلة نهجهم الحالي».
من جانبها، أفادت صحف أميركية بأن البيت الأبيض يركز بشكل متزايد على تحالف غير محتمل بين إيران والقاعدة. ونشرت صحيفة واشنطن تايمز أمس تقريراً يؤكد أن صحة تلك التقارير قد تدفع باتجاه تأسيس تبرير قانوني محتمل للضربات العسكرية ضد إيران أو وكلائها، ويؤكد مسؤولون أميركيون أن التعاون السري والتنسيق بين إيران والقاعدة وصل إلى آفاق جديدة. ووفقاً لمسؤولي إدارة ترامب الذين يحذرون من أن العلاقة المعقدة والمراوغة بين اثنين من أعداء أميركا قد تطورت لتصبح تهديداً أمنياً عالمياً غير مقبول، فإن الإذن باستخدام القوة العسكرية الذي أقره الكونجرس في الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر قد وفر الإطار القانوني للرئيس الأميركي آن ذاك جورج بوش ليأمر بالقيام بعمل عسكري ضد طالبان لإيوائها مقاتلي أسامة بن لادن والقاعدة في أفغانستان، ولم يطرأ أي تغيير على مدار الأعوام السبعة عشر الماضية من خلال ثلاث إدارات رئاسية على القانون.
وتقول مصادر الكونجرس للصحيفة إن القانون قد يوفر الآن مبرراً قانونياً لضرب الأراضي الإيرانية أو وكلاء إيران إذا قرر الرئيس ترامب أن طهران تشكل تهديداً يلوح في الأفق للولايات المتحدة وأن العقوبات الاقتصادية ليست قوية بما يكفي لتحييد التهديد.
وصرح ناثان آي. سيلز. منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب: «منذ 11 سبتمبر، منح النظام الإيراني ملاذاً لأعضاء كبار في القاعدة، ولا يزال غير راغب في تقديم هؤلاء الإرهابيين للعدالة». وأضاف سيلز: «إن شراكة التسوية هذه بين طهران والقاعدة أمر خطير وغير مقبول، كما أنها تعزز من مكانة إيران كدولة رائدة عالمياً للإرهاب»، ولم تعلق الإدارة علناً ??على ما إذا كانت تفكر في شن ضربات على الأرض التي تقدم فيها إيران طواعية ملاذاً آمناً لقادة القاعدة. لكن بعض المشرعين ومصادر أخرى يقولون إن المناقشة تجري بين كبار مساعدي ترامب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي جون بولتون الذين يؤكدون أن كل الخيارات مطروحة لمواجهة أي تحالف بين إيران والقاعدة.