«البولو الوردي» كرنفال عائلي رياضي في أبوظبي للتوعية بمخاطر سرطان الثدي
«البولو الوردي»، المهرجان الخيري الأول من نوعه في المنطقة اختصر في نادي غنتوت للسباق بأبوظبي أول من أمس كل الألوان، مضيئاً على لون الأمل دعما لحملة “الفحص اطمئنان” التي تتبناها هيئة الصحة للتوعية من سرطان الثدي. والحدث الإنساني بامتياز يقام للسنة الثالثة على التوالي بهدف التشجيع على ضرورة الكشف المبكر والتصوير الشعاعي المعروف بفحص الماموغرام. وقد شكلت فعالياته الرياضية المنوعة كرنفالاً من التفاعل الجماهيري الغفير، حيث أمضى الجميع يوماً عائلياً وسط ملاعب الجولف التي استضافت عروض الصقور والخيول وبولو الهجن. وحضر المباراة الشيخ هزاع بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، ومدير هيئة الصحة في أبوظبي زيد داود السكسك، ومدير هيئة الصحة في دبي قاضي المروشد.
على مدى 6 ساعات من الأنشطة الرياضية الراقية، استمر مهرجان “البولو الوردي” مشكلا خطوة نوعية في درب الحث المجتمعي على أهمية كسر حاجز الصمت تجاه سرطان الثدي. وعند المرافق الفسيحة لنادي غنتوت، اكتسى المكان باللون الوردي وكذلك سجادة الاستقبال وزينة السيارات والملابس والإكسسوارات. وكان اللافت تضامن الرجال مع الحملة الوردية بقمصانهم والشارات التي وضعوها على كناديرهم، في مساندة إيجابية لفعالية لا تعني المرأة وحدها. أما الأطفال فكانت لهم الحصة الكبرى من الفقرات الترفيهية التي خصتهم بألعاب الحركة، حيث تحول نادي غنتوت إلى مسرح رحب للهو والتدريبات في الهواء الطلق.
تقدير القيادة
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان أن “البولو الوردي” يحمل رسالة مهمة للجميع في دولة الإمارات وهو موضع تقدير من القيادة الرشيدة والقائمين على هذا الحدث الخيري الذي يأتي ترجمة للتوجيهات الوطنية. وقدم شكره للشيخ هزاع بن حمدان لرعايته للحفل، موضحا أنه لولا تعاون شركاء النجاح وفي مقدمتهم بنك أبوظبي التجاري والشركات الراعية، لما كان تفعيل هذا الحدث وإخراجه بالصورة المثلى. وقال: أتقدم إلى الجميع بجزيل الشكر وإلى القائمين على نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو بقيادة سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان، وترجمة لتوجيهات سموه الداعمة والراعية للرياضة ولاسيما رياضة البولو.
وأكد الشيخ شخبوط أن الرياضة أصبحت وسيلة للتغير الحقيقي في المجتمع، وقال: نحن فخورون بأن نقف مع هيئة الصحة في أبوظبي ومجلس أبوظبي الرياضي والمؤسسات والهيئات الحكـومية والخاصــة. والتي ترفع من مستوى الوعي ضد سرطان الثدي في الدولة، والذي أثر بدرجة كبيرة على الكثير من النساء. وأشار إلى أهمية الرعاية بالعنصر النسائي حيث أن الأم والأخت والزوجة يمثلن نصف المجتمع، ومن الواجب على الجميع الاهتمام بهن، مشيدا بالمشاركة الكبيرة من الجماهير.
وبالإنابة عن سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان، ذكر سعيد بن حوفان المنصوري نائب رئيس نادي غنتوت للبولو، أن حدث “البولو الوردي” أتى هذه السنة بشكل مختلف تماما عن العام الفائت. وذلك من حيث زيادة عدد الفعاليات ومستوى التنظيم وحرص العائلات المقيمة داخل الدولة على المشاركة. وقال إن هذا التفاعل الجماهيري هو ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان رئيس نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو، وحرصه الدائم على نشر ثقافة مكافحة سرطان الثدي بأساليب ترفيهية وتثقيفية تساهم في إنجاح الحملة.
