هبة طوجي ووديع أبي رعد يغنيان على نغمات أنامل أسامة الرحباني الذهبية
تناغم وانسجام بين ثنائي شاء أن يشكل لوحة من أجمل اللوحات الغنائية الفنيّة الراقية. المبدع أسامة الرحباني سيد الموسيقى والفن الرائع، رافقت أنامله السحرية على البيانو طبقات صوت الفنانة المتألقة هبة طوجي ليتحف الجمهور بنغمات تجذب الماضي إلى الحاضر وتعد بمستقبل أفضل لكل من يبحث عن النغم الأصيل. ويحلق في سماء الطرب حيث يسكن الإبداع وتغرد الرومانسية.
يكتمل المشهد في حفل أسامة الرحباني وهبة طوجي ووديع ابي رعد في صالة قصر المؤتمرات في الضبية، حينها يمكن للمشاعر أن تتأهب والأحاسيس أن تستيقظ من رهبة المسرح وما يحتويه من مبدعين انطلقوا من الشرق الأوسط، وأقّل ما يقال إنه حلم عالمي على أرض عربيّة، وقد كرّس الحفل هبة فنانة من العيار «الخطير» و»الثقيل» والعالمي لما تتمّتع به هذه الشابة من موهبة خارقة قل أن تتكرّر في الوطن العربي.
لقب «ديفا»
اختار الرحباني أغنيات هذا الحفل الذي أُصرّ على انه من أجمل الحفلات على الاطلاق بعيداً عن عامل الابهار في الديكور وطقوس الموائد الذي يحاول البعض الهاء إلجمهور به. حفل راقٍ وعالمي بامتياز من حيث شكل المسرح وتوزيع أماكن العازفين وتوزيع أدوار المغنيين هبة ووديع، ومن حيث أدائهما وطريقة تفاعل أسامة مع الحضور وتعريفه على كل أغنية قبل أدائها مع شرح بسيط عنها.
ملكة متوّجة على عرش الغناء اللبناني بدون منازع ولا منافس من بنات جيلها من الفنانات، فهبة طوجي تمكنّت في ساعة ونصف الساعة من حبس أنفاس الحضور الذي تفاعل معها بشكل كبير، فعلا الصراخ في أرجاء المسرح أكثر من مرّة منادياً باسم هبة ومطلقاً عليها الكثير من الألقاب أبرزها «ديفا».
لم تغنّ هبة أجمل أغنيات ألبومها الجديد «لا بداية ولا نهاية» فحسب ولا أجمل ما أنتج أسامة من أغنيات اجتماعية ووطنية كـ» هيدا لبنان» و» لازم غيّر النظام « وغيرها من الأغنيات، بل غنّت للفرح والحريّة والأنوثة في ليلة اعتبرت عرسها الحقيقي لأنها كانت النجمة المطلقة على المسرح الذي كان ملكها وحدها فتألقت وغنّت وانفعلت ورقصت وصرخت ولكنها في كل هذه الحالات أجادت وأبدعت غناءً وحضوراً ولم يخذلها صوتها طوال الساعة والنصف.
الغناء للطبيعة
تغنّي هبة طوجي فتتحّرر من حياتها وجسدها وشخصيتها وتعيش الأغنية حتى الثمالة ما ساهم في إمتاع الجمهور الذي اعتقد لوهلة انه ليس في لبنان في ظل تدنّي مستوى الأغنيات عموماً ومستوى الفنّ اللبناني خصوصاً، مع مشاركة وديع أبي رعد التي كانت قيّمة جداّ محبّبة، دافئة، خاصة لجمهور عريض أحبّه كثيراً واستمتع بالامس إلى كل ما قدّم من أغنيات.
وقد شكّل أبي رعد دويتو مع طوجي فأثنى الحضور على صوته وانسجامه مع هبة ليشكلا ثنائياً رائعاً، ولعل الصداقة التي تجمعهما سهّلت هذا الانسجام التام.
وبحسب المثل الفرنسي الشهير كان لابدّ من «رفع القبّعة» لأسامة الرحباني، المبدع الذي كلما تلقاه او تشاهده يعزف او تسمع أغنيات من توقيعه إلا وتستمتع بالطرب الحقيقي، فهو بالأمس أشعل الحنين الى الكبير منصور الرحباني الذي كان حاضراً بقوة طوال الحفل لكثرة ما تحدّث عنه أسامة. ومن المؤثرات كانت خلفية أغنية «لابداية ولا نهاية» وهي عبارة عن فيلم للطبيعة في كل ألوانها وفي كل مراحل تبدّلها. بدأ الفيلم بمشهد حي لمنصور الرحباني وهو ينظر الى الكاميرا وينتهي به ولعّله المشهد المؤثّر الأقوى خلال الحفل.
عجيبة لبنانية جديدة
كان الجمهور على موعد في الضبية، مع عمل فني لبناني متكامل وراق، أطل بمستوى عالمي ليعوّض للجمهور بحسب البعض، الحزن على خسارة مغارة جعيتا منذ أسابيع في مسابقة عجائب الطبيعة السبع، والتي أجمع اللبنانيون على أنها عجيبة لبنانية، ليكون صوت هبة طوجي والفن الذي يقدّم، عجيبة لبنانية جديدة تجعل من لبنان البلد الذي يصدر الفن الجميل كعادته.
المصدر: بيروت