موزة المزروعي: مثلتُ في أول أوبريت فني أُقيم عقب قيام الاتحاد
ترى الممثلة المسرحية موزة المزروعي أن الاتحاد أشرك المرأة في تنمية المجتمع. وتؤكد أن المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أعطى المرأة كل حقوقها، وشجعها على خوض كل الأعمال، ولم يفرق بين الرجل والمرأة إلا بقوة العمل والإنجاز والتميز، مشددة على أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات منحتها فرصة الظهور على خشبة المسرح وساعدتها على تبوء أحسن المناصب.
تقول المزروعي إن الاتحاد ساعد المرأة وأعطاها فرصة خوض تجارب النجاح الثقافية والسياسية والاجتماعية، فيما أثبتت هي قدرتها في كل المحافل، وكان ذلك نتاج سياسة أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
معارضة شديدة
تقول المزروعي، ضابط علاقات عامة في المجلس الوطني للإعلام، إن “المرأة في الإمارات حققت الريادة بدعم من القيادة الحكيمة”. وتشير إلى أن المرأة لا ينقصها شيء من حقوقها إلا ما قصرت فيه هي في حق نفسها. وتذكر أنها وقفت على خشبة المسرح يوم كان الرجال يلبسون ملابس النساء ويتزينون بالمساحيق من أجل القيام بهذه الأدوار المحرمة على النساء، وكان أول دور تجسده المزروعي في مسرحية “فرح راشد”، موضحة أنها كانت تلاقي معارضة شديدة من قبل أهل والدها، الذين هددوها بالقتل أكثر من مرة.
وتضيف “أذكر أنني شاركت في رأس الخيمة في أوبريت في أول عيد للاتحاد وكان ذلك عام 1972، وكان الأوبريت يشمل الشعر والفنون الشعبية والموسيٍقى والتمثيل”. وتتابع “يطلقون علي “أم المسرح والمسرحيين” في الإمارات، حيث أعتبر أول فنانة إماراتية تقف على خشبة المسرح إلى جانب الرجال، الذين كانوا يمثلون أدوار النساء، ومن بينهم زعل خليفة، الذي كان يرتدي زي النساء من برقع وشيلة ويمثل دور الأم معي في أحد الأعمال المسرحية”. وتذكر المزروعي أن المسرح كان شاملا، بحيث يشمل الفنون الشعبية والموسيقى والشعر. وتضيف “كنت أمثل ضمن فعاليات المسرح القومي، الذي كان المسرح الوحيد في الدولة عندما تأسس، وحينها كان المسرح يشمل كل الفنون بما في ذلك الموسيقى والفنون الشعبية والفنون التشكيلية، حتى أننا شاركنا في عمل مسرحي تم فيه فتح باب خلفي لخشبته وأدخلنا دبابات وجمالاً وخيولاً لأغراض العرض”.
تحقيق الأهداف
تقول المزروعي، أول ممثلة وقفت على خشبة المسرح سنة 72 في الإمارات، إنها ناضلت من أجل تحقيق أهدافها في الحياة وأولها عشقها للمسرح. وتضيف “كنت مدللة جدا من قبل والدي، ظفرت بحبه واستحوذت على قلبه، فكان يلبي كل رغباتي، وبعد الدراسة التي حصلت عليها عند المطوعة، حيث درست القرآن الكريم، وكان يأخذني والدي على حماره ساعات العصر للدراسة، وبعدها درست في مدرسة الخنساء في دبي، وسنتين في قطر في مدرسة تحمل الاسم نفسه، ثم توقفت بعد ذلك عن الدراسة في الثاني ثانوي”. وتوضح “كان شغفي وحلمي أن أصبح ممثلة”.
وعاشت المزروعي طفولة مدللة، بصمت شخصيتها علاقتها مع والدها الذي كان يغوص لجلب اللؤلؤ وكان أيضا يملك سفينة يتنقل فيها بين دبي ودبا، لحمل البضائع إذ كانت ترافقه موزة طوال مدة الرحلة، كما كان للبحر تأثير على شخصيتها فقرب بيت أهلها وانفتاحه مباشرة على البحر، كان يمنحها فرصة التخيل والتصور، ولعبها على رماله أعطاها فرصة تشخيص بعض الأدوار أمام صديقاتها أثناء اللعب، وكانت تجيد السباحة والغوص أيضا، فهناك كان لعبها وراحتها وتبلور طفولتها، وتقمص دور الكبار جعلها تحلم بأدوار مؤثرة في الحياة، ومن هنا تعتبر والدها مثالها، وتعتبر البحر متنفسها، وتعتبر المسرح عشقها.
