محمد إبراهيم (الجزائر)

واصلت الجزائر، أمس، جهودها الدبلوماسية على صعيد الأزمة الليبية، حيث استقبل أمس الرئيس عبد المجيد تبون وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي قضى يومين بالجزائر، التقى خلالهما أيضاً برئيس الوزراء عبد العزيز جراد، ونظيره الجزائري صبري بوقادوم. وبحث تبون مع أوغلو التطورات الأخيرة للوضع في ليبيا.
سبق لقاء أوغلو بتبون اجتماعه مع نظيره الجزائري بوقادوم، والذي تناول بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، بالإضافة إلى المسائل الاقتصادية خاصة تعزيز الاستثمار في صلب المحادثات بين الوزيرين.
وتأتي لقاءات أوغلو في الجزائر، غداة زيارة قام بها فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية للجزائر، التقى خلالها تبون لبحث التطورات على الساحة الليبية.
وفي ختام زيارة السراج، دعت الجزائر المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها إن الرئيس تبون أجرى مباحثات مع السراج، في ظرف إقليمي حساس نتيجة تدهور الوضع الأمني في ليبيا، تبادل خلالها تبون والسراج وجهات النظر حول أنجح الوسائل والسبل للتعجيل بإعادة الأمن والسلم والاستقرار إلى ليبيا.
وأكد البيان أن الرئيس تبون أعاد التذكير بالموقف الثابت للجزائر حيال الأزمة الليبية والذي يستند أساساً إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، كما أكد الرئيس تبون مرة أخرى ضرورة إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة يضمن وحدة ليبيا شعباً وتراباً وسيادتها الوطنية، بعيداً عن أي تدخل أجنبي.
وجدد الرئيس تبون حرصه على النأي بالمنطقة عن التدخلات الأجنبية لما في ذلك من تهديد لمصالح شعوب المنطقة ووحدة دولها وتهديد الأمن والسلم في المنطقة وفي العالم.
وقال البيان إن الجزائر تدعو المجموعة الدولية، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياتهم في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا، وتناشد الأطراف المتنازعة إنهاء التصعيد، وتدعو الأطراف الخارجية إلى العمل على وقف تغذية هذا التصعيد والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة بالدعم العسكري المادي والبشري، وتطالب أيضاً باحترام الشرعية الدولية لتسهيل استئناف الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة.

تونس: نرفض «قطعياً» أي تدخل أجنبي في ليبيا
أكدت رشيدة النيفر المكلفة بالإعلام برئاسة الجمهورية التونسية أنّ تونس ترفض رفضاً قطعياً أي تدخّل أجنبي في ليبيا، بما فيه التدخل التركي، «‹وهو موقف تونس منذ البداية ولم ولن يتغيّر». وحول السماح لتركيا باستخدام أراضيها للتدخل عسكرياً في ليبيا، قالت النيفر «تونس لا يمكن أن تسمح بذلك وإنّ جواب رئيس الجمهورية كان صريحاً للرئيس التركي خلال زيارته لتونس»، وأضافت أنّ سيادة أي شبر من التراب التونسي ليست محلّ مساومة.
وأوضحت أنّ المشاورات ما تزال جارية بشأن إمكانية مشاركة تونس في مؤتمر برلين حول ليبيا، نافية وجود أي رفض إلى حدّ الآن لمشاركة تونس في المؤتمر.
كما نفت النيفر، اشتراط تونس مشاركة ليبيا في هذا المؤتمر لحضوره، مؤكّدة في المقابل حرص رئاسة الجمهورية على أن تكون جميع الأطراف المعنية بالصراع في ليبيا ممثلة، وأساساً الطرف الليبي.
وأضافت أنّ مشاركة تونس في مؤتمر حول ليبيا ليس مشروطاً بمشاركة الأطراف الليبية، ولكنّ لها مساعيَ حثيثة لتكون مشاركتها إلى جانب الطرف الليبي والجزائري، مؤكدة أهمية دعوة الجزائر.
من جهة أخرى اعتبر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أن الوضع في ليبيا صعب، مؤكداً جاهزية القوات الأمنية والعسكرية التونسية وأن الوضع على الحدود في حالة تأهب قصوى ومحل متابعة.