تشابه أسماء
دعني أزاوجُ ذلتي بإبائي
وأخطُّ ممشاي الجديدَ ورائي
وأقولُ يا صوتي كأنكَ لم تكنْ
لو كنتَ بالأنين غنائي
ما جاءَ إلا كي يغيبَ وليته
أوحى ولامسَ هامساً بدعائي
يا ليلُ زدْ ما شئتَ من بؤسٍ فبي
جهلٌ تعجبَ من رؤاه ذكائي
***
كنْ عالياً بالرأسِ مثل مشانقٍ
رُفعتْ لثوار بغير عزاء
هل أنتَ إلا واحةٌ مهجورةٌ
حقدتْ عليها غضبةٌ الصحراء
وخميلةٌ تشتاقُ خطوةَ عاشقٍ
يمشي ويقطفُ وردة للقاء
وتخونه الدنيا وليس يخونها
وتعيرهُ الأيامُ كلَّ شقاءٍ
أنا ذاك فاسترْ ما رأيت لعلني
أخفي مجرةٍ خيبةٍ بحيائي
فإذا أتيتُ إليكمُ متماسكاً
فلقد أتتكم خلسة أعضائي
وتحسسوا جسدي فكم لامسته
وعرفتُ بعضاً غابَ من أعضائي
وأنا يشابهني وأحلفُ أنه
سرقَ التشابهَ خدعةَ للراء
لي جسرُ أغنيةٍ ويعبرُه فمٌ
لم يحسن التلقينَ بالإصغاء
متوحداً بمروءتي متنائياً
متجمعاً غيماً بغيرٍ شتاءٍ
لا الصيفُ يشهدُ نسمتي أو سلتي
شَهِدتْ قطافَ مواسمي وعطائي
***
هل كنتُ إلا أنتَ عرفتني
وحملتَ مما تغتني أصدائي
تبقى كرامةُ من أحب بجبهتي
وسواه يتقنَ مسكناً بحذائي
أنا لم أزلْ ظلاً على شفة الصدى
والصدرُ محرابٌ بلا أصدائي
والخوفُ ما بين العيون مكابرٌ
ما بين عورة مذنبٍ ومُراءِ
فإذا مشيتُ أجرُّ نعل مغامرٍ
عَلَقتْ بطولات سدىً بردائي
هبني عرفتُ وقلتُ أني جاهلٌ
أتراكَ تغفرُ عورةً لغبائي
وتمدُّ مئذنة العتاب جبايةً
كي تستردَ خراجَ خضِّ الماء
أنا لستُ ذئباً في الذئاب وإنني
جوعٌ وقد أكلَ الحمامُ عشائي
أنا ضعفُ هذا الضعف سقطُ جداره
لم يكترثْ بي سامعٌ لرجائي
أسلمتُ ممشاي الأخير لغربةٍ
ونسيتُ شيئاً ضاعَ من أشيائي
وذكرتُ فكرة من تذكرَ ناسياً
أن أستعيرَ الحقَّ من أخطائي
وأقولُ للماضي رجعت كما أرى
متعالياً متوحداً بسمائي
أعلنتَ ما أعلنتَ لي فيما مضى
أني وأنتَ محبةٌ بعداءِ
وبأن إيماني بفجرٍ زاهرٍ
خطأ مضى بتشابهِ الأسماءِ