تابعت خلال الأسبوعين الماضيين ما تناولته وسائل الإعلام الرياضي المقروءة والمرئية في الإمارات الشقيقة من آراء وحوارات وتحليلات تم التركيز فيها على التحكيم الإماراتي، وآراء المسؤولين عنه، وردود فعل وآراء حكام وإداريين وإعلاميين وكثيرين غيرهم· ومن خلال خبرتي الطويلة مع الصافرة الإماراتية حكماً في نهائيات الدوري والكأس خلال ثلاثة أعوام متتالية بدءاً من عام ،1977 وحتى اعتزالي التحكيم عام ،1979 ومحاضراً في العديد من الدورات والندوات التحكيمية في معظم إمارات الدولة خلال أكثر من خمسة وعشرين عاماً، ومحللاً تحكيمياً لكل من الدوري الإيطالي والدوري الإماراتي وبطولات كأس الخليج العربي في أبوظبي الرياضية بين عامي 2002-،2006 يمكنني القول صدقاً وصراحة بأن التحكيم الإماراتي قد تطور منذ نهاية سبعينات القرن الماضي عاماً إثر آخر من خلال إقبال حقيقي لجيل جديد من المواهب الوطنية الرياضية المثقفة على ميدان التحكيم، إضافة لجدية من قبل مسؤوليه والمشرفين عليه في التطوير والصقل والتأهيل·· رافقه دعم رسمي وإعلامي كبير لنخبته المتميزة التي تألقت على أكثر من صعيد محلي وقاري ودولي·· وكل هذا ساهم إلى حد كبير في توفر أجواء إيجابية من الثقة بالصافرة والراية الإماراتية خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة·· لكن ارتكاب أخطاء تحكيمية خصوصاً المؤثرة منها في بعض مباريات هذا العام، قد ساهم في انتشار أجواء سلبية وصلت لحدود طلب الاستعانة بحكام أجانب·· وهذا ما يرفضه بكل الحزم والحسم مسؤولو التحكيم في الاتحاد الإماراتي حفاظاً على ثقة منشودة ومطلوبة بالصافرة والراية الوطنية·· ودعماً لمسيرة وسمعة تألق وتفوق لهما على كل المستويات المحلية والعربية والقارية والدولية· وأريد القول صدقاً وصراحة بأن الأخطاء التحكيمية وحتى المؤثرة منها لا تطال الدوري الإماراتي وحده·· بل تطال العديد من بطولات الدوري المحلي في معظم دول العالم وحتى في الدول المتطورة أوروبياً كإيطاليا وانجلترا واسبانيا وألمانيا· والمتابع والمدقق في القرارات التحكيمية في بطولات الدوري الاحترافي يدرك أن حكامهم كحكامنا تماماً ليسوا معصومين من ارتكاب الأخطاء· وعليه·· فإني أناشد كل الذين تعنيهم مسألة سمعة ومستقبل التحكيم الإماراتي حكاماً وإداريين ومراقبين وقياديين العمل يداً بيد من أجل متابعة مسيرة تطور تحكيمي وطني يجب أن ينال كل حقوقه ومتطلباته في الدعم والرعاية والتأهيل·· وأن يتحمل مسؤولياته أيضاً في المساءلة والتدقيق وحتى المعاقبة في كل أخطائه وخصوصاً المؤثرة والمتكررة منها·!