«إن ممارسة التمارين الرياضية في النهار يقود إلى التمتع بنوم أفضل جودةً في الليل» كانت هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من مجلة «الصحة النفسية والنشاط البدني». وقد ورد فيها أن ممارسة 150 دقيقة من التمارين الرياضية كل أسبوع تُحسن جودة النوم بشكل كبير. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم دراسةً شملت 3000 راشداً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و85 سنةً من خلال إلباسهم مقياس التسارُع لمدة أسبوع لمعرفة المدة الإجمالية التي يقضونها في ممارسة التمارين الرياضية كل أسبوع. ولم يستخدم الباحثون أجهزة قياس التسارُع لقياس الحركة فقط، بل أيضاً لقياس شدة كل تمرين رياضي أو حركي على حدة، وهو ما جعل هذه الأجهزة أدوات قياس شاملة شبيهة بعدادات الخطى التي تحسب عدد الخطوات والمسافة التي يقطعها الأشخاص الذين يثبتونها في أذرعهم. وقال الباحثون، إن قضاء 150 دقيقة كل أسبوع في ممارسة تمارين رياضية خفيفة إلى مكثفة يُسهم في تحسين جودة النوم بنسبة 65%. ولُوحظ أن المشاركين الذين كانوا أكثر نشاطاً تمكنوا من تحسين جودة نومهم بشكل ملحوظ، كما أنهم كانوا أقل تعرُضاً لتشنج عضلات الساقين من المشاركين الذين لا تقل مدة ممارستهم للرياضة عن 150 دقيقة. ولوحظ كذلك أن المشاركين الذين كانوا يمارسون التمارين الرياضية بانتظام كانوا يجدون سُهُولةً أكبر للتركيز عندما يكونون مُتعبين. ولم يُسجل الباحثون اختلافاً كبيراً بين معدل الساعات التي ينامها الأشخاص الذين يقضون أقل من 150 دقيقة من التمارين الرياضية أسبوعياً وأولئك الذين يتجاوزون عتبة المئة وخمسين دقيقة. لكنهم وجدوا أن الأشخاص الذين يتريضون مدةً أطول ينامون أسرع بثلاث دقائق من الأشخاص الذين يتريضون لفترات أقصر. وتجدر الإشارة إلى أن توجيهات الجمعية الأميركية للنشاط البدني التي صدرت سنة 2008 توصي بالمواظبة على حركات الآيروبيك أو تمارين التحمل لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من أجل التمتع بصحة أحسن ولياقة أفضل. ويقول براد كاردينال، أحد منجزي الدراسة والأستاذ بجامعة أوريجون ستيت: «نحن نستخدم نفس توجيهات النشاط البدني التي أصدرتها الجهات الرسمية كمعيار للوقاية من أمراض القلب، لكن يبدو أن هذه التوجيهات تنطبق أكثر حتى على مجالات صحية أخرى. فالبحوث العلمية تتمخض يوماً بعد يوماً عن أدلة تصب في خانة التشجيع على ممارسة الرياضة بانتظام، وتؤكد كون الرياضة بديلاً غير صيدلاني مثالي لتحسين جودة النوم». وهو الرأي الذي شاطره إياه العديد من الخبراء الذين اطلعوا على نتيجة هذه الدراسة، إذ دعوا الجميع إلى تجنب استخدام الأدوية الصيدلانية لتحسين جودة النوم في حال وجود أدوية طبيعية بديلة مثل الرياضة. عن «لوس أنجلوس تايمز»