هدى جاسم ووكالات (بغداد)

أصيب 10 متظاهرين عراقيين، أمس، في مواجهات مع القوات الأمنية في ساحة الخلاني وسط بغداد، مع تواصل الاحتجاجات في العاصمة العراقية وعدد من مدن الوسط والجنوب على الأوضاع التي تشهدها البلاد، بينما يترقب رئيس الوزراء المكلف، محمد علاوي، انعقاد البرلمان لتقديم حكومته بهدف منح الثقة.
وأكدت مصادر أمنية وطبية وقوع 10 إصابات وحالات اختناق أثناء المواجهات، فيما أفادت قيادة عمليات بغداد بإصابة اثنين من العناصر الأمنية، جراء هجوم بقنبلة يدوية وسط بغداد.
وقالت القيادة في بيان: «إن منتسبين اثنين أصيبا بعد تعرضهما إلى قنبلة يدوية في ساحة الخلاني وسط العاصمة».
ولا يرى الحراك العراقي في تسمية علاوي رئيساً للحكومة أي تحقيق لمطالب الاحتجاجات التي اندلعت منذ أكتوبر الماضي، والتي طالبت بإجراء انتخابات مبكرة وتسمية رئيس وزراء مستقل ومحاربة الفساد وملاحقة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين.
وأكد مصدر في الحراك الشعبي، أمس، أن إصرار علاوي على الاستمرار بتشكيل حكومته ومحاولته الحصول على ثقة البرلمان، سيعطي زخماً لساحات التظاهر لتوسيع رقعة الاحتجاجات رفضاً لهذه الحكومة.
ودعا علاوي، أمس الأول، مجلس النواب إلى عقد جلسة للتصويت على منح الثقة للحكومة يوم الاثنين المقبل.
وقال علاوي، في خطاب بثه التلفزيون العراقي، إنه انتهى من تشكيل حكومة «مستقلة دون مشاركة مرشحي الأحزاب السياسية».
لكن رئيس «ائتلاف الوطنية»، إياد علاوي، أمس، شكك في تصريحات رئيس الحكومة المكلف، وشدد على أن عمليات القمع والاعتداء والاختطاف المبرمجة التي تطول المتظاهرين السلميين تؤكد نية السلطة الحاكمة إنهاء التظاهرات بشتى الوسائل.
وقال علاوي في تغريدة على موقع «تويتر»: «إن عمليات القمع والاعتداء والاختطاف المبرمجة التي تطول المتظاهرين السلميين تؤكد نية السلطة الحاكمة إنهاء المظاهرات بشتى الوسائل»، مضيفاً: «ذلك يكشف زيف الخطب التي نسمعها حول حماية المتظاهرين والتعاطي الإيجابي مع مطالبهم». وأوضح أنه «بعد ساعات من خطبة المكلّف، اختطف الناشط أحمد الوشاح».
إلى ذلك، كشف مصدر سياسي مطلع، عن حصول انقسامات داخل التحالفات على خلفية خلافات متراكمة وآخرها تكليف علاوي، فيما أشار إلى أن كتلاً انسحبت من تحالفاتها دون إعلان مسبق، وهو ما يشي بقرب تصدع تحالفات رئيسة يواكب إعلان الحكومة العراقية الجديدة.
وعقب انتخابات 2018، تشكل تحالفان رئيسان هما تحالف «الإصلاح»، الذي ضم قوى متعددة، من بينها «سائرون» و«الحكمة» و«النصر» و«جبهة الإنقاذ» و«التنمية» و«ائتلاف الوطنية»، أما التحالف الآخر فكان تحالف «البناء» ويضم قوى مثل دولة القانون، والفتح وغيرها.
من جانبه، توقع المحلل السياسي العراقي، محمد نعناع، أن كثيراً من الكتل السياسية، انحنت لعاصفة الاحتجاجات في العراق، ورضيت بسقف مطالب منخفضة جداً.