طه حسيب

الحديث عن مسيرة جي كي رولينج مؤلفة سلسلة روايات «هاري بوتر» بأجزائها الثمانية يراكم سيرة ذاتية ملحمية، لسيدة قادتها كتابة الروايات إلى عالم الأضواء والشهرة بل والثراء أيضاً، لتحقق أرقاماً قياسية في بيع نتاجها الأدبي.
وليس مبالغة القول إن رصيد هذه السيدة الآن من الإنجاز الأدبي ككاتبة وروائية ومنتجة أفلام بريطانية يضعها أنموذجاً محفزاً لأي موهوب لديه الرغبة في خوض غمار الكتابة الأدبية.
«رولينج» من مواليد 31 يوليو 1965 في منطقة «يات» بإنجلترا، درست الأدب الفرنسي بجامعة إكستر، وانخرطت في العمل كمترجمة بمنظمة العفو الدولية عام 1990.. كما عملت بتدريس اللغة الإنجليزية في البرتغال، وهناك تعرفت على زوجها الصحفي البرتغالي «خورخي أرانتيس»، وأنجبت منه ابنتها جيسيكا، لكنها انفصلت عنه عام 1995. وعانت ظروفاً قاسية، فبعد طلاقها كانت تعيش على الإعانات الحكومية.
بدأت في الكتابة الإبداعية التي استهلتها بمضمون روايات «هاري بوتر»، ضمن فكرة اختمرت في ذهنها أثناء انتقالها من مانشيستر إلى لندن عبر القطار.. عملها الأدبي الأول حمل اسم «هاري بوتر وحجر الفلاسفة»، وباعته بـ 4800 دولار ليتم نشره في بريطانيا والولايات المتحدة.
تحولت «رولينج» إلى أيقونة للأدب العالمي عام 1999 عندما تصدرت الأجزاء الثلاثة الأولى من «هاري بوتر» قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة وأيضاً في بريطانيا. أرقام مدهشة حققتها مبيعات هذه السلسلة، فخلال سنوات ثلاث بيع منها 35 مليون نسخة منها بإجمالي عوائد بلغت 480 مليون دولار. وإصدارها الرابع من السلسلة ذاتها دخل التاريخ كونه الأسرع مبيعاً في عالم الكتب، وإصدارها الخامس أحرز رقماً قياسياً منذ لحظة ظهوره بالأسواق محققاً مبيعات بلغت 6.9 مليون نسخة.
«رولينج» الحاصلة على جائزة الكتاب البريطانية، دخلت عالم الأثرياء، ورصدتها مجلة «فوربس» عام 2004 كأول كاتبة تدخل قائمة المليونيرات من خلال الكتابة، علماً بأنها قدمت تبرعات خيرية كبيرة.