حالة صحية
مبادرة “البولو الوردي” التي انطلقت هذا العام في شهر نوفمبر تأكيداً على أهمية التواصل مع التوعية ضد المرض حتى ما بعد شهر أكتوبر وعلى مدار السنة، جاءت بمتابعة من حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان. وذلك إيماناً من سموها بضرورة التوعية بالمرض وأهمية الفحوص المستمرة لكافة المراحل العمرية المعرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي.
وتتحدث كاري مكنيل مؤسس مبادرة “البولو الوردي” عن الحدث الضخم الذي استغرق الإعداد له سنة كاملة، معتبرة إياه حالة صحية ترخي بظلالها على إمارة أبوظبي. وتذكر أن فكرة إطلاق الحملة تبلورت عندها قبل 3 سنوات عندما اطلعت على أحد التقارير الطبية. والذي كشف في حينه أن سرطان الثدي هو من أكثر الأمراض التي تصيب النساء في الإمارات.
وتقول إنها تقيم في البلاد منذ 6 سنوات، وبحكم عملها في تنظيم الأحداث والفعاليات الرياضية والاجتماعية، وجدت ضرورة في تبني قضية التوعية من هذا المرض. وتشير كاري مكنيل إلى أن التعاون الذي لمسته من هيئة الصحة وبنك أبوظبي التجاري دفعها إلى المضي بمشروعها ليطال أكبر شريحة من المجتمع. وذلك بهدف تعزيز الوعي العام بمرض سرطان الثدي في إمارة أبوظبي وأهمية الخضوع لفحوصات الكشف المبكر. وتعتبر أنه كلما كثر الكلام عن هذا النوع من الأمراض التي لم يعد علاجها مستعصيا، قلت احتمالات الوصول إلى طريق مسدودة وازدادت نسبة الشفاء بفضل التدخل الطبي السريع. وتلفت مؤسسة مبادرة “البولو الوردي” أنها لولا الدعم الكبير الذي حظيت به من سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان لما تمكنت من الاستمرار بحملتها حتى اليوم.
إحصاءات
وكانت الدكتورة أمنيات الهاجري مدير دائرة الصحة العامة والسياسات في هيئة الصحة بأبوظبي أكدت أنه بحسب آخر الإحصاءات، فإن سرطان الثدي يتصدر قائمة أكثر السرطانات انتشاراً في دولة الإمارات. وأنه يشكل 25 % من إجمالي حالات السرطان و46 % من حالات السرطان بين النساء.
وذكرت أنه بناء على هذه الأرقام لابد من تضافر الجهود لزيادة الوعي عن سرطان الثدي، على غرار مبادرة “البولو الوردي” التي تساعد منذ إطلاقها قبل 3 سنوات في الوصول إلى الهدف المنشود. وأوردت الدكتورة أمنيات الهاجري أن إحصائيات الهيئة تظهر انخفاضا ملحوظا في أعداد الكشف المتأخر لسرطان الثدي من 65 % عام 2007 إلى 25 %عام 2011 مما يتيح إمكانية التعامل معه والشفاء منه.وهذا إن دل على شيء فهو يدل على زيادة الوعي عند النساء خصوصاً والمجتمع عموماً.
من جهتها تذكر كوثر بن سليم الناشطة الاجتماعية أنها منذ عام 2010 تتعاون مع حملة “البولو الوردي” كسفيرة لسرطان الثدي بهدف نشر التوعية عنه في الإمارات. وتقول إنها لطالما اهتمت بتفعيل الأنشطة الصحية في الجامعات، الأمر الذي شجعها على خوض التجربة على مستوى وطني. وتتحدث كوثر بن سليم عن فعاليات الموسم الحالي، والتي تميزت بتنظيم أكثر من مباراة رياضية كنوع مغاير من أشكال التضامن مع النساء المصابات وتكريم الشافيات من المرض. وتشير إلى تركيز الاهتمام نحو مسابقة البولو والتي ضمت فريق “سانت ريجيس” الذي فاز بالكأس على فريق بنك أبوظبي التجاري بنتيجة 5/ 6.
وكان الشيخ هزاع بن حمدان، والشيخ شخبوط بن نهيان، وسعيد بن حوفان المنصوري نائب رئيس نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو، يرافقهم ممثل بنك أبوظبي التجاري قاموا بتكريم اللاعبين المشاركين وإهداء درع البطولة لكابتن فريق “سانت ريجيس” عبد الله بن دسمال.
