أوروبا تواجه «إعصار» الإضرابات العمالية
تحولت العواصم الأوروبية إلى ساحة إضرابات مفتوحة، حيث قام العمال الأوروبيون في شركات رئيسية بالإضراب خلال اليومين الماضيين احتجاجاً على خفض الرواتب أو تقليص المكافآت بسبب خطط خفض النفقات.
وفي باريس، طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شركة “توتال “التعهد بعدم إغلاق مصاف في السنوات المقبلة. وقال لوك شاتيل “ترغب الحكومة في أن تتعهد توتال بألا تغلق مصافي في السنوات المقبلة.” وأضاف شاتيل إن ساركوزي وجه هذا الطلب للرئيس التنفيذي لتوتال كريستوف دو مارجيري. ودعت الحكومة في وقت سابق قائدي السيارات لالتزام الهدوء لليوم السابع من اضراب لعمال المصافي الست التابعة لشركة “توتال”.
وفي فرنسا أيضاً، من المتوقع أن تتعرض حركة الرحلات الجوية في فرنسا إلى اضطراب بالغ هذا الأسبوع إذ بدأ ضباط المراقبة الجوية أمس إضراباً لمدة أربعة أيام احتجاجاً على الدمج المزمع لخدمات الرقابة الجوية الفرنسية مع نظيرتها لخمس دول أخرى. وقالت سلطات المطارات إنها تتوقع إلغاء نصف الرحلات التي ستجري في مطار أورلي بجنوب باريس وكذلك ربع الرحلات المقررة من مطار آخر بالعاصمة الفرنسية وهو شارل ديجول. ومن المتوقع أن يؤثر الإلغاء على الرحلات القصيرة والمتوسطة المدى. كان الإضراب قد دعت لتنظيمه أربع نقابات عارضت الدمج المزمع لسلطات الرقابة الجوية لست دول وهي فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج وبلجيكا وهولندا وسويسرا في كيان واحد. واعتبرت النقابات الخطوة بأنها مؤشر على نهاية سلطة الطيران المدني الفرنسية كهيئة حكومية.
وفي قبرص، بدأت محطات توزيع المحروقات اضراباً مفتوحاً للاحتجاج على مرسوم حكومي يحدد سعر المحروقات، ما أدى الى تدافع سائقي السيارات الذين ساورهم القلق من احتمال شح المحروقات. وحددت الحكومة القبرصية أسعاراً تقل نحو سنتيمين اثنين لليتر، معتبرة أن الأسعار الحالية لا تعكس انخفاض سعر برميل النفط في الأسواق الدولية. ويشمل التحرك المؤسسات التي تعمل بموجب استثمار امتياز فقط وهي الأكثر عدداً مع 280 محطة في قبرص، وليس تلك التي تعود إلى الشركات النفطية. وادت الدعوة إلى الإضراب إلى حالة هلع لدى أصحاب السيارات في الجزيرة حيث تتم كل التنقلات تقريبا بالسيارة في غياب نظام فعال للنقل المشترك. إلى ذلك، أعلنت نقابة طياري “لوفتهانزا” وممثلو الشركة في المانيا مساء أمس الأول أن اضراب الطيارين سيتوقف على أن تستأنف المفاوضات بين الجانبين “فورا وبدون شروط” مسبقة. وكان من المقرر ان يستمر الاضراب الذي بدأالاثنين لمدة أربعة أيام ما كان سيشكل أكبر حركة احتجاج في تاريخ “لوفتهانزا”. لكنه في النهاية لم يستمر سوى 24 ساعة. وقرر طيارو “لوفتهانزا” في المانيا البالغ عددهم أربعة آلاف وتمثلهم نقابة “كوكبت” وقف الاضراب حتى منتصف ليل الثامن من مارس لإعطاء وقت للتوصل إلى اتفاق مع الإدارة.. وأدى الاضراب إلى اضطراب الحركة في المطارات الالمانية دون أن يثير حالة فوضى. ويطالب الطيارون بضمانات للمحافظة على الوظيفة. واعتبرت “لوفتهانزا” أن هذا التحرك يضيع عليها 25 مليون يورو يومياً.
المصدر: عواصم