معتز الشامي (دبي)
أبدى حكمنا المونديالي علي بوجسيم، استياءه من الأنباء التي ترددت عن وقوع مشكلة بين أحد قضاة الملاعب، والمدير الفني للجنة الإنجليزي ستيف بنيت، بسبب توجيه الأخير اللوم للحكم لإغفاله بعض الإجراءات الخاصة بالعمل في تقنية الفيديو، ولفت إلى أنه غير راضٍ عن آلية العمل في تطوير التحكيم خلال الفترة الماضية، حيث لم تصل تلك الآلية بالمستوى إلى الدرجة المرجوة، فضلاً عن ضعف إدارة ملف التحكيم في الاتحاد الحالي بشكل عام.
وتحدث أبوجسيم عن بعض الجوانب التي وصفها بالسلبية، وطالب بضرورة التدخل من الجهات المعنية لإنقاذ سفينة الكرة الإماراتية، وعدم ترك الأمور كما هي دون تحرك إيجابي يفيد في تطوير حقيقي للمنظومة، بعد التراجع اللافت الذي ضرب أركان اللعبة في السنوات الثلاث الأخيرة، مدة الاتحاد الحالي، بحسب وصفه.
وقالك «نحن مستاؤون من التحكيم، ومن طريقة عمل الاتحاد في ملف التحكيم، بالإضافة إلى أن الانضباط بين الحكام لا يتناسب مع مهنة التحكيم، وكذلك من طريقة التعامل مع الحكام، ودرجة التزامهم نفسها باتت في حاجة إلى مراجعة، من أجل تصحيح المسار، لأن الحكم لا يتطور إلا إذا شعر أن هناك من يحاسبه، وأنه إذا أخطأ سيجد من يأخذ مكانه، لكن ما يحدث الآن عكس ذلك تماماً، فلا أحد يحاسب أحداً، وهو ما أدى لغياب شعور الانضباط، الذي يجب أن يكون قوياً بين القضاة ليستعيدوا المستوى المميز».
وتابع: «هناك أكثر من طريقة لمحاسبة القضاة، ولكن يبدو أن تلك الطرق غير مفعلة بشكل كافٍ من اللجنة أو الاتحاد، ونحن غير راضين عما يحدث».
وعن واقعة تجاوز أحد الحكام في مشادة كلاميه مع المدير الفني ستيف بنيت، قال: «سمعنا بالفعل بتلك الواقعة، وأنا ضد هذا التصرف، كيف لحكم يفترض منه أن يكون مثالاً في الانضباط، أن يتصرف بهذا التصرف، وإذا لم يكن الحكم منضبطاً ومسيطراً على انفعالاته ويحترم قيادات اللجنة، فكيف نطلب منه أن يحكم السيطرة على اللاعبين في الملعب، وأن يفرض عليهم الانضباط والاحترام، هذا التصرف لا يجوز، ولهذا أرى أن طريقة عمل التحكيم الإماراتي غير صحيحة، فلا يوجد انضباط كافٍ بين الحكام، والحكم الذي يتصرف بتلك الطريقة يشعر بأنه أهم من اللجنة، وفي رأيي يجب أن يتم رفع تلك الواقعة لرئيس الاتحاد، وأن يكون هناك تقرير حول تصرف هذا الحكم، الذي لم يحدث في تاريخ التحكيم بالدولة، لأنه بهذا التصرف لم يحترم لا لجنة الحكام، ولا النظام الذي يسير عليه التحكيم».
وفيما يتعلق بموقف ستيف بنيت قال: «أعلم أن رئيس الاتحاد يحترم المدير الفني، وهو يرى أنه يقوم بعمله، لكن الحكم ليس من اختصاصه تقييم المدير الفني، أو عدم احترام آرائه، هذا التصرف غير سليم أبداً، بل يجب أن يؤدي الحكم واجبه، والمدير الفني تعاقد مع الاتحاد، وهو يعمل بناء على ذلك التعاقد، وحتى آخر دقيقة له من عمله بالاتحاد، يجب على جميع الحكام احترامه».
وعلى الجانب الآخر، وفيما يتعلق برأيه حول ما يثار الآن من مطالب البعض باستقالة الاتحاد، أو إقالته، قال: «لا أتمنى أن تصل الأمور لحد الاستقالة أو الإقالة لأعضاء المجلس، سواء بعمومية طارئة، أو بغير ذلك من الوسائل، لأن مسألة إقالة اتحاد باتت لا تتناسب مع اسم الإمارات، أما شعور الأعضاء بأنهم غير قادرين على العمل واستقالتهم، سواء هم أو رئيس الاتحاد فهذا أمر آخر».
