أحمد الشيخ.. أنامل صغيرة تتنفس نسمات آلة القانون
ولد في أحضان الموسيقى، تشبّعت ذاكرته بأنغام جميلة، نما وكبر في بيت يعشق الفن، من أب يعزف الناي والساكسيفون، وأم تتماهى مع أنغام العزف وتردد أغاني لأطفالها بترنيمات صوت لا يخلو من العذوبة، هو الطفل أحمد حسين الشيخ، عمره 7 سنوات، تفتقت موهبته الفنية مبكرا، دخل معهد «بيت العود» لمدة لم تتجاوز 6 أشهر وظهرت براعة أنامله الرقيقة في العزف على القانون، قدم معزوفات بتقاسيم سحرية، أبهرت من وضعها أمامهم.
قال عنه بسام عبد الستار أستاذه في الموسيقى:«يتميز أحمد بذكاء حاد في مجال الموسيقى حيث يتعاطى مع الدروس التي نقدمها و الشروحات بشكل مختلف تماما عن من هم في سنه، بل وحتى من هم أكبر منه ويدرسون الموسيقى من عشرات السنين، وهو الذي انخرط بالمعهد لمدة لا تتجاوز 6 أشهر فقط، قوة استيعابه عالية، تفاعله كبير جدا مع الناس الذين يعزف أمامهم ، ولأول مرة أدرّس طالبا في نفس هذا السن وتفاجأت بموهبته، ويجب أن نوفر له داخل بيت العود كل ما يلزم لإظهار تألقه، وقد قدم معزوفة أمام الموسيقار نصير شما، وأمام حشد كبير من المدعويين الذين اندهشوا بما سمعوا وصفقوا له بحرارة وتنبأوا له بمستقبل زاهر في عالم الموسيقى. وقد قدم مقطوعة أكبر من سنه بكثير، وهي مقطوعة «لونجة» مقطوعة سريعة تعزف منذ سنين طويلة، وقد تمكن من عزفها بشكل جميل، وتعلمها في زمن يعتبر قياسي بحيث لم يدخل المعهد ليتعلم مبادئ الموسيقى حتى صار يقدم أجمل المقطوعات أمام المختصين.
واليوم نعلمه كثيراً من المقطوعات بمختلف تلاوينها، ذات الإيقاع السريع والبطيء حيث نجهز لصالون ثقافي نطرح به معزوفات خلال الحفلات التي نقدمها، وله رصيد موسيقي مهم من مقطوعات كلاسيكية، وسلو، ولونجات، ومنها مقطوعات لمحمد عبد الوهاب، ولنصير شمة، ورصيده اليوم يتكون من 6 مقطوعات وفوق 45 تمريناً يقوي لديه تقنيات العزف».
صار أبرع مني
أما والدته رحاب أحمد فتقول عنها وعنه:ولد أحمد في بيت فني، وتربّى وسط أسرة تعشق الموسيقى، فأبوه يعزف على الناي والساكسيفون، وهو موظف بكلية الشرطة، ولا يخلو بيتنا أبدا من دندناته، وموسيقاه التي تشعل البيت طربا، هذا الأمر جعلني أبدي اهتماما للموسيقى فطلبت منه أن يعلمني العزف، هكذا اشترى لي آلة القانون، وبدأت أتعلم العزف، وقبل فترة غير قليلة دخلت معهد بيت العود لأتمكن من صقل موهبتي، وبدأت أصحب معي أولادي، بعد فترة سجلنا أحمد كذلك في دروس الموسيقى واختار آلة القانون، ولم تمر إلا شهور قليلة حتى بدأ الجميع يتحدث عن مواهبه، وظهرت تقفز للسطح، وهو الذي لم تكن له أي خلفية موسيقية سابقة، اللهم عزف والده أمامه في كل حين، وقد تميز بشكل كبير عندما قدم معزوفة أمام عبد الله العامري، والموسيقار نصير شما، لم أغر منه، بل كان نجاحه نجاحا لي، فحب الوسيقى لا يعني أن الشخص موهوب، فأنا مثلا أعشق الموسيقى وأرغب في تعلمها، أما ابني أحمد فله موهبة كبيرة، وفقط يجب العمل عليها لتكبر وتنمو، فهو بعد فترة وجيزة تجاوزني بعدة مراحل، وهو متعدد المواهب وناجح في دراسته وحافظ لأربعين حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاصل على شهادة تقدير وميدالية، من معهد الهاملي لتحفيظ القرآن الكريم».
صوت فيروز وأغاني درويش
أما الطفل حسين الشيخ، فيقول عن الموسيقى وحبه لها وأمنياته الممتدة في المستقبل «من بين المعزوفات التي عزفتها مقطوعة للسيد درويش ولاقت استحسان الجمهور الحاضر، كما أحب صوت فيروز وأغانيها. وأرتاح كثيرا بمعهد الموسيقى الذي يمنحني السعادة خصوصا عندما أحظى بتشجيع من هم أكبر مني في هذا المجال»
المصدر: أبوظبي