يتكون جسم الإنسان من 70 في المائة من الماء، الذي يمثل 70 في المائة أيضا من مساحة الكرة الأرضية، هكذا صارت النظريات والأبحاث التي تتناول الماء، وتجعله أساساً لبحوثها، في إطار تطوير الذات وبنائها، تتخذ حيزاً أساسياً من الاهتمام في السنوات الأخيرة، هذا ما يؤكده شريف شكران مهندس آلات طبية، وباحث في علوم الإصلاح الأسري، ومكتشف لقنوات جديدة تعزز العلاقات الأسرية، أظهر من خلالها أن أقوى الوسائل هي الماء، بحيث يمكن إيصال المعلومات عن طريقه أو عن طريق النبات أو الحامض النووي بإثباتات علمية ودينية، إذ يقول: «بناء على نظرية ذاكرة الماء للباحث الفرنسي في علوم الأحياء د.»جاك بنيفيست»، ونظرية الرسالة عبر الماء للدكتور الياباني «إيموتو»، تأكَّدَ العلم الحديث أن للماء ذاكرةً تنقل الكلام والمشاعر وكلَّ أنواع المعلومات من شخص إلى آخر، وبناءً على أبحاث متواليةٍ اجتهدنا فيها سنيناً، وتمحورت حول ما يخُصُّ ازدياد العنف والاضطرابات عند الشباب، وارتِفاع نسبة الطلاق في كثيرٍ من المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة، اتضح لنا أن نسبةً كبيرةً من التصرفات السَّلبية عند الناس مرتبطةٌ بنوعية المعلومات المُسَجَّلة في مياه أجسامهم، ثم تنتقل بطريقةٍ آليَّةٍ إلى المخ والقلب على شكل إيحاءات، ومصدرُ هذه المعلومات قد يكون تفكيراً سلبياً للذين يعملون في الزراعة أو مصانع الأغذية أو المطابخ، أو الخادمات، وكُل ما له علاقة مُباشرة بالطَّعام والشَّراب الذي يتناولُهُ الإنسان، حتى الماء الذي يستهلكه على شكل رطوبة عن طريق التنفس. ومِن المقرَّرات الشَّرعيَّة أنَّ الشيطانَ يُوحي زُخرفَ القولِ غُروراً لِمنْ يُريدُ، ولِمنْ يُلقي إليه سمعه، ويُعطيه مَقاد نفسه، وتنتقلُ هذه المعلومات بِكَونِ أيِّ تفكيرٍ للإنسان يُحَوَّلُ مباشرةً إلى طاقة مغناطيسية حول جسمه تُسَجَّلُ في أيِّ سائلٍ أو عنصرٍ يحتوي على ماء مثل: العصير، الخضر، الفواكه، اللحم، الشاي. وذلك عند لمَسه أو الاقتراب منه. ولِخطورةِ هذا الأمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «لا تُصاحبْ إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلاَّ تَقِيٌّ. «أخرجه الترمذي، لذلك يجب مراعاة أن يكون الطبخ عن طريق المرأة سيدة البيت حتى تزرع الحب في الأكل ويتناوله زوجها وأولادها فيصلح حالهم، والابتعاد قدر الإمكان عن طبخ الخادمة الغاضبة، التي تصب جام غضبها وهي تطبخ الأكل ما يؤدي الى الخصام وانتشار المشاكل في البيت، وهذا يعني أن خطاب الزوجة لزوجها عن طريق الطعام الذي يحتوي على الماء وسيلة لتوصيل المودة والمحبة إلى قلب الزوج، والواقع اليوم أن الزوج بيد الخادمة». إصلاح العلاقات الزوجية يضيف شكران: «نجد الحكمة من استعمال الماء لإصلاح القلوب والعقول في قول الله تبارك وتعالى: «إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عنك رجس الشيطان». (وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رجْس الشَّيْطَانِ) أي يخرج ويمحو وسوسة الشيطان من داخل عقل المؤمن ووجدانه، وذلك من خلال الماء، علمًا بأنَّ 75% من المخ مكون من الماء. (وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ) أي وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ باليقين والصبر، وهذا تأثير داخلي على القلوب عن طريق الماء أيضاً. نرى في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه يستعمل الماء كوسيلة للتأثير على العقل لإذهاب وسوسة الشيطان، وعلى القلب (وليربط) يحبس (على قلوبكم) باليقين والصبر. وهذه العمليات تجرى داخل جسم الإنسان في العقل والقلب باستعمال الماء». وعن السؤال كيف يمكن أن نؤثر على العقل والقلب عن طريق الماء؟ يجيب شكران: «لا يدخل الماء جسم الإنسان إلا عن طريقتين الطعام والشراب، أو التنفس أو الرطوبة. أولاً: عن طريق الطعام والشراب: يقول العلماء المتخصصون في علم الخلية، إن لغة الخلايا مرتبطة بلغة الماء، لأن جسم الإنسان كله ماء ومن أين اتجهت المعلومة مرت عبر الماء، وهذا يعني أننا إذا قلنا كلاماً «من وسوسة الشيطان» أثناء لمس الطعام أو الاقتراب منه، سجلناه فيه، وحُوِِّلَ إلى لغة خاصة بالماء وبالخلايا معاً، فإذا أكله إنسان آخر انتقل إلى عقله اللاواعي عبر الدم دون أن يجد أي مقاومة منه. ويقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّم». رواه البخاري. وقد اتفق العلماء على أنها وسوسة، وهذا يعني أن الشيطان يجري بأفكاره ووسوسته في دم الإنسان. ثانياً : التنفس كلنا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قبل أن ينام المعوذتين على يديه ثم ينفث فيهما ثم يمسح جسده، فيحدث شيء يحميه أثناء النوم. السؤال: ما هو ؟ نكسب كلنا في منطقة الرقبة نقطة من الطاقة القوية المعروفة باسم « شاكرا chakras»، يخبر المختصون في علم الطاقة أن تلك النقطة مرتبطة مباشرة بالعقل، وشكلها يتغير مع تغيُّر الأفكار، وإذا علمنا أن الماء يتأثر بالطاقة، فإِن الواحد منا كلما تنفس أخرج من صدره هواء وبخاراً، ومرَّ ذلك في قلب تلك الطاقة فيسجل فيه الفكرة التي تكون متواجدة في تلك اللحظة، ثم تنتشر في الهواء فإذا استنشقها من هو بقربه انتقلت تلك المعلومة لتدخل صدره ثم تتثبت في رطوبة رئتيه، ثم تنتقل إلى دمه ثم إلى عقله وقلبه ثم تؤثر فيه. ولِخطورة هذا الأمر جعل الله تبارك وتعالى الاستعاذة من الشيطان مطلوبة في صلاة المسلم، ويتَّضِح ذلك جليًّاً في أهم الآيات التي يتحصَّن بها الإنسان حيث يقول سبحانه وتعالى: « قُلْ أَعُوذُ بِربِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ» سورة الناس.. عملياً إذا أراد الشيطان أن يوسوس لشخص ووجد لديه مقاومة وتحصناً توجَّه إلى الذي هو جالس بقربه فوسوس له، وبمجرد أن يفكر هذا الأخير فيما أوحى له الشيطان أخرج في رطوبة نَفَسِه تلك الفكرة الشيطانية، وإذا استنشق مُجاوره جزءاً من تلك الرطوبة، انتقلت الفكرة إلى صدره ثم إلى دمه ثم إلى قلبه وعقله، فتؤثر عليه دون إرادته، وهذا يرجعنا مرة أخرى إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي». من هنا نرى أَن اشتراط مصاحبة المؤمن تضمن لنا أن لا نستورد عبر نفسه معلومات خبيثة. وما يساعد على تثبيت هذه النظرية قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير». فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة». رواه مسلم. من هنا نرى أن اشتراط مصاحبة المؤمن تضمن أن لا نستورد عبر نفسه معلومات خبيثة، مثل الجليس الصالح والجليس السوء. برمجة النفس يؤكد محدثنا إمكانية استعمال هذه الآلية لبرمجة أنفسنا وتغيير عاداتنا، وهذا بالتدريب على مخاطبة أنفسنا أثناء استنشاق الهواء. ويحدد الخطوات التالية لتحقيق الهدف: 1. تجهيز الكلمات الإيجابية والهادفة «من الأفضل أن تكون جملة قصيرة مكتوبة على ورقة». 2 . إخراج ما استطعتم من الهواء من صدركم. 3 . بدء استنشاق الهواء ببطء، وفي نفس الوقت تكرار الكلمة أو الجملة. 4 . عند امتلاء الصدر احتفظوا بالهواء بعض الثواني لتتمكنوا من نقل المعلومات إلى الرئتين ثم إلى الدم. 5 . أخرجوا الهواء ببطء دون التفكير في الكلمات وأعيدوا العملية نفسها على الأقل عشر مرات. ويختم شكران قائلاً: «من خلال الأبحاث التي عملت عيها كثيراً، اكتشفت المعاني الكبيرة لقوله تعالى «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». ذلك أنَّ في جسد الإنسان مضغة لو صلحت صلح الجسم كله، ولو فسدت فسد الجسم كله، والمضغة هي القلب، وتؤكد الأبحاث أن إصلاح الإنسان يبدأ بقلبه، فقد تأكد أنه عندما ينقل قلب إنسان ويزرع لقلب إنسان ثان فهذا الأخير يكتسب صفات صاحب القلب المتوفي، من هنا تم البحث في أن القلب يتم عن طريقها انتقال المعلومات، ووجدوا أن الإشارات الوحيدة التي تدخل وتخرج من القلب عن طريق الدم، والدم أغلبه ماء، وهذا ما جعلني أتأكد أن الماء هو الوسيلة التي توصل بها المعلومات للقلب».