وتابع: «أنا لا أفضّل إقالة الاتحاد، ولكن أتمنى أن يتدخل أحد، سواء على مستوى رسمي ممثلاً في الهيئة العامة للرياضة، أو أي جهة أخرى، للمشاركة في إدارة دفة العمل بالاتحاد، فليس من المعقول ترك الأمور مثل ما هي الآن، ففي كل أجزاء اللعبة باتت هناك إساءة، وتراجع، وباتت هناك نقطة ضعف واضحة، في التحكيم وفي العلاقات الدولية الخارجية، وفي إدارة المنظومة والتخطيط لها، وإذا انتظرنا سنة أخرى لنهاية مدة المجلس، سيكون الأمر صعباً وخطيراً، نحن لا نريد الوصول لاستدعاء عمومية طارئة وسحب ثقة، لكن الحل من وجهة نظري في أن تكون هناك جهة ما، تجتمع بالاتحاد، وتقوم بتشكيل لجان تساعد الاتحاد في العمل والسير باللعبة لسنة أخيرة في مدة المجلس الحالي لحين اقرب انتخابات، وأن يكون هذا الأمر يخص أكثر من لجنة للإشراف، حتى يستكمل الاتحاد مدته».
وعن إفرازات الانتخابات حال انتظرنا لعمومية وانتخابات جديدة قال: «أنا لست متفائلاً بمستقبل الكرة الإماراتية، إذا ما استمر الوضع كما هو عبر ترك الأمور للجمعية العمومية لترشح ممثلين للأندية، ومن ثم يأتي المجلس بالانتخابات، فما أفرزته الانتخابات في المجلس الحالي، غير مرضٍ أبداً وغير مفيد، ونتائج الديموقراطية الرياضية بشكل عام كانت سيئة، وهناك مشكلات كبيرة حدثت في آخر 3 سنوات وهي مدة عمل المجلس، لذلك لست راضياً أبداً، لقد أخذنا المسميات الخاصة بالديموقراطية واحترام الصندوق وغير ذلك، بشكل غير جيد».
وعن الطريقة المثلى للانتخابات، وما إذا كان يفضل التعيين، قال: «أرى ضرورة وجود أصحاب الخبرة والتجارب في مجال اللعبة، ففي كثير من الدورات في مسيرة الاتحاد كانت هناك أسماء وشخصيات لها حضور وخبرات لكن الآن تغير الأمر، وباتت الأسماء المطروحة أقل خبرة بشكل كبير».
وعن ترشحه لرئاسة اتحاد الكرة في الدورة الجديدة، قال: «الترشح لرئاسة الاتحاد ليس ضمن اهتماماتي الآن، هذا الأمر طرح في السابق، لأن الجيل الجديد كان يجب أن يترشح وأن يتولى المسؤولية، لكن الآن أنا بعيد تماماً عن هذا الأمر ولا أرغب فيه».
ووجه علي بوجسيم لوماً لاتحاد الكرة على غياب العمل المؤسسي، لاسيما من حيث تنظيم الأحداث والبطولات الكبرى وقال: «هل يعقل أن نستضيف بطولة بحجم كأس آسيا، وبرغم ذلك لم يكن هناك أي وجود لاتحاد الكرة، بل حتى حضور الأعضاء للمباريات كان وكأنهم ضيوف على البطولة، ولم يكن للاتحاد أي وجود في البطولة، ولم نر عملاً مؤسسياً مرضياً في منظومة الاتحاد».
وتابع: «كنا أكثر من دافع عن المجلس وقيادته، لكن الآن وصلنا لمرحلة يجب أن يحدث فيها تغيير إذا لم يكن باستقالة، أو إقالة المجلس، أو سحب الثقة منه، فعلى الأقل بجمع أصحاب الخبرة للمشاركة في وضع أفكار للتطوير وقيادة العمل خلال العام المتبقي من عمر المجلس، فالآن كل شيء بات مكشوفاً، والكل يعرف أين السلبيات في اتحاد الكرة، وفي إدارة منظومة اللعبة، لذلك أتمنى أن يكون هناك تدخل في الوضع القائم وتقديم حلول بالنسبة لأصحاب القرار، ولكن دون تدخل غير قانوني قد يحسب ضدنا، لكن يجب أن نعيد التفكير في مسألة تكليف لجان استشارية في كل مناحي اللعبة لتساعد الاتحادات المقبلة، لأن الأسماء المعروضة على الساحة أغلبها لا يتمتع بالخبرة التي تمكنه من قيادة اللعبة وحده».