إنقاص الأطفال لأوزانهم عند البلوغ يقيهم من الأمراض
غالباً ما يظل الأطفال الذين يُعانون من السمنة بُدناء عندما يبلغون، إذ يكبرون وتبدأ رحلة معاناتهم من مشكلات صحية كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. غير أن دراسةً جديدةً وجدت أنه إذا أنقص هؤلاء الأطفال البُدناء من أوزانهم، فإن حالاتهم الصحية تُصبح متساويةً إلى حد كبير مع الأشخاص الذين لم يُعانوا قط من السمنة أو زيادة الوزن.
وقد توصل الباحثون إلى هذه الدراسة بعد إجرائهم تحليلاً ضخماً نُشرت نتائجه في العدد الأخير من مجلة “نيوإنجلند أوف ميتسين” وتم خلاله تقييم الحالة الصحية لمجموعة تتكون من 6,328 شخص تُوبعوا جميعهم من مرحلة طفولتهم إلى أن بلغوا 23 سنةً، وذلك بعد أن وُزعوا إلى أربع مجموعات، ضمت المجموعة الأولى أشخاصاً كانت أوزانهم طبيعيةً في الطفولة ولم يكونوا بُدناء عند البلوغ والرشد، وضمت الثانية أشخاصاً كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة كأطفال لكنهم لم يُعانوا من السمنة عند البلوغ والرشد، والثالثة شملت أشخاصاً كانوا يُعانون من زيادة الوزن أو السمنة كأطفال وأيضاً كأشخاص بالغين راشدين، فيما ضمت المجموعة الرابعة أشخاصاً كانت أوزانهم طبيعيةً كأطفال، لكنهم عانوا من زيادة الوزن أو السمنة عند الرشد.
وتربط بعض الدراسات بين زيادة الوزن عند الطفولة وزيادة القابلية للإصابة بمرض السكري نوع 2 وارتفاع مستويات الكوليسترول عند الرُشد، بينما تُجمع كافة الدراسات على وجود علاقة بين زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات دهون الجليسيريد الثلاثية. بيْد أن الباحثين وجدوا أن الأمر مختلف بالنسبة للأشخاص الذين كانوا بُدناء أو كانت أوزانهم زائدةً في الطفولة وطبيعيةً عند الرشد. فحجم قابليتهم وعُرضتهم للإصابة بمرض السكري نوع 2 أو بارتفاع ضغط الدم أو زيادة الكوليسترول في الدم كانت مُشابهةً للأشخاص الذين تمتعوا طيلة حياتهم بمؤشر كتلة جسمية طبيعية. غير أن الأشخاص الذين كانوا بُدناء أو زائدي الوزن خلال مرحلة رُشدهم كانوا أكثر عُرضةً للإصابة بهذه الأمراض بصرف النظر عن أوزانهم في مرحلة طفولتهم. فأفراد هذه الفئة كانوا معرضين للإصابة بمرض السكري نوع 2 أكثر بأربعة أضعاف من غيرهم من الأشخاص الذين عانوا من السمنة أو زيادة الوزن في طفولتهم وتمتعوا بأوزان طبيعية في مرحلة رُشدهم.
عن “واشنطن بوست”