لكبيرة التونسي (أبوظبي)

ترى الفنانة الإماراتية «عازفة التشيللو» إلهام المرزوقي، أن الموسيقى لغة سلام وتسامح، يفهمها الجميع مهما اختلفت جنسياتهم، وتنادي بضرورة ممارستها في المدارس منذ سن مبكرة، لما لها من تأثير إيجابي على الصحة النفسية والعقلية.

شغف «التشيللو»
إلهام التي تعتبر من أوائل الإماراتيات التي مارست مهنة المحاماة في بريطانيا، تؤكد أن العزف على «آلة التشيللو» يسري في عروقها ويتسلل إلى روحها، موضحة أنها لا تمل من العزف اليومي، بحيث تمارسه ساعتين صباحاً قبل أن تبدأ دوامها العادي، لتعود لآلتها المفضلة بعد عملها، وهذا الشغف بالتشيللو ورثته من والدتها التي كانت تملك معهداً موسيقياً بالبحرين وأبوظبي، من هنا بدأت تعشق البيانو ووصلت لأعلى مستوى للعزف عليه، لكنها اكتشفت فيما بعد شغفها الكبير بالآلة الوترية «التشيللو» التي غيرت حياتها وجعلتها أكثر بهجة.
تبدو إلهام التي شاركت مؤخراً بمهرجان شتاء طنطورة المقام بالمملكة العربية السعودية، فخورة بما وصلت إليه من تألق برفقة العازف أندري بوتشيللي عازف التشيللو العالمي والمغني الأوبرالي والموسيقار الإيطالي الشهير، وهي المشاركة الثانية لها مع هذا الموسيقار الكبير، مؤكدة أنها تسعى للمشاركة في مختلف الفعاليات المحلية والدولية وتمثيل الإمارات أفضل تمثيل، ولا تخفي فخرها بإحياء مثل هذه الحفلات لما تراه من إعجاب في عيون المتابعين، خاصة عندما يعرفون أنها شابة إماراتية.

لغة تسامح
وتشير إلهام المرزوقي إلى أن الموسيقى تبقى لغة راقية وجسراً حضارياً يربط مختلف الشعوب مهما اختلفت لغاتهم وخلفياتهم ودياناتهم، مؤكدة أن الموسيقى تبقى من أهم لغات السلام والتسامح والحب، ويجب أن تكون ضمن المناهج المدرسية كونها تهذب الروح وتسمو بها وتنمي الذكاء، لافتة إلى أنها بدأت تعلم الموسيقى بالعزف على آلة البيانو بمعهد والدتها، ولكن اكتشافها لـ«آلة التشيللو» جعلها تعشق هذه الآلة التي أبكتها وأضحكتها، وأصبحت بمثابة الهواء الذي تتنفسه على حد قولها، والعين التي ترى بها الأشياء والأشخاص، وقد ورثت حب الموسيقى من والدتها وسوف تورثها هي بدورها لأبنائها، مشيرة إلى أن العزف على آلة معينة يصالحك مع ذاتك، ويجعلك تعيش في سلام داخلي مع النفس، مما يدفعها للمشاركة في الحفلات الموسيقية التطوعية والاجتماعية التي تقام لفائدة المرضى بالمستشفيات وغيرها من الحفلات الموسيقية ولا تتوانى في إحياء أي حفل مجتمعي تطوعي يحاكي القضايا الإنسانية داخل الدولة كجزء من رد الجميل لبلدها.