الرئيس اليمني يريد تسليم السلطة إلى الجيش
رفض الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، إقصاء نجله الأكبر من قيادة الجيش، في حال رحيله عن السلطة، تحت ضغوط احتجاجات شعبية مناهضة له، تقودها أحزاب المعارضة، منذ شهور، واعلن انه سيوكل إدارة البلاد إلى الجيش في حال ترك السلطة كما تطلب منه المعارضة. وقال صالح أمام جنود من الحرس الجمهوري “ونحن في رئاسة الدولة مستعدون لأن نضحي من اجل الوطن ولكن ستبقون انتم، فأنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة، فأنتم السلطة، انتم السلطة وانتم صمام امان الثورة”. ونقلت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) كلام صالح اثناء زيارة تفقدية للواء الرابع حرس جمهوري، حيث كان في استقباله قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة نجله أحمد، في ظهور علني نادر له منذ أصيب بجروح في الثالث من يونيو في تفجير في قصره في صنعاء.
وفي هجوم شديد على العسكريين بقيادة اللواء علي محسن الاحمر، اتهم صالح المنشقين بالتورط في الهجوم على قصره. وقال “في كل انحاء الوطن، في كل ارجاء الوطن انتم موجودون، وعندكم حصانة ومناعة من الدعايات الكاذبة والفارغة من العناصر المرتدة الذين تحولوا إلى قطاع طرق، ولو كان عندهم برنامج لما قطعوا الطرق ولما خرجوا من معسكراتهم ويحتمون بالمواطنين وبالمعتصمين”. وتابع “ومن هذا المكان اوجه بأن عليهم تسليم الجناة الضالعين في احداث جامع دار الرئاسة وتسليمهم إلى النيابة العامة، عليهم ان يفهموا أنه لن تذهب دماؤنا وشهداؤنا ومعوقونا وجرحانا سدى”. ووجه صالح “تحية لأفراد الحرس الجمهوري وتحية لأفراد القوات المسلحة والأمن اينما وجدوا وفي كل أنحاء الوطن، والذين هم بالفعل صمام أمان الثورة والأمن والاستقرار، على الرغم من الخدوشات التي حدثت خلال الأشهر المنصرمة من قبل العناصر الخارجة على القانون والشرعية”.
وأكد الرئيس اليمني، في كلمته التي بثها التلفزيون الحكومي، أن بلاده “لن تنهار” أمام موجة الاحتجاجات، التي تدعمها بقوة أحزاب المعارضة الرئيسية، وقال إن اليمن “متماسكة بجيشها وشعبها”، واصفا القوات العسكرية المنشقة عنه، بـ”قلة قليلة”، و”شرذمة”. وقال :”نحن إلى اليوم نتعامل معهم ومع بعض من تبقى من ضباط وصف وجنود مغرر بهم، نعتبرهم ضمن المؤسسة العسكرية، ولم نقطع مرتباتهم ولا عتادهم ولا كل مستلزماتهم على الرغم من أنهم يستلمون من أطراف أخرى”.
وأمس الأول، أعلن مئات الجنود، المنتسبين لقوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن، أمام مخيم الاحتجاج الرئيسي بالعاصمة صنعاء، والمناهض لصالح، انضمامهم إلى صف الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بالإطاحة بالنظام الحاكم.
وحذر صالح معارضيه، العسكريين والمدنيين، من فتح ملفاتهم التي قال إنها “مملوءة بالخزي”. كما حذر من “تكرار الاعتداءات على المعسكرات في أرحب”، وهي منطقة قبلية تبعد حوالي 30 كم عن صنعاء من جهة الشمال، متوعدا بأن الرد على هذه الهجمات، سيكون “موجعا”. واستدرك قائلا:”لكننا حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدم”، مؤكدا أن توجيهاته إلى قوات الجيش والأمن “إلى هذه اللحظة” تقضي بعدم إطلاق النار على المعتدين.
وقال إن أكثر من 2000 جندي قتلوا، خلال الشهور الماضية، “ظلما وعدوانا” في هجمات شنتها “العناصر الحاقدة الخائنة المريضة”، حسب قوله.
المصدر: صنعاء