المجال مفتوح
تشير المزروعي إلى أن ما وصلت إليه وما حققته من إنجازات بفضل مجهوداتها الكبيرة، وبفضل الدعم التي تحقق لها من طرف القيادة الرشيدة خلال فترة الاتحاد. وتوضح أن الإخلاص في العمل أول خطوة على طريق النجاح، مضيفة أن المجال مفتوح أمام الجميع، وليست هناك حدود للإبداع في أي مجال كان. وتصر المزروعي على أن المرأة تعطي في مجال عملها وفي الحياة بشكل عام أكثر من الرجل، وتضيف “المرأة بعد دوامها تتسلم عمل البيت والأولاد والزوج وكل ذلك؛ يتطلب منها مجهودا جبارا، ومع ذلك تستطيع أن تتميز وتبدع”. وتنصح بنات اليوم بالعمل الجاد، وتقول “كل النعم موجودة ببلدنا علينا فقط تكثيف العمل وإبراز الذات”.
وتؤكد أن العمل مقدر جدا في الدولة وهذا يشجع على العطاء. وتضيف “المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أولى عناية كبيرة لتطوير الإمارات بشكل سريع في كل جوانبها، ويشكل العنصر البشري فيها الاهتمام الأول بنسب متساوية، والمرأة لها تقدير خاص جدا في نظر المغفور له، حيث أصبحنا نرى المرأة طيارة وطبيبة ومسعفة وجندية ووزيرة ودبلوماسية، وغيرها من المهن التي توضح مدى الاهتمام بها”.
وتقول المزروعي، التي حظيت بتكريم عام 2010 على هامش الدورة الرابعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، وأيضاً حصلت على لقب “شخصية العام”، إن المرأة في الإمارات تكرم ويعتد بأعمالها، وليس هناك فروق إلا بالعمل الجاد والمميز، موضحة أن الاتحاد هدم كل الفوارق والحواجز، وتضيف “في السابق كنا مضطرين لإظهار جوازاتنا عند نقطة الدخول من دبي إلى أبوظبي، في سيح شعيب، وكان هذا العمل يشعرنا بعدم الراحة، لكن عندما أعلن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله قيام الاتحاد هدمت هذه الفواصل”. وتضيف “بالفعل ظهر تغيير كامل في كل المجالات، في كل الإمارات السبع، وبهذه المناسبة فإنني أطلق على الإمارات السبع “الجنات السبع” وهن بالفعل جنات، فبلدنا حقق الكثير في مدة زمنية وجيزة”.
تشير المزروعي إلى أن الاتحاد أشرك المرأة في تنمية المجتمع، ويسجل لتجربة المزروعي التي واكبت تقدم مسيرة المرأة في البلد، مثلما واكبت تجربة تقدم المرأة في عالم الفن المسرحي، حيث تذكر أنها ساهمت في تأسيس الشرطة النسائية، وحملت أول لقب شرطية، وكان ذلك سنة 1974. وتوضح “كنت أول من طالب بالشرطة النسائية وأول من أسسها، وأنا من قامت بتصميم الزي العسكري للنساء في وزارة الداخلية، وبقيت للعمل معهم لمدة سنة ونصف، ولكن أيضاً تركت العمل لتعارضه مع مواعيد العروض المسرحية و”البروفات” والسفر لحضور المهرجانات، ولكني بقيت مدربة للسواقة من عام 1974 إلى 1976، وانشغلت بالدخول في دورات تدريبية بعد ذلك، وعملت في مطار دبي وفي المرور فاحصة عام 1974”. وفي عام 1981 تركت المزروعي معهد السواقة التابع للشرطة الذي كانت تدرس فيه.
كما عملت في مجال التحريات، لكنها تركت المجال بعد تعرضها لتهديد إحدى العصابات، كما أنها في الوقت ذاته كانت قد دخلت إلى مجال التمثيل المسرحي، حيث تم تأسيس المسرح القومي للفنون، وكان مجمعاً لمختلف أنواع الفنون. وتذكر في هذا الصدد “كنت من مؤسسي المسرح مع عبدالله المطوع من الشارقة وظاعن جمعة وجمعة بوميان من رأس الخيمة، وأيضاً كان هناك إبراهيم جمعة وعيد الفرج، وفي سنة 1985 دخلت دورة مكثفة في المسرح مدتها 4 أشهر ما أضاف لي الشيء الكثير في هذا الميدان”.
حنو الوالد
من الذكريات الجميلة التي أوردتها موزة المزروعي أنها كانت مع أهلها في بر دبي في رحلة ترفيهية للاستمتاع بالجو المعتدل، ولجمع الفقع الذي ينمو في هذه الفترة من السنة، فلفت انتباههم سيارة تحمل علمين للدولة تتجه صوبهم، وتضيف “كانت سيارة فاخرة من نوع مرسيدس وما لفت انتباهنا هو الأعلام التي تتزين بها من الجانبين، فإذا بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، يوقف السيارة ويترجل منها متجها نحونا، أدهشنا بطيبته وعفويته ولباقته، ألقى التحية علينا وأكرمنا، بحيث وزع علينا مبالغ مالية، ودعانا رحمه الله إلى تناول الغداء معه، وتدفق علينا عطفه وحنوه، وكان يوما لا ينسى”.
المصدر: أبوظبي