المجلس الوردي
وبالإضاءة على لاعبي البولو الذين كان لهم الأثر الكبير في إضفاء المزيد من الحيوية على فعاليات الحدث الخيري، فهم من المخضرمين في المجال الرياضي.
وقد ضم فريق الـ”سانت ريجيس” اللاعبين الإماراتيين ناصر الظاهري، وعبدالله بن دسمال، وأحمد النعيمي، واللاعب الأرجنتيني نيكولاس بتراكي. أما فريق بنك أبوظبي التجاري فضم اللاعبين الإماراتيين ناصر الشامسي، وأحمد بن دسمال، وعلي المري مع الأرجنتيني أوسكار كولومبريس.
وتشكل مبادرة “البولو الوردي” المقدمة من بنك أبوظبي التجاري، ختاماً لحملة التوعية بسرطان الثدي التي تنظمها هيئة الصحة في أبوظبي وتستخدم الرياضة التنافسية لنشر رسالة صحية وإنســانية وخيرية قد تنقذ حياة أشخاص عدة.
300 هكتار
يتميز نادي غنتوت للسباق والبولو بموقع مميز بين إمارتي أبوظبي و دبي، وقد أقيم “البولو الوردي” على مساحة 300 هكتار من المروج المعشوشبة. حيث أقيمت العروض والأنشطة الرياضية إضافة إلى الاستفادة من قاعة المؤتمرات الراقية التي يضمها من الفئة الدولية، والتي تستضيف عادة أضخم المؤتمرات والمناسبات الخاصة بالشركات مع إقامة الولائم والحفلات. ويضم النادي 150 إسطبلا للبولو و60 إسطبلا للسباق والاستيلاد، كلها مجهزة بالتكييف المركزي. وفيه 50 إسطبلا للزيارات و40 إسطبلا مؤقتا، وأكثر من 26 حقلا للترويض من مختلف الأحجام وميدان للتدريب في الهواء الطلق. كما يمتلك النادي عشرات الخيول والأحصنة من كافة الفئات.
أهداف
شهدت مبارة البولو في نادي غنتوت أحداثا تشويقية غير متوقعة افتتاحا للموسم الجديد عبر تسجيل 11 هدفا مجتمعاً. وبدأ فريق بنك أبوظبي الوطني التسجيل مع اللاعب الإماراتي علي المري والأرجنتيني أوسكار، حيث اختتم الشوط الأول بتقدم بهدفين مقابل لا شيء. وفي الشوط الثاني واصل الفريق المتقدم سيطرته وسجل هدفين مع اللاعبين الإماراتيين أحمد النعيمي وناصر الظاهري، فيما سجل الأرجنتيني نيكولاس بيتراشي أول أهداف فريق “سانت ريجيس” حيث اختتم الشوط الثاني بتقدم الفريق الأول 4/1.
وبمزيد من الحماس فوجئ الجمهور بأداء فريق “سانت ريجيس” والذين قلبوا النتيجة بتسجيلهم 3 أهداف مع اللاعبين الإماراتيين أحمد بن دسمال، وناصر الشامسي، والأرجنتيني نيكولاس بيتراشي، ليتعادل الفريقان في الشوط الثالث 4/4. وفي الشوط الرابع نجح فريق “سانت ريجيس” بتحويل دفة المباراة لصالحه بعدما سجل هدفين، مع اللاعبين عبدالله بن دسمال ونيكولاس بيتراشي. ولم يسعف الهدف الأخير اللاعب أوسكار من فريق الآخر إدراك التعادل لتنتهي المباراة بنتيجة 6/5 لصالح فريق “سانت ريجيس” الذي توج بالكأس.
«المجلس الوردي»
استضاف الحدث “المجلس الوردي”، وهو مركز مجهز يقدم لزواره معلومات عن سرطان الثدي، ويتيح فرصة اللقاء بإختصاصيين والاستفادة من الفحوص المجانية. ومن المظاهر الترفيهية التي شملها الحدث مسابقة أفضل ثياب وردية، والتقاط الصور مع اللاعبين. كما أن منطقة الألعاب المخصصة للأطفال شهدت إقبالا كبيرا حيث وفرت للعائلات ملاذا من الأنشطة المجانية ومرافق التنزه.
المصدر: أبوظبي