نقص الأمطار يشعل أسعار الفول السوداني
أدى الجفاف في مناطق الإنتاج الرئيسية إلى ارتفاع أسعار الفول السوداني وتسجيل أرقام قياسية، حيث قاربت ثلاثة أضعاف في أميركا، و60% في أوروبا أكبر المستوردين، في وقت تأثر فيه سوق السلعة العالمي، البالغ نحو 18,5 مليار دولار، بتراجع الإنتاج في الهند ثاني أكبر المنتجين وفي الأرجنتين الرائدة في تصدير السلعة وأميركا. وكانت أميركا أكبر المتأثرين بارتفاع أسعار الفول السوداني مما أرغم شركات التجزئة على رفع أسعار زبدة الفول المستخدمة على نطاق واسع في المطابخ الأميركية.
وعملت شركات صناعة المواد الغذائية الأميركية بما فيها “كرافت” التي تملك علامات تجارية مثل “جيف” وغيرها، على رفع أسعار زبدة الفول في الشهور القليلة الماضية بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40%. ويقول بيل جورج، المتخصص في السلعة في وزارة الزراعة الأميركية،: “علينا الانتظار وتقليل الاستهلاك من الزبدة خلال العام الحالي حتى نحافظ على الاحتياطي الموجود من الفول لأطول وقت ممكن”. وتتطلب مجموعة من البقوليات التي تنبت على الأرض من ضمنها الفول السوداني، تربة رطبة خلال زراعتها وعلى طول فترة نموها. وأدت سنتان من الجفاف الذي ضرب مناطق الإنتاج في أميركا، إلى تراجع كبير في نوعية الفول السوداني المستخدمة في الوجبات الخفيفة وصناعة الحلويات في الوقت الذي ذبل فيه النبات قبل نضوجه أو قل فيه معدل الإنتاج.
ووفقا لوزارة الزراعة، من المتوقع أن يتقلص الإنتاج الأميركي في العام الماضي بنسبة قدرها 12%، مما يساعد على تراجع المخزون العالمي لأقل مستوياته منذ 14 عاماً. ويقول دون كوهيلر مدير لجنة الفول السوداني في جورجيا التي تقوم بإنتاج ما يقارب نصف الإنتاج الأميركي “ليس جفاف التربة وحده حيث العام الثاني على التوالي من المناخ الجاف في أميركا، لكن تبخرت كمية الأمطار التي هطلت نتيجة لارتفاع درجات الحرارة”. وعانا الإنتاج أيضاً نظراً لارتفاع أسعار محاصيل أخرى مثل القطن والذرة عند وقت الزراعة وذلك لارتفاع عائداتها بالنسبة للمزارعين مقارنة بالفول. ويتوقع العاملون في تداول السلعة أن تظل أسعارها على ارتفاعها في غضون الشهور القليلة المقبلة. وربما تساعد وفرة الإنتاج في الموسم المقبل في الأرجنتين، على تعويض العجز في معدل العرض مع أنه ليس من المتوقع انخفاض الأسعار بنسبة كبيرة.
ومن المنتظر أن تزيد المساحة المزروعة في جورجيا، حيث دفع انخفاض أسعار القطن المزارعين للعودة إلى الفول السوداني مرة أخرى. ومع ذلك، يتوقع البعض في تكساس ثاني أكبر ولاية منتجة للسلعة في أميركا، أن يستمر الطقس على جفافه وحرارته حتى حلول العام المقبل. وحذر مجلس منتجي السلعة في الولاية، من أنه وفي حالة عدم هطول الأمطار ربما يقود ذلك إلى تقليص المزيد من المساحات المزروعة. وتميزت الصين أكبر منتج للفول السوداني في العالم، بموسم زراعي وفير بزيادة في معدل إنتاجها تجاوزت المتوسط بنسبة قدرها 7%، مما نتج عنه سد للفجوة التي يعاني منها القطاع العالمي.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: حسونة الطيب